تقرير: التنظيمات بمخيمات الضفة تقلق الاحتلال أكثر من غزة وحزب الله

معظم عمليات إطلاق النار، في السنتين الأخيرتين، نفذتها خلايا محلية في شمال الضفة. وبحسب معطيات الاحتلال، فإنه في النصف الأول من العام الماضي، نُفذت قرابة 30 عملية إطلاق نار، وارتفع عددها إلى 91 في العام الحالي

تقرير: التنظيمات بمخيمات الضفة تقلق الاحتلال أكثر من غزة وحزب الله

مسلحون في مخيم بلاطة في نابلس، أمس (Getty Images)

ذكر تقرير إسرائيلي اليوم، الجمعة، أن تحولات عميقة جارية في الضفة الغربية، تتمثل بتعزيز قوة حركتي حماس، وفي مناطق معينة قوة الجهاد الإسلامي أيضا، على حساب "المكانة الآخذة بالتدهور" للسلطة الفلسطينية الآخذة. وهذا الوضع "يقلق جهاز الأمن الإسرائيلي أكثر بكثير من قطاع غزة ومن حزب الله أيضا".

وبحسب التقرير، في صحيفة "معاريف"، فإن الجيش الإسرائيلي والشاباك يحبطان عمليات مسلحة قبل أن تنفذها خلايا تابعة للفصائل الفلسطينية الكبرى بواسطة معلومات استخباراتية وعمليات عسكرية. إلا أن "نقطة ضعف جهاز الأمن هي التنظيمات المحلية، وخاصة في المخيمات في شمالي الضفة الغربية، من جنين حتى نابلس، لشبان في سن 17 – 25 عاما غالبا، ولا ينتمون لفصيل معروف، ولم يشهدوا السور الواقي"، أي اجتياح جيش الاحتلال للضفة الغربية في العام 2002.

وأضاف التقرير أن الفصائل الفلسطينية الكبرى، وبضمنها الجهاد الإسلامي، تسعى إلى تعزيز مكانة مخيمات اللاجئين في الضفة بواسطة "التمويل وتزويد السلاح لأولئك الشبان، لكن انتماءاتهم التنظيمية ضئيلة. ويستند الولاء إلى خلفية جغرافية لأبناء مخيم جنين، بلاطة أو القصبة (البلدة القديمة) في نابلس. والجيران وأفراد العائلة يسبق الالتزام تجاه فصيل كهذا أو ذاك".

مواجهات في نابلس، يوم الثلاثاء الماضي (Getty Images)

وتابع التقرير أن معظم عمليات إطلاق النار، في السنتين الأخيرتين، نفذتها خلايا محلية في شمال الضفة، وأن هذا الوضع يتعزز. وبحسب معطيات الاحتلال، فإنه بين كانون الثاني/يناير وتموز/يوليو العام الماضي، نُفذت قرابة ثلاثين عملية إطلاق نار أثناء عملية عسكرية لقوات الاحتلال. وفي الفترة الموازية في العام الحالي، نُفذت 91 عملية إطلاق نار.

وعزا التقرير قسما من عمليات إطلاق النار، العام الحالي، إلى اقتحامات قوات الاحتلال لمخيمات اللاجئين في جنين ونابلس، في الأشهر الأخيرة، "لكن هذا تفسير جزئي وحسب". فقد سُجل ارتفاع في عدد عمليات إطلاق النار في شوارع الضفة ضد قوات الاحتلال والمستوطنين.

وبحسب معطيات الاحتلال، فإنه في موازاة ارتفاع عدد عمليات إطلاق النار، تراجع عدد المواجهات. واعتبر التقرير أن "عمليات إطلاق النار لا تجرّ الجماهير في الشارع الفلسطيني، لكن تشكل خطرا على الاستقرار الأمني في الضفة كلها، وهذا ما تسعى حماس والجهاد الإسلامي إلى تغذيته، من خلال الاستثمار في تنظيمات محلية في المخيمات إثر صعوبة تنفيذ خلايا من الفصائل عمليات كهذه".

وأشار التقرير إلى أن "هذا الاتجاه يتعزز لدى شبان فلسطينيين الذين، على خلفية الصراع القومي، يبدون استعدادا للمخاطرة بحياتهم في اشتباكات مع قوات الجيش الإسرائيلي في مخيمات اللاجئين، أو تنفيذ عمليات إطلاق نار في الشوارع (بين المدن) ضد مواطنين (مستوطنين) أو جنود، وهذه ليست ظاهرة هامشية".

ووفقا للتقرير، فإن "مستوى حرفية هؤلاء الشبان في إطلاق النار ليس مرتفعا، لكنهم يكتسبون خبرة عملياتية، ومثلما يحدث أحيانا، يحقق الذين لا يملكون كفاءات في استخدام السلاح نجاحات عملياتية".

وتجاهل التقرير أن اقتحامات قوات الاحتلال المتكررة للمخيمات والبلدات الفلسطينية، واستشهاد وإصابة شبان، إلى جانب الاعتقالات الجماعية الواسعة وتضييق مجرى الحياة الاعتيادي وسياسة الأبارتهايد الرسمية، تؤجج الوضع الأمني وتدفع نحو مقاومة الاحتلال بأشكال مختلفة.

وبدلا من ذلك، كرر التقرير الادعاءات الإسرائيلية، بأن جهاز الأمن الإسرائيلي يتحسب من إقدام شبان فلسطينيين على تقليد عمليات إطلاق نار، "فيما يتحول منفذو عمليات في الشبكات الاجتماعية إلى أبطال ورموز وطنية جديدة".

وينظر جهاز الأمن الإسرائيلي إلى شمال الضفة، على أنها تشكل "تحديا مركزيا هدفه عزل هذه المنطقة وعدم تسرب العمليات فيها إلى مناطق أخرى" في الضفة.

وفيما ترفض الحكومات الإسرائيلية حلا سياسيا للصراع، فإنها تعتبر أن المصلحة الاقتصادية الشخصية لدى الفلسطينيين تتغلب على المصلحة الوطنية. إلا أن التقرير لفت إلى أن "الاتجاهات الآخذة بالتطور في المخيمات ومدن شمال الضفة تُذكّر بأن الصراع القومي لن يختفي في المستقبل، وأنه لن يُحلّ بواسطة قضايا اقتصادية فقط. وحجم الأحداث الميدانية لا يزال ليس كبيرا، لكن احتمالات التصعيد التي ترافقها تتزايد، عشية الأعياد اليهودية القريبة".

التعليقات