تحليلات: نتنياهو سيكون رهينة بأيدي سموتريتش وبن غفير وبينيت

استنتاجات المحللين غداة الانتخابات: استمرار الأزمة السياسية الإسرائيلية، والناخبون لم يأبهوا بجائحة كورونا وإخفاقات نتنياهو وإنما المقرر في صناديق الاقتراع "بيبي وحسب" أو "ليس بيبي وحسب"، لكن الصحافة اليمينية اعتبرت أن اليمين انتصر

تحليلات: نتنياهو سيكون رهينة بأيدي سموتريتش وبن غفير وبينيت

بن غفير ينفلت ضد رئيس طاقم البيت الأبيض، رام عمانوئيل، لدى زيارته القدس، عام 2010 (أ.ب.)

اعتبر المحللون في الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الأربعاء، أن نتائج انتخابات الكنيست بالاستناد إلى عينات التصويت التي نشرتها القنوات التلفزيونية الثلاث المركزية، لدى إغلاق التصويت، دلّت على أن الناخبين لم يأبهوا بجائحة كورونا وإخفاقات حكومة بنيامين نتنياهو، وأن نتنياهو سيكون رهينة بأيدي تحالف الصهيونية الدينية والفاشية، لكن الصحافة اليمينية اعتبرت أن اليمين انتصر.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وأشار رئيس تحرير صحيفة "هآرتس"، ألوف بِن، إلى أن "الحدث المركزي في السنة الأخيرة – وباء كورونا – لم يؤثر أبدا على الناخبين في إسرائيل... وفي صناديق الاقتراع بقينا مع نعم لبيبي – لا لبيبي، ومن خلال تغييرات في التشكيلة الداخلية في كلا المعسكرين السياسيين".

وأضاف أن "الناخبين لم يحاسبوا نتنياهو بسبب إدارته المحمومة والفاشلة لأزمة كورونا، كما لم يكافئونه بتأييد حماسي بفضل اهتمامه باللقاحات ورفع الإغلاقات. والتغييرات في الخريطة السياسية تأثرت بالعلاقات بين رؤساء الأحزاب ونتنياهو فقط. وهذا كان سبب الانشقاقات في الليكود، العمل، اليمين الديني، القائمة المشتركة وكاحول لافان".

وشدد بن على أنه "كالعادة، توجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع هذه المرة أيضا انطلاقا من ولائهم القبلي وطبقتهم الاقتصادية – الاجتماعية، التي تُرجمت إلى ’بيبي وحسب’ أو ’ليس بيبي وحسب’، مع نفتالي بينيت كبيضة القبان التي تميل أيديولوجيا إلى جانب نتنياهو وشخصيا إلى تغييره".

نتنياهو في مقر الليكود الانتخابي، فجر اليوم (أ.ب.)

ووفقا لبن فإن نتنياهو استغل في حملته فتح المرافق الاقتصادية وتراجع انتشار كورونا. "وتطعيم أغلبية السكان واستئناف التعليم والتجارة، إضافة إلى حالة الطقس الربيعية، ربما أنقذت الليكود من هزيمة. لكن نتنياهو لم يحظ بالفوز الذي تمناه، وإذا كان سينجح بتشكيل ائتلاف، فإنه سيكون متعلقا بالمطلق بخصمه بينيت الذي بإمكانه إسقاطه في أي وقت".

وفي المقابل، رأى بن أن "خصوم نتنياهو لم ينجحوا في استغلال إخفاقاته في سنة كورونا من أجل إسقاطه عن الحكم... وإذا كان لأزمة كورونا تأثير غير مباشر، فقد ظهر في الارتباط غير المسبوق بين المجتمع العربي والتيار الإسرائيلي السائد، على خلفية الوباء الذي استهدف الجميع، بروز الطواقم الطبية العربية في المستشفيات وأفول الصراع العنيف مع الفلسطينيين. ونتنياهو، الذي أدرك ذلك، خاض لأول مرة حملة في البلدات العربية وتطرق، بالشعارات على الأقل، إلى المشاكل التي تهم سكانها. وهكذا نجح في تفكيك ’المشتركة’ – الجهة الأقوى التي عارضته – واستفاد من انخفاض نسبة تصويت العرب قياسا بمعركتي الانتخابات السابقتين. وكانت جولات ’أبو يائير’ في الناصرة، أم الفحم وخيام البدو الخطوة الأكثر مفاجأة واستحداثا في انتخابات الكنيست الـ24. وربما رجحت الكفة لصالح بقائه في الحكم".

الأزمة السياسية باقية

بالنسبة للمحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، فإن "حزب الليكود تعرضت للضرب في صندوق الاقتراع، ونتنياهو هو الذي ضربه" ولذلك لم يسارع قادة الليكود إلى إظهار فرحهم بنتائج الانتخابات. "وتجنّد نتنياهو وحزبه المطلق في خدمة سموتريتش وبن غفير أنزل (قوة) الليكود إلى خانة الـ32 مقعدا ورفع الكهانيين إلى سبعة مقاعد، وثمانية مع المرشح في المكان الـ28 الذي خصصه الليكود لهم".

وأضاف برنياع أن "هذه ليست ضربة معنوية فقط، فالحديث يدور عن كارثة أيديولوجية. فقد تحول الليكود إلى رهينة ثُلة معادية للديمقراطية، عنصرية، مصابة برهاب المثليين، داعمة للإرهاب. وحتى لو أراد نتنياهو، لن يكون أمامه خيارا سوى بإدخالهم إلى قدس الأقداس، إلى مداولات الكابينيت (الحكومة الأمنية السياسية المصغرة)، وإلى أسرار الدولة".

وتابع "نحن نعلم من الفصول الأصعب في تاريخنا، أنه يسهل إدخالهم إلى هناك، لكن من الصعب إخراجهم. والليكود يشبه الشخصية في أفلام الصور المتحركة، التي تجري بكل عزميتها، وتفرمل في اللحة الأخيرة وعندها تكتشف أن الحجر المربوط بها يقفز عنها ويسقطها إلى الهاوية. والسبب الآخر هو أنه ليس مؤكدا أنه في فرز الأصوات الحقيقي سيصل معسكر نتنياهو مع بينيت إلى 61 مقعدا. فالوضع متغيّر".

لبيد في مقر "ييش عتيد" الانتخابي، فجر اليوم (أ.ب.)

وتوقع برنياع أن يسعى نتنياهو إلى إغراء أعضاء كنيست من حزبي "يمينا" و"تيكفا حداشا" كي ينشقوا عن أحزابهم والانضمام إلى معسكر نتنياهو مقابل حصولهم على مناصب في الحكومة والكنيست. "وسيقول لهم مبعوثو نتنياهو: إذا لم تدخلوا فسيدمر بن غفير الدولة. وفي هذا الوضع سيواجه بينيت صعوبة بعدم الدخول إلى ائتلاف نتنياهو. فمعسكر نتنياهو مريح لناخبيه والمعسكر المقابل مكروه على ناخبيه".

وتابع أن "مفاجأة هذه الانتخابات هي الإنجاز الكبي الذي حققه السموتريتشيون؛ وخيبة الأمل فيها هي الإنجاز الضعيف لغدعون ساعر. فقد تحطم الأمل بالحصول على أصوات ناخبي الليكود الذين سئموا نتنياهو ولكنهم يخافون من قول ذلك. ويتضح أن عدد هؤلاء قليل. ويبدو أن ساعر حصل على أصواته من خائبي الأمل من غانتس، وليس من خائبي الأمل من نتنياهو".

ورأى برنياع أن الانتخابات لم تحل الأزمة السياسية في إسرائيل. "سواء شكل نتنياهو حكومة أو لم يشكلها، سيستمر التعادل في شلّ مؤسسة الحكم في إسرائيل طالما أن نتنياهو على رأسها. وهذه أنباء سيئة لأي إسرائيلي. وبالطبع، صعود السموتريتشيين هو أيضا نبأ سيء للغالبية الساحقة من الإسرائيليين".

"يمينا" في معسكر نتنياهو

بحسب المحلل السياسي في صحيفة "يسرائيل هيوم" اليمينية، أمنون لورد، فإن اليمين فاز في الانتخابات، وأشار إلى أنه "لا يوجد منطق في التحليلات التي تصور يمينا كشريك في المعسكر الذي يرأسه يائير لبيد وبالشراكة مع ميراف ميخائيلي (رئيسة حزب العمل) وميرتس وأيمن عودة".

واعتبر لورد أن "اليسار نجح في حملة شيطانية ومسعورة في القنوات التلفزيونية المختلفة بقمع ناخبي الليكود بقدر معين. وهذا، عمليا، هدف اليسار الوحيد: السيطرة على اليمين، قمع الاقتراع وإنشاء مأزق سياسي آخر. وعمليا، المأزق باق وفقا للعينات. ونجح نتنياهو والليكود في إحداث بلبلة بين الناخبين العرب، والنتيجة كانت انخفاض نسبة التصويت في هذه المنطقة الانتخابية، فيما القائمة العربية الموحدة لا تجتاز نسبة الحسم"، بحسب العينات، لكنها تجاوزت نسبة الحسم وحصلت على 5 مقاعد على ما يبدو.

بينيت في مقر "يمينا" الانتخابي، فجر اليوم (أ.ب.)

وتابع لورد أن "نسبة الحسم المتدنية في الوسط العربي في هذه الانتخابات تذكّر بالانتخابات لرئاسة الحكومة في العام 2001. عندها قاطع الوسط العربي الانتخابات في أعقاب الانتفاضة وال13 قتيلا في ما يسمى أحداث أكتوبر 2000. لم يكونوا مستعدين بدعم (إيهود) باراك. واقترح عليهم رئيس الحكومة هذه المرة شراكة أو التصويت لليكود. ولا نعرف بعد كم صوتوا من الجمهور العربي لليكود، لكن سبب نسبة التصويت المتدنية هو على ما يبدو الشعور في هذا الوسط بأنه لا علاقة لهم هذه المرة في تشكيل الحكومة.

واعتبر لورد أنه "لأول مرة يواجه رئيس حكومة من الليكود أزمة مصيرية شديدة ومتواصلة (كورونا)، وينجح بالتغلب عليها بشكل مقنع. فالعادة في الليكود كانت في الماضي أنه عندما تأتي أزمة شديدة، مثل حرب لبنان (1982) أو أزمة البنوك وانهيار البورصة، ينقل رئيس الحكومة الكرة إلى لجنة تحقيق. والأمر مختلف هذه المرة. وإذا ستكون النتائج الحقيقية في اتجاه العينات نفسه، فإن نتنياهو سيشكل حكومة تصمد أربع سنوات".

التعليقات