تحذيرات في إسرائيل من تصاعد التوتر مع مصر

ضابط كبير سابق: "بقرار مصري واحد حول إلغاء السلام، سيحولوننا إلى دولة عدو، ونحن لا نملك ولو فرقة عسكرية واحدة للوقوف أمامهم"* باحثة: "نتنياهو تحدث عن ’احتلال’ محور فيلادلفيا وهذا يعتبر في مصر تهديد للسيادة على أراضيها"

تحذيرات في إسرائيل من تصاعد التوتر مع مصر

فلسطينيون نزحوا من شمال القطاع في رفح قرب الحدود مع مصر (أ.ب.)

تعالت في إسرائيل اليوم، الأحد، تحذيرات من توسيع الحرب الإسرائيلية إلى مدينة رفح ومن عواقب رد فعل مصر، التي أبلغت إسرائيل أنها ستعلق اتفاق السلام بين الدولتين شن هجوم على رفح ووصول القوات الإسرائيلية إلى محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر.

وقال الجنرال الإسرائيلي في الاحتياط يتسحاق بريك، لإذاعة 103FM إن "جميعنا يعلم بوجود عمليات تهريب من سيناء تحت محور فيلادلفيا. والجيش الإسرائيلي لا يريد التواجد على طول هذا المحور طوال السنين المقبلة، لأنه لا توجد لديه قوات لتنفيذ ذلك ولأنه سيستهدف كثيرون جدا ولذلك أراد أن ينفذ المصريون هذا الأمر".

وأضاف "لكن اليوم توجد مشكلة كبيرة جدا مع مصر. وهم لا يوافقون على تنفيذ ذلك بدلا عنا، وهم أيضا لا يوافقون على أن ننفذ ذلك من الجانب الغزي للمحور ويهددون بأنه في حال بدأنا بتنفيذ أمور ستؤدي إلى عبور حشود إلى داخل سيناء، فإنهم سيعلقون السلام".

ووفقا لبريك، فإنه بالرغم من أن مصر هي دولة فقيرة، لكن جيشها هو الأقوى في الشرق الأوسط، مع 4000 دبابة، بينها 2000 دبابة حديثة، مئات الطائرات الحديثة جدا، وأحد أفضل الأسلحة البحرية. وطوال سنين شقوا شوارع سريعة إلى داخل سيناء. وهذا كله موجه إلينا. فهم لا يبنون الجيش نحو أي اتجاه آخر. وهذا يعني أن قرارا واحدا حول إلغاء السلام، سيحولوننا إلى دولة عدو، ونحن لا نملك ولو فرقة عسكرية واحدة للوقوف أمامهم" فيما الفرق العسكرية منشغلة بالحرب في القطاع وعند الحدود اللبنانية وفي الضفة الغربية.

نتنياهو والسيسي في نيويورك، العام الماضي (الرئاسة المصرية)

من جانبها، حذرت الباحثة في الشؤون المصرية في جامعة تل أبيب، د. ميرا تسوريف، من تجاهل "الشرخ بين إسرائيل ومصر" التي وصفتها بأنها "شريكة أمنية مركزية" لإسرائيل.

ولفتت تسوريف إلى أن "هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها المصريون المس باتفاق السلام الإسرائيلي – المصري. وهذا اتفاق عمره أربعة عقود ونصف العقد، وتجاوز أي أزمة ممكنة وجميع الحروب. واعتبر الاتفاق خلال ولاية مبارك ومرسي أنه مصلحة مصرية كبيرة"، حسبما نقل عنها موقع "زمان يسرائيل" الإخباري.

وأشارت إلى أنه في ظل توتر العلاقات بين الجانبين، فإنه "إذا استمرت إسرائيل بزج مصر في الزاوية، فإنه سيتم الانتقام من إسرائيل. ومصر تدرك مخاوف إسرائيل حيال حراسة الحدود بين غزة وسيناء. وفي العام 2005 تم توقيع ’اتفاق فيلادلفيا’ـ وبموجبه مصر مسؤولة عن صيانة محور فيلادلفيا، وتعهدت بنشر 750 جنديا فيه".

وأضافت تسوريف أنه "من أجل تهدئة المخاوف الإسرائيلية، اقترحت مصر بعد نشوب الحرب الحالية أن تزيد عدد الجنود عند الحدود، لكن إسرائيل لم تكتف بذلك. وبدلا من إجراء مفاوضات مع مصر، نتنياهو تحدث عن ’احتلال’ المحور، والوزيران أفي ديختر ويسرائيل كاتس تحدثا عن ’سيطرة’".

وتابعت أن "هذه المصطلحات تعتبر في مصر أنها تهديد للسيادة على أراضيها، التي تعتبر قيمة مقدسة في مصر، ومعدم ثقة بقدرة القاهرة على توفير أمن حقيقي. والمجتمع المصري لديه كرامة، وهو مجتمع ينظر إلى الكرامة الشخصية والكرامة الوطنية أنهما قيمتان مركزيتان. ولذلك فإن انعدام الثقة هذا يعتبر إهانة".

وأشارت إلى أنه "رداً على الأحادية والغطرسة الإسرائيلية بنظرها، رفضت مصر تسليم إسرائيل صورا من مواقعها لمراقبة الحدود، وهذا يعتبر أمر اعتياديا عندما لا تكون العلاقات متوترة بهذا الشكل. ودعونا لا ننسى أن الحديث عن ’احتلال إسرائيلي’ يصم آذان المصريين. فهزيمة العام 1967 لا تزال محفورة في الذاكرة الجماعية المصرية".

التعليقات