إسرائيل تلوح بالخيار العسكري للتأثير على مفاوضات الاتفاق النووي

رئيس مجلس الأمن القومي السابق، المقرب من نتنياهو: المسألة الأكثر إلحاحا أمام إسرائيل هي كيفية المناورة مقابل إدارة بايدن، التي لديها خطة واضحة من أجل العودة إلى الاتفاق، وبحيث تنجح بالحفاظ على حرية عمل عسكري ضد إيران

إسرائيل تلوح بالخيار العسكري للتأثير على مفاوضات الاتفاق النووي

مناورة للجيش الإيراني، الثلاثاء الماضي (أ.ب.)

تمارس إسرائيل ضغوطا على إدارة الرئيس الأميركي الجديد، جو بايدن، وتلوح بهجوم عسكري ضد إيران، في محاولة للتأثير على شكل اتفاق نووي جديد، بحيث يشمل قيودا على البرنامجين النوي والصاروخي والحد من التأثير الإيراني في الشرق الأوسط.

وشددت إحاطات مسؤولين إسرائيليين لصحافيين على أن بايدن يسعى إلى عودة سريعة إلى اتفاق نووي مع إيران، "وفقط بعد ذلك تتم معالجة القضايا التي لم يشملها الاتفاق الأصلي"، حسبما ذكر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الأحد.

وقال مسؤولون إسرائيليون في إحاطة صحافية إنه "إذا تبنى بايدن خطة أوباما، فلن يكون هناك ما يمكن التحدث معه" حول اتفاق جديد متوقع. وقال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، يعقوب عميدرور، خلال ندوة في "معهد القدس للإستراتيجية والأمن"، الأسبوع الماضي، إنه "في حال عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي القديم ويتضح أن إيران تتقدم نحو حيازة قدرة نووية عسكرية، فلن يكون أمام إسرائيل خيارا سوى العمل ضدها عسكريا من أجل منعها من صنع سلاح نووي".

وأضاف عميدرور، المقرب من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن المسألة الأكثر إلحاحا أمام إسرائيل هي "كيفية المناورة مقابل إدارة (أميركية) لديها خطة واضحة من أجل العودة إلى الاتفاق، وبحيث تنجح بالحفاظ على حرية عمل عسكري ضد إيران".

وترى جهات سياسية وعسكرية وإعلامية في إسرائيل، خلافا لموقف نتنياهو، أن الاتفاق النووي من العام 2015، منع تقدم إيران نحو سلاح نووي، وأن انسحاب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق وفرض عقوبات اقتصادية على إيران، دفع الأخيرة إلى التقدم في البرنامج النووي واتخاذ قرار رفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 20%.

إلا أن عميدرور اعتبر في تصريحات لـ"هآرتس"، نشرت اليوم، أن "الاتفاق السابق لم يستجب إلى الحاجة لمنع اقتراب إيران من نقطة تمكنها من الانطلاق لحيازة قدرة نووية. وقبيل التوقيع على الاتفاق، غيّرت إدارة أوباما سياستها من تفكيك القدرات الإيرانية إلى إرجاء البرنامج ومراقبته. ونحن نعتقد أن هذا كان اتفاقا سيئا".

وأضاف أنه "ينبغي إنشاء تظام اتصال مع الإدارة الجديدة، وفهم ماذا يعتزمون فعله. وسنضطر إلى الجلوس مع الأميركيين وفهم موقفهم. وعندما يحدث هذا، ستوضح إسرائيل سياستها". واعتبر عميدرور أن عودة أميركية إلى الاتفاق القديم، ومن دون إجراء تغييرات جوهرية فيه، ستضع كافة الاحتمالات مجددا على الطاولة، "وكل ما بإمكان دولة إسرائيل فعله. وإذا اتضح أن الخطوات الأميركية تسمح للإيرانيين الاقتراب إلى القنبلة، فينبغي إعداد الخيار العسكري بشكل أفضل. ولا ينبغي الإسراع كثيرا. المطلوب أولا فهم عميق لما يريده الأميركيون، لكن إسرائيل ملزمة بالاحتفاظ لنفسها بحرية القرار وحرية العمل".

وقلل عميدرور من أهمية الخلافات بين نتنياهو وبين المسؤولين في إدارة بايدن، الذين شاركوا في بلورة الاتفاق النووي خلال ولاية أوباما، في العام 2015. وقال إن "الدول تتخذ قرارات في نهاية الأمر بناء على مصالح، وليس بناء على علاقات شخصية".

وأضاف عميدرور، مكررا مواقف عدد من مستشاري نتنياهو، أن موقف إيران في المفاوضات المقبلة ستكون أضعف بكثير من الموقف الذي تعبر عنه في التصريحات الرسمية. وأشار إلى أن تأثير العقوبات الأميركية على إيران كان شديدا: "لقد أبقوا بصعوبة رأسهم فوق الماء، وانتظروا دخول إدارة بايدن. وطهران في حالة توتر كبير من أجل إزالة العقوبات. ووضع إيران يسمح للأميركيين بطرح مواقف صارمة عندما تبدأ المفاوضات".

التعليقات