تقديرات إسرائيلية: القتال بغزة سيشتد والاحتلال سيتكبد خسائر كبيرة

محللون عسكريون: "كلما شددت إسرائيل الطوق أكثر على مدينة غزة، ستصطدم بخطر تكون فيه القوات معرضة للاستهداف"* "منذ الآن، هذه مواجهة متعددة الجبهات، وثمة احتمال مرتفع أن تتحول إلى حرب إقليمية حقيقية تزيد حجم معضلة إسرائيل وأميركا"

تقديرات إسرائيلية: القتال بغزة سيشتد والاحتلال سيتكبد خسائر كبيرة

مخيم جباليا، أمس (Getty Images)

تشير التقديرات في إسرائيل إلى أن تقدم قوات الاحتلال داخل شمال قطاع غزة كان أسرع من المتوقع، وأن التوقعات هي أن القتال سيتصاعد أكثر داخل مدينة غزة ولا يتوقع أن يكون سهلا رغم التوغل البري السريع في الأيام الأربعة الماضية، حسبما ذكر محللون عسكريون اليوم، الأربعاء.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أن "قوات مشاة ومدرعات كبيرة تخوض قتالا ضد المنظومة الدفاعية لحماس، التي تشمل عدة دوائر في حالة جهوزية حول المركز الأمني للحركة داخل مدينة غزة وفي غرب بلدة جباليا".

وأضاف أنه "يدور قتال صعب وعنيد في قلب منطقة مبنية، وقسم كبير منها مهدم من جراء القصف المسبق لسلاح الجو الإسرائيلي". وحسب جيش الاحتلال، فإن "مئات كثيرة" من مقاتلي حماس استشهدوا، فيما قُتل 13 جنديا إسرائيليا في هذه المعارك، أمس.

وتابع هرئيل أنه "كلما تمر الأيام يصبح التحدي الماثل أمام القوات الإسرائيلية أكثر تعقيدا. وحماس تحارب في الدفاع بأساليب منظمة أنصار. وبالنسبة لها لا يوجد تفوق لصدام مباشر مع جيش لديه تفوق هائل في التكنولوجيا وقوة النيران. وهي تبحث عن نقاط ضعف، يتمكن من خلالها جباية ثمن باهظ أكثر من الجيش الإسرائيلي".

ولفت هرئيل إلى أنه في مرحلة معينة "يتوجب على القوات الإسرائيلية أن تتوقف وتبدأ البحث عن مهمات أخرى: هدم الأنفاق وعمليات بحث عن مسلحين وأسلحة – وفي سيناريو متفائل، عن مخطوفين أيضا. وكلما شددت إسرائيل الطوق أكثر، ستصطدم بخطر تكون فيه القوات معرضة للاستهداف".

وأشار إلى أن جيش الاحتلال يعتزم البقاء في قطاع غزة أشهر طويلة، بينما "تفضل الإدارة الأميركية أن تمتنع إسرائيل عن تواجد دائم في القطاع، وأن تركز في مرحلة معينة، وربما خلال أسابيع، على غزوات عسكرية، دخول وخروج، ضد أهداف محددة. والصبر الدولي ليس غير محدود، كما أن مشاهد الدمار الذي تسببه إسرائيل في القطاع بات يحول الرأي العام ضدها في قسم من الدول الغربية".

وأضاف أن "إسرائيل تشترط إدخال مساعدات إنسانية بتفتيشها بدقة. والأزمة الإنسانية في القطاع كبيرة جدا، ومن شأنها أن تؤثر على حرية عمل الجيش الإسرائيلي لفترة طويلة".

واعتبر المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام، أن "هذه ليست حرب غزة فقط. فتزايد شدة القتال في معاقل حماس، إلى جانب انضمام الحوثيين في اليمن بشكل علني للحرب، بإمكانه أن يدفع حزب الله أيضا، الذي انضم حتى الآن إلى الحرب بشكل جزئي فقط، وتوسيع كبير في حجم النيران ومداه إلى مناطق مأهولة في إسرائيل".

وأضاف أنه "منذ الآن، هذه مواجهة متعددة الجبهات، وثمة احتمال مرتفع أن تتحول إلى حرب إقليمية حقيقية. وحيز معضلة صناع القرار في إسرائيل والمستوى الأمني الرفيع يتزايد، وهكذا أيضا حيز معضلة الأميركيين – إذا كانوا سيغيرون الوضع الدفاعي إلى هجومي، أيضا في مناطق بعيدة عن إسرائيل، تريد أن تهددها بواسطة صواريخ طويلة المدى وطائرات بدون طيار مفخخة".

واعتبر ليف رام أن "إمكانية تفعيل قوة عسكرية أميركية كبيرة ليست سيناريو خيالي" في ظل تصعيد كهذا. وتفاهمات التعاون الإقليمي التي جرى نسجها برعاية الأميركيين، وانتقال إسرائيل للعمل تحت رعاية القيادة المركزية الأميركية – سنتكوم – باتت تؤثر على الحرب الحالية وخاصة في السياقين الدفاعي والاستخباراتي".

وأضاف أن "تهديد الحوثيين ومحاولات مشابهة من جانب ميليشيات في العراق وسورية من شأنه أن يدفع قرارات أميركية بتدخل هجومي ضد تهديدات على إسرائيل في حلقة الدول الثانية، التي لا حدود مشتركة بينها وبين إسرائيل، وحيث ينشط موالون لإيران".

التعليقات