إسرائيل تحولت إلى ملاذ للأوليغارشيين الروس وتهربهم من العقوبات

فيما دول العالم تفرض عقوبات على الأوليغارشيين، فإن إسرائيل لا تمنع دخولهم إليها، بعد أن منحتهم جنسيتها. وبعد سن قانون يعفيهم من تقديم تقارير حول أعمالهم لسلطة الضرائب، تدعي أنها لا يمكنها مطاردتهم

إسرائيل تحولت إلى ملاذ للأوليغارشيين الروس وتهربهم من العقوبات

الأوليغارش رومان أبراموفيتش (أ.ب.)

تمتنع إسرائيل عن فرض أي قيود على الأوليغارشيين الروس اليهود، الذين حصلوا على جنسية إسرائيلية بموجب "قانون العودة"، الذي يسمح لليهود فقط بالهجرة إليها. وبضمن ذلك، لا تُفرض عليهم قيود بشأن رسو يخوتهم وهبوط طائراتهم الخاصة في إسرائيل، وذلك في أعقاب شمل قسم منهم بالعقوبات على روسيا، بسبب قربهم من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

ورغم أن وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن إسرائيل ستمنع الأوليغارشيين من تهريب طائرات خاصة ويخوت إليها، من خلال تقييد مدة رسوها ومكوثها في المطار لـ48 ساعة، إلا أن صحيفة "ذي ماركر" أفادت اليوم، الثلاثاء، بأن محاولتها لاستيضاح ذلك لم يسفر عن أي نتيجة.

وأضافت الصحيفة أنه لم تصدر أي تعليمات جديدة إلى سلطة الطيران المدني وسلطة المطارات في إسرائيل، بشأن هبوط طائرات خاصة في إسرائيل، في الأسابيع الأخيرة. أي منذ الغزو الروسي لأوكرانيا وفرض عقوبات على روسيا والأوليغارشيين.

ووفقا للصحيفة، فإنه من الناحية الرسمية والقانونية، بإمكان الطائرات الخاصة المكوث في مطار بن غوريون لأي مدة يسمح بها مدير المطار، استنادا إلى الازدحام فيه. وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يوجد حاليا ازدحام هناك.

في هذه الأثناء، هبطت الطائرة الخاصة للأوليغارش رومان أبراموفيتش في إسرائيل، مساء أول من أمس، بعد أن كان قد أعلن، قبل أسبوع، عن عزمه بيع فريق كرة القدم البريطاني تشيلسي. لكن العقوبات التي فرضتها بريطانيا عليه، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، لن تسمح له بإبرام صفقات في أراضيها أو الدخول إليها.

وأشارت الصحيفة إلى أن طائرة أبراموفيتش هبطت في إسرائيل بحرية، كما أنه يواصل الاستثمار والتبرع لمؤسسات إسرائيلية عديدة، وبينها تبرعا سخيا لمتحف "يد فَشِم" في القدس لتخليد ذكرى المحرقة.

يخت أبراموفيتش (أ.ب.)

وسعى مدير المتحف، داني ديان، إلى إنقاذ أبراموفيتش من العقوبات ضده، وفقا للصحيفة، وبعث برسالة إلى السفير الأميركي في إسرائيل، مطلع الشهر الحالي، قال فيه إن "رومان أبراموفيتش هو مواطن إسرائيلي، ومستثمر في بلادنا، ويسهم بشكل كبير في اقتصادنا وتطوير القطاع الاجتماعي". ووقع على هذه الرسالة كل من رئيس جامعة تل أبيب، بروفيسور أريئيل فوارت، ومدير عام المركز الطبي "شيبا"، والحاخام الرئيسي الإسرائيلي، دافيد لاو.

وطالبت الرسالة الولايات المتحدة "بالنظر إلى مكانة وأهمية رومان أبراموفيتش للمجتمع ولإسرائيل. ونحذر من أن أي خطوة ضده لن تكون غير نزيهة فقط، وإنما ستؤثر سلبا على العالم اليهود وإسرائيل".

ولفتت الصحيفة إلى الأوليغارشيين المقربين من بوتين جمعوا ثروتهم بفضل هذه العلاقة. وفيما تفرض دول في العالم قيودا عليهم، فإن إسرائيل لا تفرض أي قيود على الأليغارشيين اليهود، الذين منحتهم جنسيتها.

وتتعالى تقديرات بأن الأوليغارشيين اليهود لا يهربون بطائراتهم ويخوتهم إلى إسرائيل، بعد أن أوضحت بصورة غير رسمية أن لا يحرجوها. وأشارت الصحيفة إلى أن "هذه مجرد تقديرات، لأن إسرائيل لم تفعل شيئا بصورة رسمية من أجل تقييد دخول الأوليغارشيين حاملي الجنسية الإسرائيلية". ونقلت عن مصدر مطلع قوله إن "أبراموفيتش هو مواطن إسرائيلي، ولا يمكن منعه من الهبوط هنا".

وحذرت مساعدة وزير الخارجية الأميركي، فيكتوريا نولاند، إسرائيل من عدم الانضمام إلى العقوبات الأميركية. وقال للقناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية "أنتم لا تريدون التحول إلى الملاذ الأخير للمال الوسخ الذي يمول حروب بوتين".

إلا أن إسرائيل تفعل عكس ذلك، متذرعة بما يوصف بـقانون ميلتشين"، نسبة إلى الملياردير الإسرائيلي ارنون ميلتشين، الذي جرى سنّه في العام 2008، ويعفي المهاجرين اليهود إلى إسرائيل من تسديد الضرائب فيها لمدة عشر سنوات، كما يعفيه من تقديم تقارير حول أعمالهم خارجها لعشر سنين أيضا.

وأكدت الصحيفة على أن "قانون ميلتشين" حول إسرائيل إلى ملاذ من الضرائب للأثرياء والأوليغارشيين اليهود. وبذلك، لا تتعاون إسرائيل مع سلطات الضرائب في دول أخرى، بادعاء أنها لا تملك معلومات حول دخلهم، بسبب "قانون ميلتشين". وكان الأثرياء اليهود أول المستفيدين من هذا القانون، وبات الأوليغاشيون يستغلونه في السنوات الأخيرة. وبسبب هذا القانون، تزعم إسرائيل أنه لا يمكنها ملاحقة الأوليغارشيين وفرض عقوبات عليهم.

التعليقات