العدوان على غزة: قائد سلاح الجو الإسرائيلي عارض قصف الأنفاق

قيادة الجيش الإسرائيلي ناقشت خلال مداولات في الأيام الأولى للعدوان على غزة خطة "ضربة برق"، التي كانت تقضي بدفع مقاتلي حماس للنزول إلى أنفاق بعد الإيحاء باجتياح بري، وبعد ذلك قصف الأنفاق من الجو

العدوان على غزة: قائد سلاح الجو الإسرائيلي عارض قصف الأنفاق

قصف إسرائيلي في غزة، أيار/مايو الماضي (أ.ب.)

اعترض قائد سلاح الجو الإسرائيلي، عميكام نوركين، خلال مداولات أثناء العدوان على غزة، في أيار/مايو الماضي، على تنفيذ خطة التضليل التي أطلق عليها تسمية "ضربة برق"، وكانت تقضي بالإيحاء أن إسرائيل توشك على تنفيذ اجتياح بري في قطاع غزة بهدف دفع مقاتلي حماس إلى النزول إلى شبكة الأنفاق، ثم قصفها والتسبب بمقتل أكبر عدد من مقاتلي حماس.

وبدأ الجيش الإسرائيلي بتنفيذ خطة التضليل هذه، ليلة 14 أيار/مايو، حيث اقتربت عشرات الدبابات والآليات المدرعة باتجاه السياج الأمني في شمال القطاع، في صدر بيان للصحافة العالمية عن بدء اجتياح بري. واعترف الجيش الإسرائيلي لاحقا بفشل خطة التضليل، التي أسفرت عن استشهاد عدد قليل من مقاتلي حماس داخل شبكة الأنفاق (الميترو).

وكشفت صحيفة "معاريف" اليوم، الجمعة، عن أن نوركين قدم موقفا مناقضا للموقف الذي قُدم خلال المداولات. وأوصى نوركين أمام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، بالحفاظ على الخطة السرية والتي توصف بأنها إستراتيجية.

ورفض ضباط كبار في هيئة الأركان العامة، بينهم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، تمير هايمن، وقائد المنطقة الجنوبية، إليعزر طوليدانو، واعتبرا أنه توجد فرصة لهزم مفهوم حماس القتالي تحت الأرض بواسطة هذه الخطة.

مقاتلو حماس داخل نفق (أرشيفية - رويترز)

وأشارت الصحيفة إلى تسلسل الأمور بدأ خلال مداولات هيئة الأركان العامة، في 11 أيار/مايو، أي اليوم الثاني للعدوان على غزة. وجرت هذه المداولات في أعقاب استشهاد 14 مقاتلا في حماس داخل نفقين هجوميين.

وبحسب الصحيفة، فإن مقاتلي حماس كانوا يستعدون لتنفيذ هجوم في منطقة السياج الأمني، "من دون أن يعلموا أن الجيش الإسرائيلي، بواسطة قدراته الحديث، يتمكن من تتبعهم بدقة وتصفيتهم".

وجرى نقاش خلال المداولات حول ما إذا كان إحباط هجوم حماس قد كشف قدرات الجيش الإسرائيلي، وبذلك سيعرقل احتمال تنفيذ خطتي درج كبيرتين تم إعدادهما مسبقا، حسب الصحيفة. "خطة هدفها استهداف قياديي حماس تحت سطح الأرض، وخطة أخرى بتسمية ’ضربة برق’، هدفها دفع مقاتلين كثيرين (من حماس) الدخول إلى الأنفاق قبيل اجتياح بري للجيش الإسرائيلي في القطاع، وتصفيتهم هناك".

وكانت التقديرات خلال المداولات أن لا علاقة بين قصف الأنفاق وبين كشف قدرات الجيش الإسرائيلي الحديثة. وتعالت إمكانية تنفيذ خطة "ضربة برق" خلال العدوان نفسه.

وأشار نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أيال زامير، إلى أن تنفيذ هذه الخطة سيعير الهدف الإستراتيجي للعدوان. وفي نهاية المداولات، أعطى كوخافي ضوءا أخضر لعملية "ضحلة"، واستهداف أهداف أخرى.

وفي 12 أيار/مايو، جرت مداولات أخرى، بعد استشهاد 18 مقاتلا من حماس في أنفاق، بحسب الصحيفة. وقال طوليدانو خلال هذه المداولات إنه في حماس يتحدثون عن أنهم يخشون النزول إلى الأنفاق، وأن ثمة شكا إذا كان بالإمكان تنفيذ خطة "ضربة برق" بعد انتهاء ذلك العدوان على غزة. وأوصى بذلك على تنفيذ هذه الخطة، "رغم أنه لم يخطط لتنفيذها في جولة القتال الحالية"، وفقا للصحيفة.

وأيد رئيس "أمان" موقف طوليدانو. وخلافا لهما، شكك قائد سلاح الجو نوركين بإمكانية نجاح الخطة وقال لكوخافي "إننا نستنفد المعركة الجوية، وأنصح بالتوجه نحو إنهاء العملية العسكرية".

وقال ضابط الاستخبارات في قيادة المنطقة الجنوبية، في المداولات إنه "إذا لم تسمح الظروف، فإنه لن ننفذ الخطة". وأضاف نوركين أن "بناء خطة كهذه يستغرق خمس إلى عشر سنوات، دعونا نحتفظ بها". ولم تتم الموافقة على موقفه. وقال طوليدانو إنه "مع 20 مركبة (عسكرية إسرائيل توحي باجتياح) سننجح بإدخال 200 ناشط (مقاتل) في حماس تحت الأرض".

وقرر كوخافي في ختام المداولات استخدام 20 مركبة عسكرية ووجود 100 مقاتل من حماس في الأنفاق كشرط لتنفيذ الخطة. وأضاف أنه "مثلما نفذنا حزاما أسود ضد الجهاد الإسلامي، سننفذ جرف صامد مصغر لحماس"، مستخدما تسميتين لعدوانين سابقين على غزة.

ولفتت الصحيفة إلى أنه حتى في حال نزول 100 مقاتل من حماس إلى الأنفاق، فإنه سيستشهد في قصف إسرائيل ربعهم في الحد الأقصى. وبعد ذلك جرى تغيير تسمية "ضربة برق" إلى "جنوب أزرق" واتفق على اعتبار استشهاد 100 مقاتل من حماس وتدمير الأنفاق على أنه "إنجاز"، ووفقا لذلك لم تتغير خطة تزويد الذخيرة لسلاح الجو الإسرائيلي.

إلا أنه في ليلة تنفيذ الخطة تم إلغاء طلعة الطائرات الحربية الثانية، "انطلاقا من الإدراك أنه على ما يبدو لا يوجد في تنفيذها هدف عسكري آخر"، وفقا للصحيفة.

التعليقات