تحليلات: انشقاق إلكين يهز حكم نتنياهو

المحللون يشيرون إلى أن إليكين "ليس مغناطيسا انتخابيا"، ورغم ذلك فإنه كأقرب المقربين من نتنياهو، لانشقاقه أهمية كبيرة لخسارة نتنياهو المحتملة للحكم في الانتخابات القريبة، وهو يميني متطرف، متدين، مستوطن، من أنصار "أرض إسرائيل الكبرى"

تحليلات: انشقاق إلكين يهز حكم نتنياهو

زئيف إلكين (أرشيف - أ.ب.)

انشقاق وزير المياه والتعليم العالي الإسرائيلي، زئيف إلكين، أمس الأربعاء، كانت الضربة الأكثر إيلاما لحزب الليكود وزعيمه، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وذلك، رغم أن إلكين لا يعتبر كمن كان يجذب ناخبين لليكود، وإنما لأنه كان أقرب المقربين من نتنياهو، وبانشقاقه ازداد اهتزاز حكم نتنياهو، لصالح احتمال تشكيل حكومة يمين، أكثر تطرفا من حكومات نتنياهو، برئاسة غدعون ساعر. وقدم إلكين استقالته من الكنيست إلى رئيس الكنيست، ياريف ليفين، اليوم الخميس.

وبات الحراك الذي بدأه ساعر، الذي انشق عن الليكود قبل أسبوعين، يتدحرج باتجاه الإطاحة بنتنياهو، وفيما ليس معروفا بعد إذا كان قياديون آخرون في الليكود سيتبعون إلكين وعضوات الكنيست يفعات شاشا بيطون وميخال شير وشيران هسكل الذين انشقوا عن الليكود وانضموا إلى حزب "أمل جديد"، الذي أسسه ساعر، الأسبوع الماضي.

وكتب الصحافي في "يديعوت أحرونوت"، يوفال كارني، اليوم، أن "نتنياهو يدرك أن ليس بإمكانه تشكيل حكومة يمين"، من دون ساعر ورئيس تحالف أحزاب اليمين المتطرف "يمينا"، نفتالي بينيت. "وهذه المرة بات ’حكم اليمين’ في خطر ليس بسبب اليسار وإنما بسبب اليمين".

واعتبر كارني أن خطوات ساعر السياسية هذه "تُذكر بخطوات أريئيل شارون السياسية في العام 2005، عندما انشق عن الليكود وأسس حزب كديما". لكن كارني رأى في هذه المقارنة ظلما لساعر، لأن "شارون فكك الليكود عندما كان نتنياهو ضعيفا سياسيا. وساعر يحاول تفكيك الليكود الآن فيما نتنياهو هو أحد أقوى رؤساء الحكومة في تاريخ إسرائيل. وساعر ينجح بالمس بالليكود، لبِنة تلو أخرى، وأخذ أعضاء كنيست من الليكود إلى حزبه الجديد".

وأضاف أن انشقاق إلكين عن الليكود هو "أهم خطوة لساعر مقابل بيته الأصلي"، لكن رغم أن "إلكين ليس مغناطيسا انتخابيا وليس شخصية كاريزماتية، فإنه المحرك من وراء خطوات سياسية كثيرة في الليكود وأحد أقرب المستشارين لنتنياهو".

نتنياهو، أول منن أمس (أ.ب.)

ووصف كارني أقوال إلكين عندما أعلن عن انشقاقه، أمس، بأنها "لائحة اتهام سياسية وشعبية ضد نتنياهو، واستهدف نقطة ضعف الأخير. وقد اعتاد خصوم نتنياهو توجيه ضربات قوية له. لكن عنما تأتي هذه الضربات من أحد أقرب المقربين منك، الذي يعرف جيدا ألاعيبك وخدعك، وربما شريك فيها، تتخذ الأمور منحى آخر". وقال إلكين لنتنياهو في خطابه، أمس، إنه "تعزز شعوري بأن اعتباراتك الشخصية ونزوات المحيطين بك يحتلون مكانا مركزيا متزايدا في عملية صناعة القرار، وأهميتها مصيرية أحيانا بالنسبة لدولة إسرائيل ومواطنيها. والاعتبار الشخصي يمتزج مع الاعتبار القومي، وحتى أنه يتغلب عليه".

"قنبلة عنقودية فتاكة"

واعتبر محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرتر، أن ساعر نجح من خلال خطوة إلكين بإفساد المؤتمر الصحافي الذي عقده بينيت وأعلن فيه أنه ينافس على رئاسة الحكومة، و"أقصاه إلى الهامش. وعدّاء ساعر، زئيف إلكين، الملقب بـ’لاعب الشطرنج’، قتل بنجاعة ووحشية خطوة بينيت".

ولفت فيرتر إلى أن إلكين هو يميني متطرف، متدين، مستوطن، من أنصار "أرض إسرائيل الكبرى". ولن يكون بإمكان نتنياهو وصفه بـ"اليساري". وأضاف أن "التسرب من صفوف الليكود باتجاه ساعر و’أمل جديد’ بدأ يبدو كانشقاق. وبدأت الخطوات لانضمامه تثمر طوال أسبوعين بسرية مطلقة. وحتى أفيغدور ليبرمان لم يكتشف ذلك".

واعتبر المحلل السياسي في صحيفة "معاريف"، بن كسبيت، أن انشقاق إلكين ليس أقل من "قنبلة عنقودية فتاكة ألقيت إلى قلب القشرة الجوفاء التي بقيت من حزب الليكود. فإلكين هو أحد أفضل برلمانييّن في الليكود، إلى جانب ياريف ليفين، وأحد أقرب المقربين من نتنياهو".

وأشار كسبيت إلى أن إلكين عضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، والشريك الوفي للقاءات نتنياهو مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كونه ناطق باللغة الروسية ومهاجر جديد من روسيا، وهو أيضا كاتم السر الذي شكل تحالفات لنتنياهو وفكك خصوم، "قلب أمس الطاولة وغادر".

وبحسب كسبيت، فإن انشقاق إلكين عن الليكود هو "زلزال سياسي، لكنه ليس كهذا الذي سيؤدي لانهيار قلعة نتنياهو... وبهذه الخطوة، فكك ساعر أمس، مؤقتا، خصمين: نتنياهو، الذي يعرف أكثر من الجميع قوة الضرر وحجم الخسارة. ونفتالي بينيت، الذي بنى جبالا، تلالا ولقاحات (كورونا) على إعلانه المنافسة على رئاسة الحكومة، ووجد نفسه يتحول إلى أخبار قديمة في غضون ربع ساعة".

وألمح كسبيت إلى تدخل زوجة نتنياهو، سارة، ونجله يائير، في قرارات رئيس الحكومة، وباستبعاد قياديين من الليكود واليمين، وبينهم إلكين وبينيت، عن مناصب بسببب نزوات شخصية حسب تقارير نُشرت في الماضي.

وأضاف أن "من القادم بالدور؟ من سيقف غدا أو بعد غد أمام كاميرات التلفزيونات أثناء نشرات الأخبار ليتحدث عن ممارسات العائلة المالكة؟ هل سيكون هذا أفي ديختر، المستاء منذ مدة؟ وهل سيعاد (السفير في الأمم المتحدة) غلعاد إردان إلى الوطن؟".

وتابع أن "زئيف إلكين هو اسم آخر في سلسلة أجيال لا نهائية لأشخاص مخلصين، كفوئين، جديرين، وقياديين الذين هربوا أو تم دفعهم إلى الهرب بسبب ’طابق السكن’ الكارثي (في المسكن الرسمي لرئيس الحكومة). وعندما تحدث أمس عن ’المحيطين بنتنياهو’، قصد محيطين معينين جدا، أدينوا مؤخرا بمخالفة جنائية" في إشارة إلى سارة نتنياهو.

التعليقات