تحليلات إسرائيلية: مقتل 3 رهائن بنيران الجيش بالشجاعية "جريمة حرب"

الجريمة تتمثل بسهولة ضغط الضباط والجنود على الزناد، وعلى التناقض بين هدفي إسرائيل بالحرب، "ويصعب رؤية كيف بالإمكان تفكيك حكم حماس وكذلك تحرير جميع المخطوفين، والضغوط العسكرية لا تدفع حماس، حاليا، للاستسلام"

تحليلات إسرائيلية: مقتل 3 رهائن بنيران الجيش بالشجاعية

مظاهرة في تل أبيب لعائلات الرهائن، أمس (أ.ب.)

رأى محللون في الصحف الإسرائيلية اليوم، الأحد، أن مقتل الرهائن الإسرائيليين الثلاثة بنيران القوات الإسرائيلية في حي الشجاعية في غزة أول من أمس هي "جريمة حرب"، وشددوا على أن الجريمة تتمثل بسهولة ضغط الضباط والجنود على الزناد، وعلى التناقض بين هدفي إسرائيل بالحرب المتمثلين بالقضاء على حركة حماس، وفي الوقت نفسه تحرير الرهائن والأسرى الإسرائيليين.

ووصف المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، مقتل الرهائن الثلاثة بأنه "ليس تراجيديا، إنها جريمة". وأضاف أنه "مثلما أثبت تحقيق الجيش الإسرائيلي، حدث هنا خرق تسلسلي لأوامر الجيش. وما حدث هنا هو جريمة حرب، والقانون الدولي واضح جدا في هذه الحالة"، في إشارة إلى أن الرهائن رفعوا أياديهم وراية بيضاء وأجسادهم العلوية كانت عارية. وشدد على أنه "لم يحدث خطأ" في هذه الحالة.

وأشار برنياع إلى أنه وفقا للتحقيق العسكري، فإن جنديا مسلحا بمنظار خاص وكان يرى الرهائن بشكل جيد من مسافة بضع عشرات الأمتار "أطلق النار كي يقتل، وبعده أطلق آخرون النار على الرهائن". وحسب إحدى الروايات، فإن ضابطا صرخ "توقف" بينما الجنود لم ينصاعوا للضابط وقتلوا اثنان، بينما اختبأ الثالث داخل مبنى وصرخ "أنقذوني". وطالبه الجنود بالخروج وعند خروجه أطلقوا النار عليه "على ما يبدو بأمر صادر عن ضابط كبير. ولم يحدث هذا بقرار آني ولا بسبب عاصفة المعركة. فهذه عملية متدحرجة"، بمعنى أن هذا هو الأداء المتعارف عليه في الجيش.

القصف الهمجي الإسرائيلي دمر مخيم جباليا (Getty Images)

وأعلن الجيش الإسرائيلي في أعقاب نشر نتائج التحقيق أنه "شددنا على التعليمات" كي لا تتكرر واقعة كهذه. إلا أن المحلل المخضرم لفت إلى أنه "لست متأكدا من أنني أفهم ماذا يعني ذلك بالضبط: فقد سمعنا كلمة شددنا مئات وآلاف المرات، بعد كل إخفاق لهيئة سلطوية. والتشديد يجب أن يكون قبل الحدث وليس بعده. وهذا ليس كافيا".

وأضاف برنياع أن الكتيبة التي قتلت الرهائن تنتمي إلى لواء مدرسة ضباط في سلاح المشاة. وتابع أن هذه الكتيبة ستواصل القتال في قطاع غزة "والجيش الذي أبعد جنودا سيطروا على مكبر صوت في مسجد (في جنين ومن دون محاسبتهم) لن يمس بسوء جنود قتلوا ثلاثة من مخطوفينا". وأشار أيضا إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ووزير الأمن "لم يتحفظان ولو بكلمة واحدة من الذين خرقوا الأوامر. وقال رئيس الأركان إن هذا حدث أثناء القتال، وهو مخطئ".

ووفقا للمحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، فإن "هدفي العملية العسكرية وصلا مرة أخرى الآن إلى صدام. ويصعب رؤية كيف بالإمكان تفكيك حكم حماس وكذلك تحرير جميع المختطفين بصفقة. وفي الفترة الحالية على الأقل، على الأرجح أن العملية الثانية (تحرير الرهائن) ستعزز قوة حماس بدلا من إضعافها. وهكذا نشأ وضع فيه الكثير من الأقوال الفارغة والقليل من التقدم الفعلي".

وأفاد أنه في ظل هذا الوضع "عائلات الرهائن ليست مقتنعة بادعاءات نتنياهو وغالانت وقيادة الجيش بأن استمرار الضغط العسكري سيجلب في أعقابه صفقة جديدة وتحرير مزيد من المختطفين. وعدد من المختطفين الذين عادوا من الأسر رووا أن هجمات الجيش الإسرائيلي شكلت خطرا على حياتهم".

واعتبر هرئيل أن الضغوط الداخلية في إسرائيل المطالبة بتحرير الرهائن هي نقطة ضعف، تشجع قيادة حماس "ورغم تقدم القوات الإسرائيلية، حماس لا تنهار في هذه الأثناء. والدمج بين ضائقة المختطفين والتوقعات الأميركية أن تغير إسرائيل قريبا شكل العملية العسكرية في القطاع، يدفع حماس إلى محاولة الاستمرار في الصمود. والضغط الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي لا يقود بالضرورة إلى استسلام قريب".

التعليقات