تقرير: الأسد يعتمد على "ولاء طائفي" إثر تغيرات ديمغرافية

بحسب التقرير، حزب الله أقام في الجولان غير المحتل "مواقع مراقبة وقواعد جمع معلومات استخباراتية"، وضائقة الدروز في سورية تسببت بتراجع التأييد للنظام بين الدروز في الجولان المحتل، وإلى مناكفة داخل الطائفة الدرزية في إسرائيل

تقرير: الأسد يعتمد على

موقع مراقبة للأمم المتحدة عند معبر القنيطرة (أرشيفية - أ.ب.)

قال ضابط إسرائيلي كبير إن الحرب في سورية انتهت عمليا بحلول بداية العام الحالي، "وبعد أن انقشع غبار المعارك، تم خلط الأوراق من جديد. والأسد يقيم سورية من جديد أمام أنظارنا"، حسبما نقل عنه تقرير للمحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الثلاثاء.

ويسيطر رئيس النظام، بشار الأسد، على معظم الأراضي السورية، لكن التقرير أشار إلى وجود ثلاث مناطق سيطرة أخرى، تركية في الشمال وكردية في الشمال الشرقي والبادية الشرقية ومنظمات المتمردين وبينهم "داعش" والقاعدة عند الحدود مع العراق والأردن.

وبحسب تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، فإنه جرت تغيرات ديمغرافية أيضا في سورية. "قرابة ثلث السكان في المناطق التي يسيطر عليها النظام هم علويون، أي أكثر ضعفي نسبتهم قبل نشوب الحرب. ونحو 10% شيعة، بينما كانت نسبتهم 3% قبل الحرب. وهذه هزة حقيقية ستؤثر بشكل كبير على سير الأمور في هذه الدولة. وملايين اللاجئين السُنة الذين تفرقوا أثناء الحرب، إلى الدول المجاورة ودول أوروبية، لن يُسمح لهم بالعودة".

وأضاف التقرير أن هذه التغيرات الديمغرافية تُمكن لنظام الأسد من الاعتماد على "ولاء طائفي" من جانب قرابة نصف السكان في المنطقة التي يسيطر عليها. "ويتعاون النظام مع مجهود إيراني لجلب سكان شيعة من أنحاء الشرق الأوسط إلى سورية، وفي بعض الحالات هؤلاء عائلات مقاتلين في ميليشيات شيعية شاركت في الحرب إلى جانب النظام".

ولا تزال هجرة السوريين السنة إلى خارج البلاد مستمرة، وخاصة من منطقة درعا، الذي استسلم للنظام، في العام 2018، "بعد تهديد روسي بقصف شديد، كالذي جرى في المدن التي تحصن فيها المتمردون في شمال الدولة. ويبذل النظام جهدا خاصا من أجل إسكان هذه المنطقة بسكان يتماثلون معه".

وتابع التقرير أن حزب الله أقام في الجولان غير المحتل "مواقع مراقبة وقواعد جمع معلومات استخباراتية، بمساعدة الحرس الثوري الإيراني وشبكات من سكان هذه المنطقة". ويقصف الجيش الإسرائيلي هذه المواقع بين حين وآخر، بالطائرات وبقذائف مدفعية وبنيران قناصة، كونها قريبة من خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل.

وأشار التقرير إلى الضائقة التي يواجهها الدروز في سورية، وإلى أن وضعهم أدى إلى تراجع تأييد الدروز في الجولان المحتل للنظام السوري، "لكن سيطرة النظام مجددا في جنوب سورية من شأنها أن تؤدي إلى محاولات من جانب دمشق للعودة إلى زيادة تأثيرها على الدروز في الجولان. ويتوقع أن يتعالى مجددا السؤال حول من المهيمن هناك، إسرائيل أم سورية".

وتثير الضائقة الاقتصادية في جبل الدروز قلقا بين الدروز في إسرائيل أيضا، الذين جرت بينهم مبادرات لتقديم مساعدات للدروز في سورية. وأشار التقرير إلى أن هذه الخطوة مرتبطة بخلافات داخل الطائفة الدرزية في إسرائيل واعتبرت أنها "محاولة لإحراج الزعيم الروحي للطائفة، الشيخ موفق طريف".

وكان طريف قد زار موسكو، الأسبوع الماضي، حيث التقى مع مسؤولين في وزارة الخارجية الروسية. وطالب الوفد روسيا بالتأثير على نظام الأسد من أجل لجم ممارساته ضد الدروز في سورية. وزار طريف روسيا مرتين، في العامين 2018 و2020، على الخلفية نفسها، وبعلم وزارة الخارجية الإسرائيلية.

وتوجه أعضاء كنيست من الطائفة الدرزية إلى وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، طالبين فتح معبر القنيطرة من أجل نقل شحنات إغاثة للدروز في سورية. لكن الجيش الإسرائيلي والشاباك "تحفظا على خلفية خشية من استغلال السوريين والإيرانيين فتح المعبر كي يبادروا لخطوات تآمرية بين الدروز في الجولان". ولم يتم نقل هذه المساعدات حتى الآن.

التعليقات