تقرير: الموساد أخفق بالقبض على مينغليه رغم تجنيد ضابط نازي كعميل

ضابط هولندي نازي سابق في الشرطة السرية "اس اس" سلم معلومات للموساد حول مكان وجود مينغليه، واضع "الحل النهائي" للتخلص من اليهود في أوروبا، بينما خلافات داخل الموساد وتشكيك في المعلومات منعت القبض على مينغليه

تقرير: الموساد أخفق بالقبض على مينغليه رغم تجنيد ضابط نازي كعميل

محاكمة آيخمان في إسرائيل (Getty Images)

جنّد الموساد ضابطا ألمانيا نازيا في كتيبة "اس اس"، يدعى فيلم ساسن، في تشرين الأول/أكتوبر عام 1961، عندما التقى معه ضابط الموساد تسفي أهروني في مونتيفيديو، عاصمة أوروغواي. وأجرى الاتصال الأول مع ساسن صحافي أرجنتيني يهودي، الذي نسق اللقاء مع أهروني، وفق مقاطع من تقرير لمحلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رونين بيرغمان، سينشر يوم الجمعة المقبل، ونُشرت مقاطع منه اليوم، الثلاثاء.

وعلم الموساد بأمر ساسن غداة خطف عناصره أدولف آيخمان، أحد كبار المسؤولين النازيين ورئيس جهاز البوليس السري النازي "جيستابو" وواضع مخطط "الحل النهائي" للتخلص من اليهود في أوروبا. وكشف آيخمان خلال تحقيق معه أجراه أهروني بأن ساسن، وهو نازي هولندي أصبح ضابطا في "اس اس"، هرب إلى العاصمة الأرجنتينية بوينس آيريس، وعمل مراسلا لصحيفة ألمانية متطرفة، أجرى معه سلسلة مقابلات، عام 1957.

وروى آيخمان في هذه المقابلات كيفية إخراج "الحل النهائي" إلى حيز التنفيذ. ونشرت مجلة "لايف" الأميركية لاحقا هذه المقابلات، التي أثارت ضجة دولية.

وبعد علم الموساد بهذه المقابلات والثقة التي منحها آيخمان لساسن، أمر رئيس الموساد، إيسار هرئيل، بمحاولة تجنيد ساسن كعميل، إثر علاقاته الواسعة مع أوساط نازية في أميركا الجنوبية، وذلك بهدف وضع خطط خطف واغتيال نازيين وفي مقدمتهم ضابط "اس اس"، الطبيب جوزيف مينغليه، المعروف بكنية "ملاك الموت" كمن نفذ تجارب مميتة على السجناء في معسكر "أوشفيتز" وكان بين فريق الأطباء الذي اختار الضحايا الذين أعدموا في غرف الغاز، ومارتين بورمان، نائب الزعيم النازي أدولف هتلر.

في حينه، كان كثير من النازيين يشتبهون بأن ساسن مسؤول عن تسليم معلومات أدت إلى القبض على آيخمان، واتهموه بنشر المقابلات المجرمة لآيخمان، الأمر الذي جعل من الصعب تجنيده كعميل للموساد. لكن هرئيل قرر أنه في حال رفض ساسن ذلك، فإنه سيتم ابتزازه من خلال تهديده بأن إسرائيل ستنشر أنباء عن أنه المسؤول عن تسليم آيخمان.

وبعد لقائه مع ضابط الموساد أهروني، أصبح ساسن أفضل عميل للموساد في ملاحقة مينغليه. واتضح بعد مرور سنوات أن المعلومات حول مكان تواجد مينغليه التي سلمها ساسن لأهاروني كانت دقيقة. وحسب هذه المعلومات، فإن مينغليه كان يختبئ لدى مجموعة من الألمان النازيين في ساو باولو في البرازيل. ونقل ساسن هذه المعلومات إلى أهروني طوال سنة كاملة.

إلا أن مسؤولين في الموساد شككوا في هذه المعلومات، وكانوا يعتقدون أن مينغليه يختبئ في أوروغواي. كذلك كانت هناك خلافات داخل الموساد حول تجنيد ساسن، الذي سلم معلومات تفند وجود مينغليه في أوروغواي. وفقط في العام 1985، عندما تم اكتشاف قبر مينغليه في مدينة أمبو البرازيلية، تبين أن معلومات ساسن كانت دقيقة.

التعليقات