تحليلات: تصعيد المواجهة بين إسرائيل وإيران لن تؤدي لحسم

مسؤولون أمنيون إسرائيليون ينفون أقوال بينيت بتغيير سياسة العمليات ضد إيران، ويرجحون أن إيران تستفيد من قطع بث كاميرات المراقبة في منشآتها النووية، وتعالي أصوات فيإسرائيل تدعو إلى اعتبار الاتفاق النووي مصلحة إسرائيلية

تحليلات: تصعيد المواجهة بين إسرائيل وإيران لن تؤدي لحسم

جلسة مفاوضات نووية في فيينا، كانون الأول/ديسمبر الماضي (Getty Images)

تشير التوقعات في إسرائيل إلى أن المواجهة بين إسرائيل وإيران ستتصاعد، خلال السنة القريبة، لكن خلافا لادعاء رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، بأن إسرائيل غيّرت سياسة عملياتها ضد إيران، يقول المسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي تصعيد العمليات الهجومية ضد إيران ناجمة عن تقييمات للوضع وليس بسبب تغيير السياسة، وفق تقرير للمحلل العسكري في صحيفة "معاريف" طال ليف رام، اليوم الجمعة.

وأضاف التقرير أنه "ينبغي القول باستقامة إن لدى النظام في إيران ساعة رملية خاصة به، وقدرة على الاستمرار بتوجهات وخطوات ثابتة، خلافا لمنطق الغرب، بالرغم من الأثمان الباهظة التي تدفعها إيران باقتصادها بسبب العقوبات، وكذلك استثمارها المتواصل بالأسلحة التي تنقلها إلى دول في الشرق الوسط، وقسم منها تستهدفه هجمات منسوبة لسلاح الجو الإسرائيلي".

ويشكل هذا الوضع مصدر الصعوبة في مواجهة إيران بوسائل عسكرية فقط، بحسب التقرير. "فإلى جانب الانجازات الإسرائيلية، لا يمكن تجاهل إصرار إيران على مواصلة أنشطتها، وتحسن قدراتها العسكرية بمرور الوقت".

وعلى هذه الخلفية، لفت التقرير، تتعالى أصوات في المؤسستين السياسية والعسكرية في إسرائيل، التي تدعو إلى تغيير السياسة تجاه إيران، بحيث أن توقيع اتفاق نووي جديد، بالرغم من قيوده واعتباره أنه سيكون "اتفاق سيئ"، هو مصلحة إسرائيلية، خاصة وأن إسرائيل الوحيدة التي تستخدم القوة العسكرية ضد إيران.

وترى هذه الأصوات الإسرائيلية أن أي اتفاق سيلجم مؤقتا استمرار تقدم البرنامج النووي الإيراني، وأنه سيتيح لجهاز الأمن الإسرائيلي الوقت المطلوب من أجل الاستعداد بشكل أفضل لاحتمال انطلاق إيران باتجاه صنع قنبلة نووية. "وفي جميع الأحوال، خيار عسكري إسرائيلي لمهاجمة المنشآت النووية ليس مطروحا حالياعلى الطاولة، وليس واضحا أيضا إذا كان بإمكان إسرائيل أن تنفذ خطوة كهذه بشكل مستقل في المستقبل"، وفقا للتقرير.

وعلى خلفية قطع إيران بث كاميرات مراقبة في منشآت نووية إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، هذا الأسبوع، نقلت صحيفة "هآرتس"، اليوم، عن الضابط الإسرائيلي برتبة عميد في الاحتياط والبحث في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، أساف أوريون، قوله إنه "لأن الأطراف لا يريدون أزمة، سيستمر التوجه ببطء نحو المفاوضات" النووية في فيينا.

وأضاف أوريون أن "الإيرانيين يظهرون مرة أخرى قدرة رائعة في إدارة سوق (مفاوضات) حول أي شيء. وستجري مفاوضات مسبقة حول نصب الكاميرات مجددا، وقطعها، وحو الصور بشكل متكرر. وأثناء انشغال العالم في شؤونه، ويمتنع عن قرارات متشددة، سيدفع الإيرانيون برنامجهم إذا أرادوا ذلك".

وفسر المحلل العسكري في الصحيفة، عاموس هرئيل، التقارير المتلاحقة في وسائل الإعلام الإسرائيلية حول أحداث في منشآت نووية واغتيال ضباط في إيران، بأن بينيت "بحاجة ماسة إلى عناوين إيجابية، فيما ائتلافه الحكومي يخضع لابتزاز يومي من جانب الجالسين في مقاعده الخلفية. ويبدو أن هذه هي الخلفية لتباهي بينيت بتغيير السياسة تجاه إيران وتبني توجه هجومي أكثر، وفيما يجري التهامس من حوله للتلميح إلى المزيد من العمليات الغامضة".

وأضاف هرئيل أن قدامى المسؤولين في جهاز الأمن تذكروا هذا الأسبوع رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، أريئيل شارون، الذي اعتاد إنهاء مداولات حول عملية اغتيال، بالضرب على الطاولة وإصدار أمر: "اغتال وأصمت. والخصوم سيروون القصة بأنفسهم".

وأشار إلى أن بينيت يسير على الخط نفسه الذي اتبعه سلفه، بنيامين نتنياهو، تجاه إيران، وخاصة "إهمال الخيار العسكري ضد إيران". وأضاف أن "نتنياهو عارض الاتفاق النووي، وكذلك بينيت عارضه. ونتنياهو تباهى بعملية سرية حققت ردعا غير مسبوق؟ وبينيت أيضا. ورغم أن بينيت أصغر سنا من سلفه بعشرين عاما، لكن لم يطرأ تغيير حقيقي في المفهوم الأمني الإسرائيلي. والفرق هو أن بينيت لا يفعل ذلك من خلال صدام مع إدارة بايدن".

التعليقات