تقارير إسرائيلية: اقتحام مستشفى الشفاء يعرقل المفاوضات حول صفقة أسرى

ادعاءات إسرائيلية بأن السنوار أوقف الاتصالات مع الوسطاء القطريين، لكن تقارير إسرائيلية تؤكد أن نتنياهو تراجع عن إقرار الصفقة في الحكومة والكابينيت، كما وزراء وضباط كبار يولون أهمية أكبر لاستمرار الحرب على تنفيذ الصفقة

تقارير إسرائيلية: اقتحام مستشفى الشفاء يعرقل المفاوضات حول صفقة أسرى

القوات الإسرائيلية داخل مستشفى الشفاء، أمس (الجيش الإسرائيلي)

اعتبر مسؤول أمني إسرائيلي رفيع اليوم، الخميس، أن رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، "يعرقل المفاوضات (حول تبادل أسرى) في أعقاب العملية العسكرية (التي نفذها أمس جيش الاحتلال في مستشفى) الشفاء، وهذه حقيقة تدل على أن هذه نقطة حساسة جدا بالنسبة له، ومن الجائز أنها تؤثر على قدرته في اتخاذ قرارات عقلانية، وهذا قد يؤثر على المفاوضات. والجيش الإسرائيلي لن ينسحب من الشفاء طالما لم يجد جميع الأهداف التي وضعناها هناك. والعملية العسكرية في المكان مستمرة. وما زلنا نجمع قرائن"، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام إسرائيلية.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه "ببساطة، السنوار اختفى في اليوم الأخير عن الوسطاء القطريين، وادعى أنه طالما الجيش الإسرائيلي يعمل في مستشفى الشفاء، فإنه لا يمكنه إجراء مفاوضات مع إسرائيل، ولذلك لم يحدث أي تقدم منذ أمس".

ومن الجهة الأخرى، ذكرت الصحيفة أيضا أنه كان من المقرر بحث صفقة تبادل الأسرى المطروحة خلال اجتماع تعقده الحكومة الإسرائيلية، أمس، لكن اجتماعا كهذا لم يُعقد. كما أن اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) الذي اجتمع، لم يتخذ قرارا بشأن الصفقة.

يشار إلى أن ما رشح عن هذه الصفقة هو أنها ستشمل 50 أسيرا إسرائيليا في غزة، من النساء والأطفال والمسنين، مقابل أسيرات وأطفال فلسطينيين. وتطالب حماس بأن يتم الإفراج عن الأسرى لديها على خمس مراحل، بحيث يسود خلال خمسة أيام وقف إطلاق نار.

نتنياهو وغالانت وغانتس خلال مؤتمر صحافي، نهاية الشهر الماضي (Getty Images)

ووفقا للصحيفة، فإن الاعتراض الإسرائيلي الأول كان على مدة وقف إطلاق النار وطالبت أن تكون المدة ثلاثة أيام وليس خمسة. والاعتراض الثاني كان على عدد الأسرى الإسرائيليين الـ50، وطالبت بأن يكون عددهم أعلى. وحسب الصحيفة، فإن الادعاء المضاد هو أنه لا يوجد حاليا لدى حماس أكثر من 50 أسيرا إسرائيليا من الفئات المذكورة.

وأضافت الصحيفة أن نتنياهو والوزراء علموا طوال الوقت بمضمون الصفقة المطروحة، وأن نتنياهو أدرك "الثمن" وعندها، قبيل اتخاذ القرار وفيما يوشك "الثمن" أن يصبح حقيقة، "ارتدع نتنياهو وتراجع".

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل ترفض الأنباء التي تتحدث عن أنه ليس جميع الأسرى لدى حماس، وأن مجموعات أخرى أسرت قسما منهم أيضا. لكن إسرائيل تعتبر أن حماس تسيطر على جميع الأسرى أو على غالبيتهم الساحقة. وبحسب الصحيفة، فإنه إضافة إلى حماس، يوجد أسرى بأيدي الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومجموعة من المدنيين الفلسطينيين الذين دخلوا إلى "غلاف غزة" في 7 أكتوبر.

من جهة أخرى، ذكرت صحيفة "هآرتس" أنه "ينبغي التعامل بتشكك تجاه تصريحات وزراء وضباط برتبة لواء حول الواجب لإعادة المخطوفين. وعمليا، قسم منهم متركزين بالكامل في المجهود العسكري، ويقنعون أنفسهم بأن زيادة الضغط على حماس وحده سيقود إلى صفقة ويسعون إلى الامتناع عن صفقات مرحلية، إذا كانت ستؤدي إلى وقف إطلاق نار عدة مرات وعرقلة تقدم القوات في قطاع غزة".

ويعتبرون في جهاز الأمن الإسرائيلي، حسب الصحيفة، أن السنوار يسعى إلى المماطلة من خلال وقف إطلاق نار لفترة طويلة كي ينتعش مقاتلو حماس، ويطرح صفقات تبادل أسرى أخرى، كي يمنع الجيش الإسرائيلي من استئناف الحرب على غزة بعد وقف إطلاق نار طويل.

وأشارت الصحيفة إلى وجود "تخوف كبير من أن إسرائيل قد تهدر فرصة هنا" إذا لم توافق على الصفقة المطروحة حاليا. "ففي القطاع تسود فوضى وليس واضحا إلى مدى بإمكان حماس والفصائل الأخرى التي تحتجز مخطوفين ضمان أمنهم لفترة طويلة. والتقدم في الإنجازات العسكرية من شأنه عرقلة إعادة المخطوفين وتشكيل خطر على حياتهم".

التعليقات