تحليلات إسرائيلية: آيزنكوت لن يغير شيئا في الخريطة السياسية

"آيزنكوت ليس قادرا على نقل صوت واحد من معسكر لآخر... وكان منطويا داخل المقولات العامة التي تسمح بعيش اليمين واليسار سوية. مسموح له التحدث ضد الدولة الواحدة الثنائية القومية، لكن يحظر عليه القول إنه يؤيد حل الدولتين"

تحليلات إسرائيلية: آيزنكوت لن يغير شيئا في الخريطة السياسية

ساعر وغانتس وآيزنكوت في المؤتمر الصحافي، أمس (أ.ب.)

أكد محللون سياسيون اليوم، الإثنين، أن دخول رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غادي آيزنكوت، إلى الحلبة السياسية عشية انتخابات الكنيست من خلال قائمة التحالف بين حزبي وزير الأمن، بيني غانتس، ووزير القضاء، غدعون ساعر، وإطلاق تسمية "المعسكر الوطني" على القائمة الجديدة، لا يغير شيئا في الخريطة السياسية في إسرائيل.

يشار إلى أن تسمية هذه القائمة بالعبرية لا يعني "الوطني" بالمعنى الحرفي، لأنه توجد كلمة أخرى بالعبرية التي تعني "الوطني" حرفيا. لكن ترجمة أخرى لاسم هذه القائمة، مثل "الرسمي" أو "المؤسساتي"، قد لا تكون مفهومة أو لا تعكس القصد، ولذا كانت تسمية "المعسكر الوطني" هي الأنسب. كذلك تُرجمت التسمية إلى الانجليزية بـ the National Unity Party.

ودلت الاستطلاعات التي نشرتها القنوات التلفزيونية الثلاث المركزية، أمس، أن انضمام آيزنكوت لم يحسن وضع قائمة "كاحول لافان – تيكفا حداشا" قياسا بعدد نواب الحزبين الحالي في الكنيست، وهو 14 عضو كنيست. لكن تحالفهما في قائمة واحدة أدى إلى تراجع قوتهما، بحسب الاستطلاعات في الأسابيع الأخيرة. وانضمام آيزنكوت أدى إلى حصول القائمة الجديدة، "المعسكر الوطني"، على 14 مقعدا في أفضل الأحوال.

إلا أن هذه النتائج للاستطلاعات المنشورة أمس، تكاد لا تعني شيئا، خاصة أن الزيادة التي حصل عليها غانتس وساعر، إثر انضمام آيزنكوت إليهما، جاءت على حساب أحزاب في معسكرهم، وخاصة حزب "ييش عتيد" الذي تراجعت قوته بمقعدين تقريبا.

واعتبر المحلل السياسي في موقع "زْمان يسرائيل" الإخباري، شالوم يروشالمي، أن "آيزنكوت هو إضافة هامة إلى السياسة الإسرائيلية"، وذلك فقط لأنه رئيس أركان سابق للجيش. "وآيزنكوت ليس الرجل الذي سيغير قواعد اللعبة، أو يهز المؤسسة أو بؤدي إلى إعادة اصطفاف القوى السياسية".

وأضاف يروشالمي أن "آيزنكوت لم ينجح بنقل ولو صوت واحد من معسكر إلى آخر. ويصعب عليّ أن أرى ناخب واحد لليكود، يهدوت هتوراة، شتس أو الصهيونية الدينية يغادرون أحزابهم وينتقلون إلى تأييد المعسكر الوطني. والاستطلاعات التي نشرت أمس تثبت ذلك".

وأشار يروشالمي إلى الصياغة الجوفاء في الاتفاق بين الثلاثة، التي بموجبها أن الحزب الجديد يعارض قيام دولة ثنائية القومية، وهذا "يتناقض مع فلسفة ساعر السياسية الذي أيد دائما فرض السيادة (الإسرائيلية) على يهودا والسامرة"، أي الضفة الغربية.

من جانبه، أشار المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، إلى أن المؤتمر الصحافي الذي عقده الثلاثة للإعلان عن تشكيل "المعسكر الوطني"، أمس، كان المرة السادسة التي يعلن فيها غانتس عن تشكيل حزب أو قائمة جديدة. "في المرة الأولى حزب حوسين ليسرائيل، بعد ذلك حزب كاحول لافان الصغير، ثم الموسع، وبعدها كاحول لافان الصغير مرة أخرى، ثم قائمة مشتركة مع تيكفا حداشا، والآن كمعسكر وطني".

وأضاف أن "هذه الرزم المختلفة تدل على الصعوبة التي يواجهها غانتس في إنشاء حزب حقيقي ومتجذر ومستقر. وهو لديه قائمة، لكن ليس لديه قاعدة (جماهيرية). وعندما لا تنجح الأمور يحاولون إضافة تجديدات من خارج القائمة. وهذا يدل أيضا على تطلعه إلى تشكيل إطار يتم اعتباره كحزب حاكم. وإذا تبدد ذلك، فإن انضمام آيزنكوت سيسجل كضربة استباقية وحسب، غايتها لجم استقرار (يائير) لبيد كقائد معلن للمعسكر (المناوئ لنتنياهو). وخطوة كبيرة لغانتس، هي خطوة صغيرة للمعسكر المناهض لبيبي".

ووصف برنياع خطاب آيزنكوت في المؤتمر الصحافي، أمس، بأنه كان "منطويا داخل المقولات العامة التي تسمح بعيش اليمين واليسار سوية. مسموح له التحدث ضد الدولة الواحدة الثنائية القومية بين النهر والبحر، لكن يحظر عليه القول إنه يؤيد حل الدولتين. وكأن لديه المعادلة التي تسمح بدول واحدة وكذلك باثنتين في المنطقة نفسها".

وبحسب برنياع، فإن آيزنكوت أرغم غانتس وساعر على الاتحاد في إطار سياسي واحد، وهذا هو الثمن الذي دفعاه كي لا ينضم إلى لبيد. "ولا يمكن عدم التساؤل حول الأسماء الآخذة بالانتهاء لأحزاب. يهودية، صهيونية، إسرائيلية، وطنية. فقد تم استنفاد جميع هذه الأسماء العامة حتى النهاية. ويا غانتس، ماذا سيتبقى للأحزاب التي ستشكلها لاحقا؟".

التعليقات