العدوان على غزة: قذائف من غزة أصابت منشآت نفطية في عسقلان

كشف تقرير إسرائيلي أن فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تمكنت من استهداف منشآت نفطية تابعة لشركة "خط أنابيب آسيا – أوروبا" الإسرائيلية ("كاتسا") الذي يشمل خطا لنقل النفط من إيلات إلى أشكلون (عسقلان)، وذلك خلال العدوان على غزة

العدوان على غزة: قذائف من غزة أصابت منشآت نفطية في عسقلان

اشتعال منشأة نفط جنوب عسقلان خلال الحرب الأخيرة على غزة (أرشيفية - أ ف ب)

كشف تقرير إسرائيلي أن فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تمكنت من استهداف منشآت نفطية تابعة لشركة "خط أنابيب آسيا – أوروبا" الإسرائيلية ("كاتسا") الذي يشمل خطا لنقل النفط من إيلات إلى أشكلون (عسقلان)، وذلك خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، في أيار/ مايو الماضي.

وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية ("كان – ريشيت بيت")، اليوم الأربعاء، أن مواطنين إسرائيليين اشتكوا في أعقاب إصابة المنشآت في عسقلان، من صعوبة في التنفس، وحكة في الحلق، وحرقان في العينين.

وبحسب التقرير، تم الكشف لأول مرة عن إصابة المنشآت النفطية – الأمر الذي لم يتم الإعلان عنه رسميا – خلال النظر في دعوى قضائية، قدمتها بلدية إيلات ضد شركة "كاتسا"، وانضمت إليها بلدية عسقلان.

كما انضمت إلى الدعوى القضائية، جمعيات تنشط في مجال حماية البيئة، للمطالبة بإلغاء الصفقة الضخمة التي وقعتها شركة "كاتسا" عقب اتفاق التطبيع مع الإمارات، لتصدير النفط الإماراتي عبر ميناءي إيلات وعسقلان.

وفي تعليق على التقرير، نقلت القناة العامة الإسرائيلية ("كان 11") عن شركة "كاتسا" أن الشركة "ترحب باتفاق التسوية الموقع مع بلدية عسقلان والذي سينهي الخلاف".

وأضافت أنه "أما بالنسبة للاتفاقية مع بلدية إيلات، فقد تم التوصل إلى حل وسط بين ‘كاتسا‘ وبلدية إيلات، كما هو معتاد ومتعارف عليه في مسائل ضريبة الأملاك".

وادعت الشركة أنها "تعمل بموجب القانون، وأن الادعاء بأنه على ضوء الاتفاقية الموقعة مع بلدية إيلات، طلبت ‘كاتسا‘ من البلدية عدم اتخاذ إجراءات ضدها لمدة عقد من الزمان، لا أساس له من الصحة".

وحول الاتفاق مع الإمارات، قالت الشركة إن "المشاركة في الاتفاقية تُعد جزءًا من المسار الطبيعي لأعمال الشركة، ولا يوجد أي تغيير في أنشطتها المخططة. هذا نشاط روتيني، يتم العمل بموجبه منذ عقود، والاتفاقية لا تختلف عن مئات الاتفاقيات التي وقعتها الشركة".

وأشارت إلى أنه "من المتوقع أن تستفيد دولة إسرائيل بشكل كبير من الاتفاقية التي ستعزز الاقتصاد الإسرائيلي ومكانة إسرائيل الدولية، فضلا عن ضمان الاستقلال وأمن الطاقة، خلال الحالات الروتينية وفي حالات الطوارئ".

وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية قد استهدفت منشآت تابعة لشركة "كاتسا"، جنوب عسقلان، بـ20 صاروخا من طراز Q20، الأمر الذي أدى إلى اشتعال النار في في إحدة المنشآت لمدة يومين متتالين.

وكانت القناة 12 الإسرائيلية قد أفادت بإصابة خط أنابيب الوقود بين إيلات وعسقلان الذي ينقل يوميا 600 ألف برميل، بهجوم صاروخي من قطاع غزة.

وأظهرت مقاطع الفيديو التي انتشرت حينها ألسنة اللهب وهي ترتفع مما بدا أنه مستودع وقود كبير.

وبسبب ضربات المقاومة في غزة، اضطررت شركة "شيفرون" (Chevron) الأميركية لإغلاق حقل "تمار" لاستخراج الغاز الطبيعي قبالة شواطئ غزة، وذلك بعدما أعلنت كتائب القسام أنها استهدفت المنشأة بطائرة مسيرة.

اتفاقية "كاتسا" تُحرج الحكومة الإسرائيلية

وتضع اتفاقية "كاتسا" المبرمة مع الإمارات، الحكومة الإسرائيلية الجديدة أمام تحديات قد تشعل أزمة دبلوماسية بين تل أبيب وأبوظبي، وذلك بعد أن طلبت وزيرتا حماية البيئة، تمار زاندبيرغ، والطاقة، كارين إلهرار، إلغاء الاتفاقية.

وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، ووزير الخارجية، يائير لبيد، يعيدان دراسة جدوى مشروع تصدير النفط الإماراتي عبر ميناءي إيلات وعسقلان، الموقع بين "كاتسا" وشركة إماراتية بملكية الدولة.

وذكرت إلهرار، في جلسات مغلقة، أن وزارتها تعتقد أن الاتفاق بين شركة خط أنابيب آسيا – أوروبا وبين الإمارات "لا ينطوي على فائدة للإسرائيليّين".

وكانت صحيفة "يسرائيل هيوم"، قد نقلت عن مصادر دبلوماسية إماراتية رفيعة المستوى، يوم الأحد الماضي، قولها إن "إلغاء الاتفاقية من قبل الحكومة الإسرائيلية، من شأنه أن يتسبب بأزمة في العلاقات مع إسرائيل، وسيكون هناك خطر على استقرار" اتفاقيات التطبيع.

وخلال فترة ولايته، امتنع رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، بنيامين نتنياهو، عن مناقشة مذكرة التفاهم الملزمة المبرمة في تشرين الأول/ أكتوبر 2020 بين الشركة الإسرائيلية "كاتسا"، وشركة "ميد ريد لاند بريدج" التي يشترك في ملكيتها مستثمرون إماراتيون وإسرائيليون، وهي المذكرة التي يَلزم العمل بها مصادقة من الحكومة الإسرائيلية.

وبموجب الاتفاقية، تضخ الإمارات نفطها إلى البحر الأبيض المتوسط ومنه إلى أوروبا عبر خط أنابيب النفط إيلات عسقلان.

وبدأت ناقلات النفط الإماراتي بالوصول إلى ميناء إيلات بالفعل، بحسب ما ذكرت شركة "كاتسا"، في مطلع أيار/ مايو الماضي.

وقدّمت ثلاث منظمات بيئية التماسا إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، في أيار/ مايو الماضي، مطالبة بإلغاء الاتفاق. كما طلب الملتمسون من المحكمة إصدار أمر احترازي يطالب الحكومة و"كاتسا" بتفسير عدم طرح الاتفاق على الحكومة الإسرائيلية لتصادق عليه.

كما طالب الملتمسون توضيح أسباب عدم التأكيد للشركة أن عليها الاهتمام بمنع إلحاق ضرر بيئي خلال تنفيذ الاتفاق، وتفسير سبب عدم إلغاء الاتفاق إثر الخطر البيئي الذي يحدثه. ورفضت المحكمة طلب إصدار الأمر الاحترازي.

يشار إلى أن الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل لم يطرح على الجمهور في إسرائيل، لكن المنظمات البيئية التي قدمت الالتماس أكدت على أن الاتفاق لم يُطرح أمام أي وزارة، وبضمنها وزارة المالية، المسؤولة عن "كاتسا"، التي أكدت في ردها على الالتماس أنها لم تنظر في الاتفاق.

وعبّرت هيئات بيئية حكومية إسرائيلية، مؤخرا، عن معارضة شديدة لعبور أنبوب نفط في إسرائيل. والتخوف الأساسي هو من حدوث خلل أو حادث يؤدي إلى تسرب النفط في خليج إيلات/ العقبة ويلحق ضررا شديدا بالشُعب المرجانية.

التعليقات