اليمين بقيادة نتنياهو يهاجم الملك الأردني: يعمل لمصلحة إيران

محللون إسرائيليون: "نتنياهو يبدو مصرا على صنع أزمة أخرى مع الملك الأردني، والأكاذيب التي ينثرها في الأسابيع الأخيرة، خاصة بكل ما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة ودول عربية، تبدو كأنها محاولة لتخريب العلاقات إسرائيل الخارجية"

اليمين بقيادة نتنياهو يهاجم الملك الأردني: يعمل لمصلحة إيران

عبد الله الثاني، أيار/مايو الماضي (أ.ب.)

هاجمت مقالات نُشرت في الصحف اليمينية الإسرائيلية رئيس الحكومة، نفتالي بينيت، في أعقاب لقائه في عمان مع الملك الأردني عبد الله الثاني، الذي اعتبر أن من شأنه تحسين العلاقات بين الجانبين. وتأتي هذه التهجمات بقيادة وتوجيه رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، بنيامين نتنياهو، الذي تدهورت العلاقات بين الدولتين طوال ولايته. ويُتهم نتنياهو الآن بأنه سعى إلى تخريب العلاقات

ووصفت المحللة السياسية في صحيفة "هآرتس"، نوعا لانداو، اليوم الثلاثاء، هذه التهجمات بأنها "ردود فعل غاضبة وخوف من محاولات تحسين العلاقات السياسية مع إحدى الشريكات الإستراتيجية الأهم لإسرائيل، الأردن".

وأضافت أن كتاب الأعمدة في صحف اليمين الإسرائيلية "يتخوفون من أن تحسين العلاقات الباردة، التي تدهورت إلى هوة خلال عهد نتنياهو، ستكلف إسرائيل أثمانا كأنها كبيرة: إملاء عملية سياسية مع الفلسطينيين؛ القضاء على التحالف مع دول الخليج ضد إيران؛ التنازل عن الجيوب (الباقورة والغمر اللتين أعادهما نتنياهو إلى الأردن)، وهستيريا بيع المياه للأردن".

واعتبر الصحافي اليميني، ناداف هعتسني، خلال مقابلة للقناة 12 التلزفيونية، أن الأردن "تعمل كدولة عدو"، فيما وصفت المحللة في صحيفة "يسرائيل هيوم" اليمينية، كارولين غيليك، لقاء عبد الله – بينيت بأنه كان "فاشلا".

نتنياهو في الكنيست، الشهر الماضي (أ.ب.)

وأشارت لانداو إلى أنه "يسود إجماع في جهاز الأمن الإسرائيلي على أهمية التعاون الأمني – الاستخباراتي مع الأردن. وحتى أن مجلس الأمن القومي خلال ولاية نتنياهو لم يقلل للحظة من أهمية المملكة في الدفاع عن أطول حدود لإسرائيل. وبين الأردن وإسرائيل تواجدت دائما قضية الاحتلال. و’جريمة’ الأردنيين الكبرى هي أنهم، مثل إسرائيليين كثيرين، حريصون على دفع حل الدولتين لرفاهية المنطقة كلها. وكان هذا الدعم من الناحية التاريخية نابع أيضا من الرغبة بالقضاؤ على نظرية ’الخيار الاردن’ (الإسرائيلية)، بأن الضفة الشرقية هي البيت القومي للفلسطينيين".

وأضافت لانداو أن "المشكلة لم تكن أبدا التنكر لأهمية العلاقات مع الأردن والحاجة المبدئية إلى تحسينها، وإنما لوي الاذرع دون توقف حول كل ما يتعلق بضلوع الأردن ومواقفها من القضية الفلسطينية وموضوع جبل الهيكل (الحرم القدسي). وإلى جانب ذلك التخلي الإجرامي عن الجانب المدني في العلاقات، ومن بين أسباب ذلك شلل وزارة الخارجية الإسرائيلية خلال ولاية الحكومة السابقة، وسلسلة إخفاقات دبلوماسية عينية بقيادة نتنياهو، مثل فضيحة معانقة الحارس" في السفارة الإسرائيلية في عمان الذي قتل مواطنين أردنيين. "وواضح أن خطة الضم وإدارة ترامب لـ’صفقة القرن’ و’اتفاقيات ابراهام’ ساهمت كثيرا للشرخ مع المملكة".

"أكاذيب نتنياهو"

وأشار المحلل السياسي في موقع "واللا" الإلكتروني، باراك رافيد، إلى أن "حياة نتنياهو السياسية مليئة بالأزمات مع الأردن. بدءا من المحاولة الفاشلة لاغتيال خالد مشعل خلال ولايته الأولى (في السنوات 1996 – 1999)، ومرورا بمهرجان استقبال حارس السفارة في عمان، وانتهاء بمنع سفرته إلى الإمارات عشية الانتخابات الأخيرة".

وأضاف رافيد أن "نتنياهو يبدو مصرا اليوم على صنع أزمة أخرى مع الملك الأردني، وهذه المرة من كرسي رئيس المعارضة. ففي مستهل اجتماع كتلة حزب الليكود في الكنيست، أمس، انتقد نتنياهو لقاء بينيت مع ملك الأردن".

وعدد رافيد "أكاذيب نتنياهو" خلال اجتماع كتلة حزبه. وادعى نتنياهو أن بينيت أعطى المياه للأردن في الوقت الذي فيه الملك عبد الله "يعطي نفطا لإيران".

بعد ذلك ادعى نتنياهو أن الملك عبد الله "وافق على نقل أنبوب نفط من العراق، التي تسيطر عليها إيران، عن طريق الأردن إلى مصر، وبذلك منح إيران قوة اقتصادية هائلة من أجل تطوير اقتصادها وبالأساس برنامجها النووي". وأشار رافيد إلى أن المحادثات حول أنبوب النفط هذا، بدأت في العام 2015، عندما كان نتنياهو رئيسا للحكومة، ومنذئذ لم يحدث الكثير في هذا الموضوع.

لقاء أردني - مصري - عراقي، الشهر الماضي (أ.ب.)

واضاف رافيد أن "نتنياهو يدعي عمليا أن ملك الأردن والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، يعملان لمصلحة الإيرانيين. وهي الأردن نفسها التي يعلم نتنياهو أن لإسرائيل تعاون استخباراتي وأمني وثيق معها، ومصر نفسها التي سمح لها نتنياهو في السنوات الأخيرة بإدخال قوات الجيش إلى سيناء من خلال خرق اتفاقية السلام. وبحسب نتنياهو، فإن هاتين الدولتين تتعاونان الآن مع إيران وتساعدانها في بيع النفط. وهذا كذب أيضا بالطبع، لأن الأردن ومصر هما جزءا من المحور السني الإقليمي الذي يعارض إيران ويعمل ضدها".

وقال نتنياهو خلال اجتماع كتلة الليكود، إنه منذ تنصيب الحكومة الإسرائيلية الجديدة، التي تُبدي ضعفا مقابل إيران، ابتعدت الدول العربية عن إسرائيل وتتقرب من إيران. وأشار رافيد إلى أن "نتنياهو محق بأمر واحد، وهو تسخين العلاقات بين السعودية وإيران وحتى أنهما أجريتا مفاوضات سرية في العراق. إلا أن هذا كله حدث قبل عدة أشهر وعندما كان نتنياهو لا يزال رئيس لحكومة إسرائيل".

وتابع رافيد أن "كذبة نتنياهو الأخيرة في تصريحاته كانت فظة للغاية". فقد قال نتنياهو إنه "لا غرابة في أن عُمان أيضا تحركت باتجاه إيران وأعلنت أنها ألغت عملية التطبيع مع إسرائيل". ورأى رافيد بذلك "كذبا مزدوجا. فعُمان لم تتحرك نحو إيران منذ تشكيل الحكومة الجديدة في إسرائيل. وعمان كانت قريبة من إيران دائما. وفي العام 2013، عندما كان نتنياهو رئيسا للحكومة، كان هؤلاء العمانيون الذي توسطوا بين إيران والولايات المتحدة. واقترح العمانيون حينها أيضا على نتنياهو أن بتوسطوا بين إيران وإسرائيل. وقد رفض".

وأشار رافيد إلى أن نتنياهو كان قد هاجم بينيت، قبل أسابيع، مستخدما العلاقات مع إدارة بايدن. "نتنياهو ليس مرتاحا بالتأكيد من الدعوة التي تلقاها بينيت إلى القصر في عَمان أو من العناق الذي تحصل عليه حكومته من إدارة بايدن. ومسموح لنتنياهو أن يهاجم الحكومة وأن يحاول إسقاطها، لكن الأكاذيب التي ينثرها في الأسابيع الأخيرة، خاصة بكل ما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة ودول عربية، تبدو كأنها محاولة لتخريب العلاقات الخارجية لدولة إسرائيل".

التعليقات