تحليلات: نتنياهو سيكون متعلقا ببن غفير طوال الوقت

"سينجم عن انقسام القائمة المشتركة أحد أمرين وكلاهما لصالح نتنياهو: إما أن يحرق العرب أصوات، وهذا جيد لمعسكر اليمين، أو أن تتجاوز القائمة الموحدة نسبة الحسم وتكون شريكة لنتنياهو في مهمات خاصة، مثلما أثبت ذلك منصور عباس"

تحليلات: نتنياهو سيكون متعلقا ببن غفير طوال الوقت

الكهاني إيتمار بن غفير (فيسبوك)

سعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في الأسابيع الماضية، إلى تشكيل تحالف بين الجهات المتطرفة في الصهيونية الدينية، المتمثلة برئيس حزب "الوحدة القومية"، بتسلئيل سموتريتش، والحزب الفاشي "عوتسما يهوديت" برئاسة إيتمار بن غفير من أتباع الحاخام المأفون مئير كهانا. وكان سموتريتش ورئيسة حزب "البيت اليهودي"، حاغيت موشيه، قد اتفقا على خوض انتخابات الكنيست بقائمة واحدة، لكن الأخيرة تراجعت عن ذلك، أمس، وأعلنت تأييدها لحزب "يمينا"، برئاسة نفتالي بينيت، فيما قدم سموتريتش وبن غفير قائمة مرشحي تحالفهما، مع حزب "نوعام" الفاشي، إلى لجنة الانتخابات المركزية.

وأبدى سموتريتش اشمئزازه من بن غفير، طوال الأسابيع الأخيرة. وكتب محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرتر، اليوم الجمعة، أنه "بعد أن حصد سموتريتش مديحا على أدائه كوزير للمواصلات، أراد أن يظهر نضوجا ومسؤولية. وبعد أن ترك الشراكة مع بينيت وشاكيد، استعرض فورا تصنيفا جديدا لحزبه العنصري المتطرف: ’الصهيونية الدينية’. ولا حاجة إلى القول أن جمهور الصهيونية الدينية يزدري ويرتدع من مواقف سموتريتش، لكن هناك ما يكفي من الذين يحبونه".

وأضاف فيرتر أنه "بعد ضغوط مارسها نتنياهو وحاخامات، انهار سموتريتش. ووضع نتنياهو أمامه وأمام بن غفير جبلا من الوعود، وأماكن مضمونة في قائمة الليكود ومناصب وزارية وفي الكنيست".

ولفت فيرتر إلى عدم وجود فروق بين سموتريتش وبن غفير، وأنهما "يدعوان إلى حكم الإكراه الديني وبناء الهيكل مكان المسجد الأقصى". واضاف أنه "تم التعهد لحاخامات التلال العنصريين في حزب نوعام بأنه إذا تشكلت حكومة يمين، وحصلت القائمة برئاسة سموتريتش على أقل من ستة أعضاء كنيست، فإن الأخير سيستقيل في إطار القانون النرويجي، ومندوب نوعام في المكان السادس سيدخل إلى الكنيست. وهذا حلم نتنياهو، حكومة يمين طاهرة، تمنحه حصانة، وتقوض إجراءات قضائية ضده، وتدب رعبا أكثر من الماضي، مع الوزيرين سموتريتش وبن غفير. وأحدهما سينضم إلى لجنة تعيين القضاة بدون شك".

نتنياهو أول من أمس (أ.ب.)

وأشار فيرتر في الوقت نفسه إلى أنه "في الطرف الآخر، نجح نتنياهو بتفكيك القائمة المشتركة. وإذا لم يتجاوز صديقه (رئيس الإسلامية الشمالية – القائمة الموحدة) منصور عباس نسبة الحسم، فإنه سيضاف عضوي كنيست إلى الكتلة التي تؤيد منحه الحصانة. وإذا تجاوز نسبة الحسم، فقد يبرم معه صفقات. نعم، يوجد سيناريو واقعي لائتلاف يستند إلى بن غفير وسموتريتش، وعباس أيضا. وعمليا، يوجد شبه هنا. فهؤلاء متدينون ظلاميون، وهؤلاء أيضا. والأطراف تلتقي أحيانا. حقا إنها وحدة حقيقية، مثلما وعد نتنياهو".

"مهمات خاصة"

اعتبرت محللة الشؤون الحزبية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، سيما كدمون، أن "نتنياهو خرج إلى معركة انتخابية صباح اليوم بتفوق لا يستهان به. وسجل هذا الأسبوع إنجازين لا يمكن الاستهانة بهما: لقد نجح تقريبا بجذب الحد الأقصى من أصوات اليمين، وتفكيك القائمة المشتركة أيضا. ولا يمكن الاستخفاف بنجاحيه هذين، اللذين كانا في رأس قائمة الأهداف التي وضعها أمامه في طريقه إلى حكومة أخرى برئاسته. ومن أجل تحقيق ذلك كان مستعدا لتشكيل حكومة من جهنم، وأن يسعى للوحدة بين سموتريتش وبن غفير".

وأضافت كدمون أنه "ينبغي أن ندرك أنه إذا نجح نتنياهو بتحقيق حلم الحكومة المدعومة من 61 عضو كنيست، فإن جزءا من هذا الحلم هو بن غفير... وبكلمات أخرى: إذا شكل نتنياهو حكومة، فإنه سيكون متعلقا في كل يوم، وكل ساعة، ببن غفير، الذي بين من يقودون حزبه (رموز الفاشيين) ميخائيل بن آري، باروخ مارزل وبنتسي غوبشطاين".

واستدركت كدمون، أن نتنياهو قد يمتنع عن ضم بن غفير إلى حكومته، "في حال أراد أن يستخدمه كسيف على عنق رؤساء أحزاب أخرى، مثل أمل جديد (برئاسة غدعون ساعر)، وتهديدهم بأنه إذا لم ينضموا إليه، فإن اللوم سيقع عليهم بوجود بن غفير في الائتلاف".

منصور عباس (المكتب الإعلامي للكنيست)

وأضافت أن هذا ينطبق أيضا على "يمينا" برئاسة نفتالي بينيت، إذا كان "سيمنح نتنياهو الصوت الـ61. ويوجد لدى بينيت مقاعد حصل عليها من ناخبي كاحول لافان ولا يريدون نتنياهو. وبالمناسبة، رفض رئيس الكنيست، ياريف ليفين، أمس، أن يكون شريك الليكود بن غفير، الذي عندما كان معلمه وحاخامه، مئير كهانا، يخطب في الكنيست كان أعضاء الكنيست من الليكود يغادرون الهيئة العامة احتجاجا. وبحسب ليفين فإن بن غفير لن يكون عضوا في الائتلاف. لقد صرّح ليفين إذاً. وأين يمكن تسجيل هذا التصريح، على قالب الثلج؟".

كذلك رأت كدمون أن انقسام القائمة المشتركة سينجم عنه أحد أمرين وكلاهما لصالح نتنياهو: "إما أن يحرق العرب أصوات، وهذا جيد لمعسكر اليمين، الذي منعته القائمة المشتركة في جولات الانتخابات الأخيرة من تشكيل حكومة، أو أن تتجاوز القائمة الموحدة (الإسلامية الجنوبية) نسبة الحسم وتكون شريكة لنتنياهو في مهمات خاصة، مثلما أثبت منصور عباس أن بإمكانه فعل ذلك".

التعليقات