إسرائيل رفضت الاعتراف بكوسوفو لمنع سابقة تجاه فلسطين

الإعلان عن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل وكوسوفو، وفتح سفارة للأخير في القدس "يدعم رواية ترامب ونتنياهو، بوجود انجراف نحو السلام والتطبيع بين إسرائيل والعالم الإسلامي برعاية أميركية، ومن دون الفلسطينيين".

إسرائيل رفضت الاعتراف بكوسوفو لمنع سابقة تجاه فلسطين

ترامب ورئيس وزراء كوسوفو، عبد الله هوتي في البيت الأبيض، أول من أمس (أ.ب.)

رفضت إسرائيل طوال سنوات الاعتراف باستقلال كوسوفو، رغم ضغوط أميركية وأوروبية عليها. وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أول من أمس الجمعة، عن اتفاق بين صربيا وكوسوفو المتعاديتين، لكنه أدخل إسرائيل إلى الاتفاق، وقال إن هاتين الدولتين ستفتحان سفارتيهما في القدس. كما أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عن أن إسرائيل وكوسوفو ستقيمان علاقات دبلوماسية بينهما، وأن كوسوفو أول دولة ذات أغلبية مسلمة ستفتح سفارة في القدس.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم، الأحد، أن رفض إسرائيل الاعتراف بكوسوفو طوال السنوات الماضية كان بذريعة معارضة صربيا لاعتراف كهذا. غير أن "السبب الأعمق كان منع سابقة تسمح باعتراف بإعلان الفلسطينيين عن استقلال بشكل أحادي الجانب"، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس".

ويأتي الاتفاق بين صربيا وكوسوفو قبل شهرين من انتخابات الرئاسة الأميركية، فيما يعتبر ترامب أن هذا الاتفاق، إلى جانب اتفاق التحالف وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، يظهره كوسيط في حل نزاعات دولية. وأشارت الصحيفة إلى أن إدخال إسرائيل إلى هذا الاتفاق جاء كي يرضي ناخبي ترامب الأنغليكانيين.

وأضافت الصحيفة أن هذه الخطوة "تدعم رواية ترامب ونتنياهو، بوجود انجراف نحو السلام والتطبيع بين إسرائيل والعالم الإسلامي برعاية أميركية، ومن دون الفلسطينيين". واعتبر ترامب لدى الإعلان عن الاتفاق أن هذا "يوم رائع آخر للسلام في الشرق الأوسط"، رغم أن صربيا وكوسوفو هما دولتان أوروبيتان.

وترى صربيا بالاتفاق فرصة اقتصادية على خلفية رغبتها بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وقعت على الاتفاق مقابل الولايات المتحدة وليس مقابل كوسوفو. ولم تعترض على اعتراف إسرائيل بكوسوفو، وقد شددت الحكومة الإسرائيلية على هذا الأمر، من أجل تبرير ادعائها بأن معارضة صربية منعها من اعتراف كهذا في السنوات الماضية.

ورجحت "هآرتس" أن يكون تعهد صربيا بنقل سفارتها إلى القدس بعد سنة، نابع من أنها تريد التأكد من أن ترامب سيفوز بولاية رئاسية ثانية، قبل أن تقدم على خطوة كهذه. إلى جانب ذلك، فإن احتمال انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي سيشكل ذريعة لعدم نقل السفارة، بسبب معارضة الاتحاد نقل سفارات إلى القدس.

وذكر ترامب أن "المزيد من الدول العربية والإسلامية ستطبع علاقاتها مع إسرائيل قريبا"، فيما تكرر ذكر البحرين وعُمان والسودان في هذا السياق.

بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، لشبكة "فوكس نيوز"، إن "إسرائيل والإمارات وجدتا الطريق لبناء علاقات يمكنها أن تقود إلى تحالف ضد إيران، والذي سيمنع في نهاية الأمر وصول التهديد الإيراني إلى شواطئ الولايات المتحدة أو استهداف أحد ما في الشرق الأوسط".

ووصف بومبيو المحادثة الهاتفية بين نتنياهو وولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، قائلا "لقد كان هذا تاريخيا، فبعد سنوات رفضت خلالها الدول العربية الاعتراف بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي ولديها حق بالوجود، أصبح بالإمكان رؤية ثمار الاتفاق وتأثيرها على مواطني الدولتين".

التعليقات