مسؤول إسرائيلي: الأسد يفرض قيودا على حركة الإيرانيين في سورية

محللون إسرائيليون: "الحاجة إلى منح مساعدات للبنان، من خلال ضمان الاستقرار ومنع سيطرة حزب الله، تُطرح في جميع المحادثات السياسية والأمنية التي تجريها إسرائيل مع الولايات المتحدة، وكذلك مع فرنسا ودول أوروبية أخرى"

مسؤول إسرائيلي: الأسد يفرض قيودا على حركة الإيرانيين في سورية

الأسد والمرشد الإيراني علي خامنئي في طهران، شباط/فبراير 2019 (أ.ب.)

قال مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى اليوم، الأربعاء، إن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، يفرض قيودا على حركة القوات الإيرانية في سورية. ونقل عنه موقع "واللا" الإلكتروني قوله إنه "لم يعد بإمكان الإيرانيين الوصول إلى أي مكان يريدون في سورية".

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن "الأسد يقيد بشكل كبير حركة الإيرانيين في أنحاء الدولة كي يمنع احتكاكهم مع المواطنين السوريين، وبهدف تحقيق هدوء، وإثر ذلك استقرارا داخليا".

وتابع المسؤول الإسرائيلي أن "الأسد يدرك أنه من أجل إعادة إعمار سورية وإحضار مستثمرين أجانب عليه أن يسعى لاستقرار الدولة".

وبحسب المسؤول نفسه، فإن التموضع الإيراني في سورية أخذ يضعف لأسباب أخرى أيضا. "ورغم استمرار إيران في تهريب أسلحة إلى سورية، ولكن بحجم مقلص أكثر من الماضي، تحسبا من هجوم إسرائيلي يستهدف ضباطا إيرانيين أو قادة وعناصر في ميليشيات موالية لإيران. وهم يفكرون مرتين قبل أن ينقلوا عناصر أو أسلحة إلى سورية".

وأفاد المحلل العسكري في "واللا"، أمير بوحبوط، بأن "الجيش الإسرائيلي لا يستبعد إمكانية حدوث حادث أمني في الجبهة السورية، من داخل الأراضي السورية أو عند الحدود بين الدولتين، بواسطة استخدام طائرات مسيرة أو طائرات بدون طيار على سبيل المثال".

من جهة أخرى، اقترح وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، أمس، "مساعدات إنسانية" إلى لبنان من خلال قوات يونيفيل الأممية لحفظ السلام في جنوب لبنان. وكان اللبنانيون رفضوا اقتراحا مشابها في أعقاب انفجار مرفأ بيروت.

مرفأ بيروت بعد الانفجار في آب/أغسطس الماضي (أ.ب.)

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم، إلى أن غانتس يعلم أن الحكومة اللبنانية سترفض اقتراحه، وأن اللبنانيين يرفضون أي اتصال مباشر مع إسرائيل.

وأضاف: "لكن تصريح وزير الأمن يعكس تغيرا معينا في نظرة إسرائيل إلى ما يحدث في الجانب الآخر للحدود. أولا، إسرائيل قلقة من شدة الأزمة الداخلية في لبنان التي تتدهور بسرعة. ثانيا، هي قلقة من إمكانية أن تصور إيران نفسها كمن ستنقذ اللبنانيين. ثالثا، إسرائيل تعي إمكانية أنه في ظروف متطرفة، حزب الله قد ينغرّ ويستولي على مقاليد الحكم في بيروت، مستغلا ضعف حكومة تصريف الأعمال وعلى خلفية زيادة نسبة الشيعة بين السكان".

وأشار هرئيل إلى أن إسرائيل تفضل أن تستثمر دول غربية وخليجية في ترميم الجيش والدولة اللبنانية، وليس أن تقدم إيران، روسيا أو الصين استثمارات كهذه. "ورغم الانتقادات (الإسرائيلية) لأداء الجيش اللبناني لعدم منع تسللات عند الحدود وعلاقاته مع حزب الله، إلا أن إسرائيل تفضل حضوره كعامل استقرار على زيادة تأثير حزب الله".

وأضاف هرئيل أن "الانطباع في الجيش الإسرائيلي هو أن وضع المواطنين اللبنانيين الاقتصادي أسوأ مما كان عليه في صيف العام الماضي، عندما أخرج انفجار المرفأ عشرات آلاف المتظاهرين إلى مظاهرات احتجاجية في الشوارع".

وتابع أن "إسرائيل تتلقى شظايا وحسب من هذه الهزة اللبنانية، على شكل أحداث تقع أحيانا على طول الحدود. عمال سودانيون وأتراك، لا يجدون إمكانية لكسب الرزق في لبنان، يحاولون التسلل إلى إسرائيل بهدف العثور على عمل فيها. وهناك ارتفاع في عدد محاولات تهريب المخدرات والأسلحة، وتفسر غالبيتها هي أيضا بمصاعب اقتصادية".

وخلص هرئيل إلى أن "الحاجة إلى منح مساعدات للبنان، من خلال ضمان الاستقرار ومنع سيطرة حزب الله، تُطرح في جميع المحادثات السياسية والأمنية التي تجريها إسرائيل مع الولايات المتحدة، وكذلك مع فرنسا ودول أوروبية أخرى".

التعليقات