خبراء: الإدارة الأميركية تتوقع "عهدا أكثر تحديا" مع إسرائيل

تقرير: الهدوء في القدس سيكون في مقدمة اهتمامات إدارة بايدن، التي قد تدخل في أزمة بسبب تعيين بن غفير وزيرا للأمن الداخلي، وفي أزمة أخرى مع حكومة نتنياهو بسبب تعيين سموتريتش، وعلى نتنياهو الاختيار بينهما وبين بايدن

خبراء: الإدارة الأميركية تتوقع

بايدن ونتنياهو (أرشيف - Getty Images)

تحاول الإدارة الأميركية إظهار علاقتها مع رئيس حزب الليكود والمكلف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، بنيامين نتنياهو، بأنها عادية، رغم تسريب الإدارة معلومات إلى وسائل إعلام حول استيائها من الائتلاف الذي يسعى نتنياهو إلى تشكيله، بسبب ضمه أحزاب اليمين المتطرف، الصهيونية الدينية و"عوتسما يهوديت" و"نوعام".

وفي هذا الوضع، نقل موقع "زْمان يسرائيل" الإخباري عن مصدر أميركي رفيع قوله إن "الرئيس نجح في العمل بشكل جيد مع رئيس الحكومة نتنياهو طوال عقود، لكن لا شك في أننا على وشك الدخول إلى عهد سيكون أكثر تحديا بكثير".

ووفقا لتقرير نشره الموقع اليوم، الخميس، فإن هذا العهد بدأ قبل حصول نتنياهو على التكليف بتشكيل الحكومة، وبقرار مكتب المباحث الفدرالية (FBI) بفتح تحقيق في جريمة اغتيال الصحافية الفلسطينية، الشهيدة شيرين أبو عاقلة، كونها تحمل الجنسية الأميركية أيضا. واحتجت الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايتها، برئاسة يائير لبيد، على هذا القرار ومنع تحقيق كهذا.

إلا أن التقرير أفاد نقلا عن مصدر مطلع بأن بايدن لم يطلب إجراء تحقيق أميركي مستقل، وأن البيت الأبيض أبلغ إسرائيل بأن وزارة العدل فتحت التحقيق دون علمه.

وكان بايدن، خلال اتصاله بنتنياهو لتهنئته بفوزه بالانتخابات، قد أوضح أن الحزب الديمقراطي قد تغير، وأن هناك عددا متزايدا من المسؤولين في الإدارة الديمقراطية الذين لا يتقبلون الروايات الإسرائيلية، وبضمنها تلك المتعلقة باغتيال أبو عاقلة. ووفقا للمصدر المطلع، فإنه كان لضغوط مارسها الكونغرس دورا مركزيا في قرار الـ FBI بفتح التحقيق.

كذلك كان بين الذين مارسوا ضغوطا في هذا الاتجاه "ديمقراطيون معتدلون" بينهم السيناتور روبرت مينيندز وعضو مجلس النواب، براد شرمان، اللذان حذرا قبل انتخابات الكنيست من أن رئيس "عوتسما يهوديت"، إيتمار بن غفير، قد يلحق ضررا بالعلاقات الأميركية – الإسرائيلية.

بن غفير خلال اقتحامه الأقصى (Getty Images)

وأشار مايكل كوبلو، من المنتدى للسياسة الإسرائيلية، أن الموضوع الأكثر إلحاحا بالنسبة للولايات المتحدة بكل ما يتعلق بإسرائيل هو الحفاظ على الهدوء في القدس. وأضاف أن بن غفير يشكل عقبة أمام هذا المجهود.

وأشار كوبلو في هذا السياق إلى فتح بن غفير مكتبا في حي الشيخ جراح، من أجل دعم مستوطنين بالاستيلاء على بيوت فلسطينيين، وهي خطوة عارضتها إدارة بايدن. وأعلن بن غفير أنه سيقتحم المسجد الأقصى، بعد تعيينه، برفقة مجموعة من المستوطنين، الأمر الذي يتوقع أن يؤدي إلى مواجهات.

ورأى كوبلو أنه رغم الخلافات حول الاستيطان، إلا أن إدارة بايدن ستدخل في مواجهة مع حكومة نتنياهو حول القدس. "أعتقد أنه في العقدين الأخيرين، البيت الأبيض يفضل الحفاظ على الهدوء وعدم الانشغال بتفجر مواجهات عنيفة وكبيرة. وإذا كان هذا ما تحاول الامتناع عنه، فإن القدس بكل تأكيد ستكون في مقدمة قائمة الأمور المقلقة".

ويقدر كوبلو أن الإدارة الأميركية ستقاطع بن غفير ورئيس الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، الذي سيتولى حقيبة المالية، ووزراء آخرين من "عوتسما يهوديت". وأضاف أنه بالرغم من احتمال أن يدعو أعضاء في الحزب الجمهوري بن غفير إلى زيارة الولايات المتحدة، إلا أن إدارة بايدن سترفض لقاءه".

سموتريتش بجولة استفزازية في القدس المحتلة (Getty Images)

وقال إن "هذا الرجل أدين بتأييد تنظيم إرهابي. ولا يبدو لي أنه مستبعدا بالكامل ألا تمنحه إدارة بايدن تأشيرة دخول. ولا شك أنه سيكون لذلك سببا مسنودا أكثر من سبب منع دخول (عضوتي مجلس النواب) رشيدة طاليب وإلهان عمر إلى إسرائيل".

وفيما يتعلق بمخططات توسيع الاستيطان التي اتفق عليها نتنياهو مع بن غفير وسموتريتش، أشار التقرير إلى أنه لا يتوقع ألا تعارضها الإدارة الأميركية، خاصة وأن السفير الأميركي في إسرائيل، توماس نايدس، حذر من أي محاولة لضم مناطق في الضفة.

وأضاف التقرير أن نتنياهو تعهد بتجميد عمليات ضم حتى العام 2024 على الأقل، الذي ستجري فيه انتخابات الرئاسة الأميركية. إلا أن التقرير أشار أيضا إلى أن نتنياهو وافق على نقل المسؤولية عن "الإدارة المدنية" للاحتلال إلى مسؤولية سموتريتش، "وهي خطوة يصفها مراقبون بأنها ’ضم فعلي’"، وذلك إلى جانب الاتفاق بين نتنياهو وبن غفير على شرعنة أكثر من 100 بؤرة استيطانية مقامة بغالبيتها العظمى في أراض بملكية فلسطينية خاصة.

واعتبر كوبلو أنه "بالرغم من طبيعة الحكومة الإسرائيلية المقبلة اليمينية المتطرفة، إلا أنها ستوافق على طلبات معينة من جانب الولايات المتحدة لتحسين حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية".

وتابع أنه "مع أخذ الدور الحاسم الذي تؤديه الولايات المتحدة في التعاون الإقليمي، فإن نتنياهو سيحتاج إلى إدارة بايدن من أجل توسيع ما يعتبر أنه جزء مركزي من إرثه، أي اتفاقيات أبراهام. ولذلك، فإن نتنياهوـ مثل بايدن، سيفضل تقليص الخلافات العلنية بينهما. لكن هذا لن يكون ممكنا في نهاية الأمر إذا كان نتنياهو ملتزما تجاه شركائه في الائتلاف أكثر من التزامه تجاه بايدن".

التعليقات