تقرير: هرتسوغ كـ"مُبيّض" لصورة إسرائيل تحت حكم نتنياهو

تفيد التقديرات بأن نتنياهو، بعد تشكيل حكومته المتطرفة، سيحتاج إلى هرتسوغ في مهمات دبلوماسية إلى دول سترفض التعامل مع حكومته، بسبب وزراء مثل بن غفير وسموتريتش. وبدأ هرتسوغ مهمته بزيارة البحرين والإمارات

تقرير: هرتسوغ كـ

هرتسوغ لدى تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة المقبلة، الشهر الماضي (أ.ب.)

تفيد تقديرات بأن رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، سيكون بحاجة إلى خدمات الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، كـ"مُبيّض" لصورة إسرائيل في العالم، بعد تشكيل حكومته اليمينية المتطرفة.

وخلال الحكومة المنتهية ولايتها، برئاسة نفتالي بينيت ويائير لبيد، شكّل هرتسوغ عامل استقرار، خاصة بالنسبة لجهات دولية أدركت أن هذه الحكومة توشك على السقوط في وقت مبكر من ولايتها وتناوب بينيت ولبيد بعد سنة على ولايتها. كما اعتبر أن لهرتسوغ خبرة سياسية أكبر من كلاهما، وفقا لتقرير نشره موقع "زْمان يسرائيل" الإخباري اليوم، الأحد.

ويتوقع أن تمتد ولاية الحكومة المقبلة، التي يشكلها نتنياهو لفترة أطول، من تغيّر رئيس الحكومة، إلى جانب أن نتنياهو يملك خبرة واسعة جدا في السياسة الدولية.

ملك البحرين وهرتسوغ، اليوم (Getty Images)

إلا أن الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ستواجه صعوبة في التعامل مع وزراء في الحكومة المقبلة، وفي مقدمتهم رئيس حزب "عوتسما يهوديت" الفاشي، إيتمار بن غفير، الذي أدين مرارا بالتحريض على العنصرية وتأييد تنظيم إرهابي. وكذلك رئيس حزب الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، الذي أدين أيضا بالتحريض على العنصرية ومعروف بمواقفه المتطرفة. كما ستكون لإدانة رئيس حزب شاس، أرييه درعي، مرتين بتهم فساد خطيرة تأثير سلبي على تعاون دول معه، خاصة وأنه سيتولى حقائب وزارية هامة، هي الداخلية في السنتين الأوليين وحقيبة المالية في النصف الثاني من ولاية الحكومة.

وأرسلت الإدارة الأميركية تحذيرات إلى إسرائيل بأنها لن تتعامل مع بن غفير وسموتريتش خصوصا. ويرجح إثر ذلك ألا تستقبلهم دول أجنبية، وحتى أن التقديرات تشير إلى أن الولايات المتحدة سترفض منح بن غفير تأشيرة دخول.

"ولا شك في أن نتنياهو سيتوجه إلى هرتسوغ عندما يحتاج إلى كفاءاته الدبلوماسية المرموقة. فحكومة نتنياهو ستعتبر عنصرية وقومية وتحريضية، وسيحتاج إلى الوجه اللطيف والمتنور للدولة"، حسب التقرير.

وفي هذا السياق، سيكرر نتنياهو تجربة سابقة له، عندما اعتمد كرئيس حكومة، في الأعوام 2009 – 2012، على رئيس الدولة حينذاك، شمعون بيرس، الذي استعان به نتنياهو بمهمات دبلوماسية إلى دول العالم، حاول خلالها بيرس إقناع زعماء بأن وجهة نتنياهو نحو حل الدولتين.

وفي نهاية العام 2012، وصلت العلاقة بين الاثنين إلى نهايتها، في أعقاب معارضة بيرس الشديدة لخطة نتنياهو ووزير الأمن، إيهود باراك، بمهاجمة إيران. وأشار التقرير إلى أن قياديين في الليكود بدأوا حينها حملة إعلامية وتزويد صحافيين بمعلومات بأن بيرس يتآمر على نتنياهو.

هرتسوغ وبن زايد في شرم الشيخ، الشهر الماضي (Getty Images)

وقبيل إعلان نتنياهو عن تشكيل حكومته، المتوقع الأسبوع المقبل أو الذي يليه في أقصى حد، توجه هرتسوغ، اليوم، إلى البحرين، وسيزور غدا الإمارات في ثالث زيارة خلال أقل من سنة. كما وصف التقرير الإمارات بأنها "بوابة الصادرات إلى السعودية"، التي يتطلع نتنياهو إلى إبرام اتفاق سلام معها وضمها إلى "اتفاقيات أبراهام".

وأفاد التقرير بأن حجم التبادل التجاري بين إسرائيل والبحرين خلال العامين 2020 – 2021 بلغ 6.5 مليون دولار، لا تشمل الخدمات والسياحة. وبلغت الصادرات الإسرائيلية للبحرين 8.3 مليون دولار في العام 2021، والواردات من البحرين بلغت 5.3 مليون دولار في العام نفسه. وتركز التبادل التجاري بين الجانبين على الأمن الغذائي، المياه، الصحة، السايبر، البناء، الكيماويات والعلوم.

وادعى هرتسوغ لدى وصوله إلى المنامة، اليوم، حيث استقبله وزير خارجية البحرين، عبد اللطيف الزياني، أن "زيارتي هنا في البحرين تحمل رسالة سلام ومودة وصداقة من شعب إسرائيل إلى الشعب البحريني وجلالة الملك".

وأضاف هرتسوغ مخاطبا زياني "أنت بنفسك، يا وزير الخارجية، مُوَقع على اتفاقيات أبراهام، التي تشكل مساهمة هائلة بالسلام والازدهار في الشرق الأوسط وهي بحد ذاتها خطوة تاريخية. وأعتقد أن ما نفعله اليوم هي خطوة تاريخية أخرى نحو تحسين علاقاتنا وتعزيز الصداقة والشراكة في مجالات أخرى كثيرة. وأنا متأكد من أن هذه الزيارة ستحسن كثيرا التعاون بين شعبينا والمنطقة كلها".

وبحث هرتسوغ مع ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، في أهمية العلاقات الثنائية وتوسيع التعاون بين الجانبين. واعتبر هرتسوغ، متحدثا بالعربية: "يا جلالة الملك، أنت تقف في مقدمة صناعة التاريخ في المنطقة التي بإمكان اليهود والمسلمين فيها السكن سوية والتحرك قدما بطرق سلمية".

وسيزور هرتسوغ أبو ظبي، غدا، ويلتقي مع رئيس الإمارات، محمد بن زايد، للمرة الرابعة خلال السنة الأخيرة. وحضر بن غفير، مساء الخميس الماضي، حفلا بمناسبة يوم استقلال الإمارات بدعوة من سفير الإمارات في تل أبيب.

وقد تستقبل الإمارات والبحرين بن غفير، لكن التقرير شدد على أن مصر والأردن لن تفعلان ذلك، على خلفية اقتحامات بن غفير المتكررة للمسجد الأقصى ووسعيه المتواصل إلى تغيير الوضع القائم فيه من خلال السماح للمستوطنين بالصلاة فيه.

التعليقات