قلق يوناني من تقارب محتمل بين إسرائيل وتركيا

حرص الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، على تمرير رسائل طمأنة لنظيرته اليونانية، إيكاتيريني ساكيلاروبولو، شدد من خلالها على أن تحسين العلاقات بين إسرائيل وتركيا لن يأتي على حساب العلاقات مع اليونان.

قلق يوناني من تقارب محتمل بين إسرائيل وتركيا

دندياس في تل أبيب (تصوير: الخارجية اليونانية)

حرص الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، على تمرير رسائل طمأنة لنظيرته اليونانية، إيكاتيريني ساكيلاروبولو، شدد من خلالها على أن تحسين العلاقات بين إسرائيل وتركيا لن يأتي على حساب العلاقات مع اليونان.

في المقابل، ناقش وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، خلال اجتماعه اليوم، الأربعاء، مع نظيره اليوناني، نيكوس دندياس، الخطوات التي تتخذها أنقرة في منطقة مدينة فاروشا في قبرص، وأعرب عن "قلق إسرائيلي عميق إزاء هذه التحركات".

وكان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان قد أعلن عن مشروع لإعادة فتح فاروشا، مدينة الأشباح الواقعة في شرق قبرص والتي هجرها القبارصة اليونانيون منذ قرابة نصف قرن، ويسعى القبارصة الأتراك إعادة فتحها تحت إدارتهم، بدعم من أنقرة.

وبحسب التقرير الذي أورده موقع "واللا" الإسرائيلي، فإن الرئيس الإسرائيلي، هرتسوغ، أجرى مكالمة هاتفية أعقبت المحادثة التي أجراها مع إردوغان، وأكد، بحسب مصادر في الخارجية الإسرائيلية، أن تحسين العلاقات مع أنقرة لن يؤثر على العلاقات بين أثينا وتل أبيب.

وأوضح التقرير أن المسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية أوصوا هرتسوغ بإجراء المكالمة الهاتفية مع إردوغان، "على الرغم من أنهم لا يعتقدون أن العلاقات مع تركيا يمكن أن تتحسن بشكل كبير في الفترة الراهنة".

وخلال المحادثات بين إردوغان وهرتسوغ التي سبقها مؤشرات على رغبة متبادلة في تحسين مستقبلي محتمل للعلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، أكد الاثنان على "أن العلاقات بين إسرائيل وتركيا لها أهمية كبيرة لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط"، وشددا على أن "هناك إمكانات كبيرة للتعاون بين الدولتين في العديد من المجالات، لا سيما مجالات الطاقة والسياحة والتكنولوجيا".

وأوضح التقرير أن التفاهمات الإسرائيلية - التركية حول تعاون محتمل في مجال الطاقة، والتي ورد ذكرها في البيانات الرسمية الصادرة عن الرئاستين التركية والإسرائيلية، أثار المخاوف لدى أثينا، التي عززت علاقتها مع تل أبيب في حلف يضم كل من مصر وقبرص لمواجهة التنقيب التركي عن مصادر الطاقة في المنطقة.

ونقل "واللا" عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إن الرئيسة اليونانية اتصلت لتهنئة هرتسوغ على توليه منصبه وسألته خلال المحادثة عن محادثته مع إردوغان. ورد هرتسوغ أن المحادثة مع إردوغان لا تمثل تغييرا في السياسة الإسرائيلية تجاه اليونان. الأمر الذي أكده ديوان الرئاسة الإسرائيلية، مشددا على أن هذا الجزء كان جزءا صغيرا في محادثة طويلة تناولت بشكل أساسي التهنئة بمناسبة التنصيب.

وفي بيان صدر عن لبيد عقب اجتماعه مع نظيره اليوناني الذي يقوم بزيارة هي الأولى لوزير خارجية أجنبي إلى إسرائيل بعد تنصيب الحكومة الجديدة، جاء أن "اللقاء تناول القضايا الثنائية والإقليمية وقضايا الطاقة والعلاقات بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي"، وأضاف أن الوزيرين "ناقشا أيضًا مسألة الخطوات التي اتخذها الأتراك في منطقة مدينة فاروشا في قبرص".

وأوضح بيان لبيد أنه "أعرب عن القلق الإسرائيلي العميق بشأن هذه الخطوات". وأكد لبيد على أن "العلاقات بين إسرائيل واليونان قوية وجيدة ونعتزم الاستمرار في تطويرها وتكثيفها".

وشدد تقرير "واللا" أن العلاقات مع تركيا كانت من أبرز القضايا التي ناقشها لبيد ودندياس في المحادثات الثنائية. وأضاف أن "المخاوف في اليونان بشأن تركيا تصاعدت بعد وصول إردوغان إلى شمال قبرص أمس - الجزء التركي من الجزيرة - وشارك في عرض عسكري".

من جانبه، كتب وزير الخارجية اليوناني في تغريدة على "تويتر" أنه ناقش مع لبيد "العدوان التركي، الموقف التركي غير المقبول من القضية القبرصية". وأضاف "شكرته على موقف إسرائيل الواضح (من التوترات في قبرص) وأيضًا على تمكين (استمرار) المشاورات المباشرة بين اليونان وإسرائيل من أجل إنفاذ الشرعية الدولية في شرق البحر المتوسط".

وفي وقت سابق، الأربعاء، أعلن إردوغان أن بلاده ستسعى لضمان اعتراف دولي واسع النطاق بجمهورية قبرص التركية، وذلك في كلمة له خلال تبادله تهاني عيد الأضحى مع أعضاء حزبه "العدالة والتنمية" عبر تقنية الفيديو كونفرانس.

وقال إردوغان: "سنبذل قصارى جهدنا لجعل دولة قبرص التركية تحظى باعتراف واسع النطاق بأسرع ما يمكن"، وأضاف: "أصبح المطلب الوحيد للقبارصة الأتراك على طاولة المفاوضات الدولية هو الاعتراف بوضعهم كدولة ذات سيادة". واستدرك قائلا: "أما جميع المقترحات الأخرى فقد فقدت صلاحيتها".

وعلى صلة، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في بيان، إن "الولايات المتّحدة تعتبر ما يقوم به القبارصة الأتراك في فاروشا بدعم من تركيا استفزازيًا وغير مقبول ولا يتّفق مع الالتزامات التي قطعوها في الماضي للمشاركة بطريقة بنّاءة في محادثات سلام".

وأضاف "نحضّ القبارصة الأتراك وتركيا على التراجع عن القرار الذي أعلنوا عنه وعن جميع الخطوات التي اتّخذت منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2020" في المنتجع السياحي المهجور. ولفت البيان إلى أنّ "الولايات المتحدة تعمل مع شركاء يشاطرونها رأيها لإحالة هذا الوضع المقلق إلى مجلس الأمن الدولي، وسنحثّ على استجابة قوية".

وتابع "نؤكّد على أهمية تجنّب الأعمال الاستفزازية الأحادية الجانب التي تزيد التوتّرات في الجزيرة وتعيق الجهود المبذولة لاستئناف محادثات تسوية قبرص وفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي". وجدّد الوزير الأميركي التذكير بموقف الولايات المتّحدة "المؤيّد لتسوية شاملة بقيادة القبارصة لإعادة توحيد الجزيرة في إطار اتّحاد ثنائي المنطقة والطائفة لما فيه خير جميع القبارصة والمنطقة".

ومنذ 1974 حين غزا الجيش التركي الثلث الشمالي من قبرص ردًّا على انقلاب نفّذه جنرالات قبارصة يونانيون بهدف ضمّ الجزيرة إلى اليونان، وحينها، خلت مدينة فاروشا الساحلية من سكّانها وأصبحت منطقة عسكرية مطوّقة بالأسلاك الشائكة تقع تحت السيطرة المباشرة للجيش التركي.

التعليقات