تحليلات: إسرائيل تستغل نقاط ضعف إيرانية لمهاجمة أهدافها بسورية

رغم عدم تحقق تقديرات أميركية وإسرائيلية بهجمات انتقامية إيرانية على اغتيال سليماني وفخري زادة، إلا أن قناعة تسود في إسرائيل بأن هجوما كهذا قادم، وسط تحذيرات من هجوم من اليمن وحركة طيران إسرائيلية غير مألوفة بأجواء جنوبي البلاد

تحليلات: إسرائيل تستغل نقاط ضعف إيرانية لمهاجمة أهدافها بسورية

قوات إسرائيلية قرب الحدود مع لبنان، آب/أغسطس الماضي (أ.ب.)

تصعيد إسرائيل لهجماتها ضد أهداف إيرانية في سورية، خلال الأسبوعين الأخيرين، نابع من استغلالها ضعفا إيرانيا، إلى جانب فترة انتظار دخلت إليها إيران إلى حين تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، وفقا للمحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الأحد.

وقصفت ثلاثة هجمات إسرائيلية، خلال الأسبوعين الأخيرين، عدة مواقع إيرانية في سورية، بينها مواقع صنع أسلحة، ومخازن أسلحة بحوزة حزب الله، ومواقع مشتركة لقوات النظام وحزب الله في جنوب سورية، وكذلك منظومة الدفاعات الجوية السورية.

وحسب هرئيل، فإنه في الأشهر الماضية كانت تشن إسرائيل هجوما كهذا مرة كل ثلاثة أسابيع بالمعدل. وإلى جانب ذلك، بعثت إسرائيل رسائل إلى النظام السوري، هدفها تقليص استخدام الدفاعات الجوية السورية في الدفاع عن "كنوز إيران وحزب الله العسكرية في الأراضي السورية".

وأضاف هرئيل أن هذه الهجمات الإسرائيلية "تعكس استغلالا لما يبدو أنه ضعف تكتيكي وبلبلة إستراتيجية في الجانب الإيراني، وخاصة منذ اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري، الجنرال قاسم سليماني، مطلع العام الماضي. وتشارك أجهزة استخبارات غربية التقديرات أن خلف، الجنرال إسماعيل قآني، يواجه صعوبة بأن يملئ الفراغ الحاصل وأن يقود مجهودا منظما في خدمة المصالح الإيراني، مثلما فعل سلفه".

وفيما يتعلق بانتظار تنصيب بايدن، في 20 كانونن الثاني/يناير الجاري، اعتبر هرئيل أن الإيرانيين ركزوا في هذه الاثناء على "خطوات رمزية"، بينها الإعلان عن تخصيب يورانيوم بمستوى 20%. وأضاف أنه خلافا للتخوفات التي تعالت في الولايات المتحدة وإسرائيل، لم يتم تسجيل محاولة لعملية انتقامية إيرانية في الذكرى السنوية لاغتيال سليماني، "لكن القناعة في إسرائيل هي أن الخطر لم ينته".

جنديان إسرائيليان يراقبان منطقة القنيطرة (أ.ب.)

وأشار هرئيل إلى أن إسرائيل حافظت في الأسابيع الأخيرة على مستوى تأهب مرتفع نسبيا، وذلك على خلفية تقديرات أن إيران ستنفذ هجوما ضد أهداف أميركية وإسرائيلية، انتقاما لاغتيال سليماني والعالم النووي الإيراني، محسن فخري زادة، في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، والتي نفذها الموساد.

وشملت التقديرات الإسرائيلية شن إيران أو ميليشيات موالية لها هجمات عن بُعد من سورية والعراق واليمن. وأضاف هرئيل أنه على الرغم من أن أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، أعلن أنه ليس جزءا من هجمات إيرانية كهذه، إلا أن تأهب القوات الإسرائيلية عند الحدود مع لبنان بقيت مرتفعة.

وأفاد هرئيل بأن جهاز الأمن الإسرائيلي استعد لمواجهة عدة سيناريوهات، بينها إطلاق قذائف صاروخية، صواريخ باليستية طويلة المدى، استخدام طائرات مسيرة وصواريخ موجهة أو محاولة استهداف شخصيات إسرائيلية أو سفارة أو قنصلية إسرائيلية.

ولفت هرئيل إلى أن أيا من كل هذه التقديرات لم يتحقق. وعزا ذلك إلى احتمال وجود مصاعب لدى "فيلق القدس" في العراق وسورية. ورغم ذلك، تشير الترجيحات في إسرائيل إلى أن "الحساب ما زال مفتوحا بنظر الإيرانيين، وهجوم انتقامي سيأتي، في توقيت ترصد فيه طهران فرصة للاستهداف".

وفيما تكررت مؤخرا تصريحات مسؤولين إسرائيليين حول احتمال هجوم إيراني من اليمن، أشار هرئيل إلى نصب بطارية "القبة الحديدية" في مدينة إيلات "بشكل غير مألوف نسبيا". وجرى في الأسابيع الأخيرة رصد "نشاط غير مألوف لطائرات مقاتلة (إسرائيلية) في سماء جنوبي البلاد. ويبدو أن هذا جزء من محاولات تشويش هجوم محتمل لمنظمات موالية لإيران من جهة الجنوب. وقد يتم التعبير عن ذلك بتهديد مباشر للأراضي الإسرائيلية أو بتهديد النقل البحري الإسرائيلي في البحر الأحمر".

وأصدر "مركز دراسة الإستراتيجية البحرية" في جامعة حيفا" الأسبوع الماضي، ورقة تقدير إستراتيجي للعام الحالي. وأشار فيها رئيس المركز، بروفيسور شاؤول حوريف، إلى الأهمية المتزايدة للبحر الأحمر. وبحسبه، فإن "هذه المنطقة، وهي إحدى مسارات السفن المركزية في العالم، يدور صراع على السيطرة بين لاعبين كثيرين. وعلى إثر الأهمية المتزايدة للتجارية الإسرائيلية مع آسيا، التي تمر في هذه المسارات، وكذلك العلاقات الوثيقة بين عدد من اللاعبين المحليين واللاعبين الإقليميين والعالميين – مثل الحوثيين وإيران – يتعين على إسرائيل أن تدرس التطورات في هذه المنطقة بشكل متواصل ومعمق".

التعليقات