تحليلات إسرائيلية: مراسم توقيع الاتفاقيات كانت مسرحية لترامب

رأى المحللون بإطلاق المقذوفات من قطاع غزة باتجاه أشدود وأشكلون، الليلة الماضية، بأنها مشاركة فلسطينية بالمراسم في البيت الأبيض: " أنتم تحتفلون في الحديقة الجنوبية، ونحن سندخل إسرائيل الجنوبية إلى الملاجئ"

تحليلات إسرائيلية: مراسم توقيع الاتفاقيات كانت مسرحية لترامب

البيت الأبيض، أمس (أ ب)

رأى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الأربعاء، أن الفلسطينيين شاركوا، "بطريقتهم الخاصة"، في مراسم توقيع اتفاقيات التحالف والتطبيع بين إسرائيل وبين الإمارات والبحرين في واشنطن، أمس. فقد أطلق من قطاع غزة مقذوفان باتجاه مدينتي أشكلون وأشدود، خلال المراسم في البيت الأبيض، ولاحقا تم إطلاق 13 مقذوفا.

وأضاف هرئيل أنه قبل إطلاق المقذوفات، "بدت المراسم كفرحة قسرية على خلفية تزايد انتشار كورونا في إسرائيل. لكن خلال المراسم الاحتفالية، أضيفت إلى قائمة أسباب قلق سكان أشدود ومنطقتها، الخطر الداهم والملموس من الإصابة بالقذائف الصاروخية".

وقدّر هرئيل أن حماس ليست مسؤولة عن إطلاق المقذوفات، الليلة الماضية، وأن الجهاد الإسلامي نفذه، "كمن ربما التقت رسالة الإيرانيين. فإيران قلقة جدا من التقارب بين إسرائيل وبين الإمارات والبحرين، والذي قد يتسع لاحقا إلى توثيق العلاقات مع السعودية أيضا. وإدارة ترامب تبلور الآن منظومة إستراتيجية معززة في المنطقة مقابل إيران. ويبدو أنهم (الإيرانيون) سيحاولون إفشاله".

ووصف هرئيل مشهد مراسم توقيع الاتفاقيات في البيت الأبيض، أمس، بأنها "مزيج من التعالي، الغريب وحتى السخيف بعض الشيء. فقد كانت هذه مسرحية دونالد ترامب قبل أي شيء آخر. وكان الرئيس الأميركي بحاجة إلى إنجاز في مجال السياسة الخارجية، ويبدو أنه ما زال يحلم بجائزة نوبل للسلام. وجُنّد إلى هذه المهمة جميع شركائه المقربين، السياسيين وربما التجاريين، في الشرق الأوسط".

(أ.ب.)

وأشار هرئيل إلى أقوال الملياردير الإسرائيلي – الأميركي، حاييم صبان، للقناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية، بأن "الصفقة كانت سلاما مع إسرائيل مقابل بيع طائرات إف35 للإمارات. والقرار بإلغاء خطة الضم غايتها تهدئة الفلسطينيين. والضم كان حلم يقظة أصلا".

"تراث نتنياهو"

اعتبر المحلل السياسي في صحيفة "معاريف"، بن كسبيت، أن الاتفاقيات التي وُقعت أمس، "مسجلة على اسم ثلاثة: ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي مع إيران وقربها إلى مسافة شهرين – ثلاثة من القنبلة؛ الإيرانيون، الذين يلقون عبئهم ورعبهم على محيطهم؛ ونتنياهو، الذي عاد إلى أصوله منذ تصريحه بأنه ’نصننع سلاما آمنا’، شعاره الانتخابي في العام 1996، وبعد ثلاث سنوات من توقيع اتفاقيات أوسلو المحتقرة".

وادعى كسبيت أن "نتنياهو وقع أمس على اتفاق مكمل لأوسلو. واعترف، مرة أخرى، بحل الدولتين، وانسحب من نيته ضم أراض في يهودا والسامرة وجمّد الاستيطان. وفي المقابل لم يوقف الحرب، لأنه لم تكن هناك أبدا حربا مع الخليج، لكنه وضع اصبعه في عين الفلسطينيين، الذين أطلقوا أمس أيضا مقذوفات باتجاه أشدود وأشكلون، في ذروة الاحتفال في البيت الأبيض، ليقولوا: أنتم تحتفلون في الحديقة الجنوبية، ونحن سندخل إسرائيل الجنوبية إلى الملاجئ".

واعتبر كسبيت أن "السلام الذي جرى التوقيع عليه بعيد عن أن يكون ’السلام مقابل السلام’، والمبدأ الذي يوجهه واضح: لا يوجد ضم، تجميد فعلي، ويوجد اتفاق صامت لصفقات طائرات الشبح وأسلحة إستراتيجية. تخيلوا أنه وقع هذا الاتفاق أي زعيم آخر غير نتنياهو. ماذا كان سيفعل نتنياهو به الآن في الميادين والشوارع وعلى منصة الكنيست".

وتابع كسبيت: "حقيقة أن السور العربي تصدع وإسرائيل تنجح في تقويض مقولة أن حل القضية الفلسطينية سيجلب التطبيع، قد تساعد الجيل القادم من القيادة الفلسطينية على إدراك أنه حان الوقت لحفظ الأحلام والتواصل مع الواقع".

غزة، امس (أ.ب.)

وحسب كسبيت، فإن "نتنياهو الحقيقي كان يفضل ضم يهودا والسامرة على فتح سفارة في أبو ظبي. لكن نتنياهو الحقيقي هو أيضا ذلك الذي يسير مع الأحداث، ويستنفذ الحد الأقصى من الوضع وبعد ذلك يحقق مكسبه منه له لوحده. ويوجد له تراث الآن. وهو يواصل سلسلة الأجيال، ويواصل تراث الاتفاقيات، ويتننازل عنن الأحلام الخلاصية ويمد يده للسلام. وهذا على الأقل لن يأخذه أحد منه".

التعليقات