21/09/2018 - 11:42

عن لجنة متابعة قضايا التعليم العربي - لقاء مع المربي شرف حسان

للمعلم الدور الأساسي في بناء الحس النقدي للطالب واتخاذ مواقف مغايرة لما يسمعه، نقد للمضامين بالأساس وهذا هو توقعنا من المعلمين العرب، هم يستطيعون التغيير وصنع هذا التغيير هو واجبهم الأخلاقي والقيمي، وذلك بكشف وجهات نظر أخرى

عن لجنة متابعة قضايا التعليم العربي - لقاء مع المربي شرف حسان

تحت مظلة لجنة المتابعة لأمور التعليم العربي، هنالك العديد من الهيئات والمختصين والمهنيين يعملون معا من أجل متابعة قضايا التعليم في المدارس العربية في البلاد، والمتابعة والبحث في مناهج التعليم، قوة اللجنة في شرعيتها الجماهيرية الواسعة من ناحية، ومن ناحية أخرى بإنجازاتها على مدار السنين، وقوة طرح القضايا المُلِحة فيما يتعلق بقضايا التعليم في المدارس العربية في إسرائيل، الابتدائية والثانوية، تركيز اللجنة بالأساس على مناهج التربية والتعليم، حول هذا الموضوع أجرينا لقاءً مع السيد "شرف حسان" رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، حيث أصدر بيانا في بداية العام الدراسي باسم لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، موجهة لمدراء ومعلمي المدارس والمؤسسات الفاعلة في التربية والتعليم بمثابة توصيات للعام الدراسي 2019-2018 فقال:

  • لقد جرت عدة أبحاث وتوصيات بالتغيير مقابل وزارة التربية والتعليم، وبالمقابل نحن نتوجه للمجتمع بشكل عام برسالة واضحة لإدراج موضوع التوجيه في محوري الانتماء والهوية لطلابنا ولمعلمينا في رسالة واضحة.
  • هنا نحن نتوجه بشكل واضح بالرسالة لجمهور المعلمين من أجل التوجيه للانتماء والهوية إيمانا منا بوعي المعلمين لهذه الناحية.

نحن نلمس بأن الوضع يتفاقم ويزداد سوءً سنة بعد سنة من هذه الناحية فما هو مدى هذا التجاوب من المعلمين على أرض الواقع الحقيقي؟

  • نحن توجهنا بشكل مباشر للمعلمين وشرحنا أهمية دورهم وهنا أنوه بأننا بادرنا لبناء منتديات للمعلمين في موضوع المدنيات والتاريخ، ومستقبلا مواضيع أخرى، حيث يكون التواصل معهم بشكل مباشر.
  • التعاون يجب أن يكون أكثر مع السلطات المحلية، حيث لهم الدور والتأثير الكبير في العملية التربية.
  • تعميق العلاقة والصلة مع مديري أقسام التربية والتعليم وتعميق دورهم القيادي من اجل تدعيمهم في القيادة والتأثير على المضامين، فليس دورهم فقط من أجل المباني والتطوير، ولكن لهم التأثير الكبير من أجل التأثير على المناهج فنحن نحاول أيضا تنظيمهم في منتديات.
  • رسالتنا واضحة اليوم ونحن نعتمد على وعي المعلمين العرب ونحاول تنظيمهم حتى نستطيع تطوير وبلورة رؤيا مختلفة للمعلمين.
  • يجب ألّا ننتظر وزارة المعارف والتربية والتعليم لحل قضايانا، نحن قادرين أن نأخذ المسؤولية أيضا، لدينا القدرات والإمكانيات في بناء استراتيجيات عمل من أجل التغيير ولا ينقصنا شيء وعلينا التغيير بمبادرتنا ولا نبقى ننتظر الوزارة فقط.

هذه المنتديات هي فكرة رائعة ورائدة أيضا، ولكن السؤال المطروح هنا في مدى تجاوب المعلمين لهذا المشروع أم هم خاضعين لمُشغِّلهم الرئيسي وفي هذه الحالة المعارف ووزارة التربية والتعليم؟

  • المربي الحقيقي الواعي والمثقف لا ولن يلجأ للتعليم بالتلقين، بل يجب أن يربي على القيم والآراء المختلفة، وعي المعلم يستطيع أن يمكنه بالقيام بدور وطني بامتياز، وإن اختار مجرد التلقين الخالي من المضمون الحقيقي فهو بذلك يعزز ظاهرة الاغتراب بين المعلم وبين نفسه هو أولا ويُفرغ العملية التربوية من مضمونها الحقيقي والأساسي وفي هذه الحالة الخالية من التربية للانتماء والهوية الفلسطينية للطالب العربي.

ولكن مع الأسف أوليس هذا السائد؟

  • ليس في كل الأماكن فمن يختار نهج التلقين الأعمى للطالب يكون قد اختار الابتعاد عن الانتماء والهوية للطالب وبناء الإنسان، وإنما يكون الهدف التربوي مجرد مصنع للعلامات والتحصيل ولا يتربى الطالب على النقد والإبداع والإحساس بالنظرة النقدية للمنظومات المهيمنة في المجتمع.

ما هي توقعاتك من قانون القومية وتأثيره على جهاز التربية والتعليم والمعلمين والمدراء والمدارس بشكل خاص؟

  • قانون القومية هو خطوة إضافية، وليست الأولى، من عدة قضايا سبقته، وهو بالمجمل سيء وكارثي، ولكن وفي نهاية الأمر ممكن ان يكون فرصة بأن ننتظم ونتماسك ونقوي حصانتنا المجتمعية ونأخذ زمام المبادرة في عملية التربية والتعليم التي تبدأ من البيت أولا، وهذا القانون ممكن أن يكون فرصة لنا بأن نؤمن بأنفسنا.

ومن ناحية المناهج والمواد مثل المدنيات والتاريخ والجغرافية فهي تشوه وتمحو كل أثر وإرث لنا كشعب فلسطيني، فأين نحن من التغيير لهذه المناهج؟

  • نعم ففي لجنة المتابعة هنالك أبحاث تجرى حول هذه المناهج وهي سلبية وتحاول ان تتجاهل وجودنا وتاريخنا في هذه البلاد وغسل دماغ الطلاب.

ما هي توصياتكم بصدد هذه المناهج في ظل السنة الدراسية الجديدة الحالية؟

  • للمعلم الدور الأساسي في بناء الحس النقدي للطالب واتخاذ مواقف مغايرة لما يسمعه، نقد للمضامين بالأساس وهذا هو توقعنا من المعلمين العرب، هم يستطيعون التغيير وصنع هذا التغيير، هو واجبهم الأخلاقي والقيمي، وذلك بكشف وجهات نظر أخرى للطالب يستطيع أن يفكر من خلالها، وبدون هذا الجانب يكون المعلم ملقِنا عاديا وليس مُثقِفا، ويزرع روح الوعي في الجيل القادم، للمعلم العربي الدور الكبير في بناء الإنسان وواجبه مهنيا إطلاع طلابه على النقد وموقف الجمهور العربي مما يتعلمه في الكتاب والمنهاج وإلّا يكون أداة في المؤسسة الإسرائيلية، يوجه طلابه لسؤال الأسئلة الصحيحة، نريد طالبا مندمجا لما يجري في مجتمعه والأحداث اليومية ومتفاعلا معها.
  • دورنا يكون أيضا بتوجيه المعلم،  بأن نكشف له عن هذا الدور وحقوقه، حقه بأن يعبر عن موقفه الشخصي ووجهة نظره هو حول المضامين المطروحة في التعليم، أن يكون مربيا لا ملقنا، وواجبه ان يكشف لطالبه وعرض وجهات نظر مختلفة ويربي للانتماء والهوية، ما فائدة علامات ال 100 تحصيليا ولا يعرف من هو فعلا ونحن نؤمن أن المعلمين يستطيعون ذلك.
  • جزء من عملنا أيضا المرافعة من خلال القنوات المختلفة والتوجه لوزارة المعارف واللجان في الكنيست، من أجل تحصيل حقوق للمجتمع العربي.
  • مطلب إضافي لنا في اللجنة بالإضافة لتغيير المناهج، إقامة مديرية مستقلة في داخل جهاز التربية والتعليم وسكرتارية مستقلة، لتشرف على المناهج وتعد مناهج مناسبة لطلابنا تلبي احتياجاتنا وخاصة في قضية الهوية، لأن الوزارة اليوم تستغل جهاز التعليم في الوسط العربي من أجل تنفيذ أهدافها السلطوية بين أجيالنا الشابة، وتقسيمنا لطوائف واتباع سياسة فرق نسد.

كلمة أخيرة للأهل....

  • نتوجه للأهل ونقول بأن البيت مدرسة، يجب عليهم تشجيع القراءة واستعمال اللغة السليمة مع أولادهم ويكونوا قدوة لهم، وخاصة أننا أعلنا هذه السنة سنة اللغة العربية.
  • أن يكونوا شريكين في العملية التربوية ويكونوا بتواصل مع المعلمين والمربين، يذهبوا للمدارس ليس فقط من أجل العلامات، وإنما ليؤثروا في كل ما يتعلق بالمناهج والتعليم والتدخل السليم والاحتجاج إذا لزم الأمر.
  • نحن قادرين على تحمل المسؤولية والنهوض بجهازالتعليم الذي يعد مُرَكِبا أساسيا في وجودنا وتطورنا.                                                                                                                               
    المربي شرف حسان
    رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي
  • معلم في مدرسة طمرة الثانوية
  • محاضر في كلية علم الاجتماع جامعة تل ابيب             

التعليقات