20/09/2020 - 12:02

التواصل مع المراهق - والخطوط الملونة

علاقة محتَرِمَة وداعمه واستقلالية مسؤولة والمهم استقلالية ليست هوجاء فنربي الأولاد على الهوج، الإصغاء والتوجيه والجو المريح والإيجابي والثقة والتسامح والحدود، هذا المفتاح

التواصل مع المراهق - والخطوط الملونة

ما هي أفضل الطرق للتواصل مع المراهق، في التغير التكنولوجي الهائل والزوم، هنالك لغة من الأهل للمراهق جديدة ومبنية على أسس وفواصل وخطوط ملونة من الحمراء إلى الوردية والبرتقالية، لكي لا نصل ربما للون الأسود حيث لا رجعة للأهل والأولاد في تخطيها. لغة مع المراهق والمراهقة وعلى الأهل تعلمها ربما لوالدية أفضل مبنية على التفاهم والثقة والحزم والحدود والتنازل والحوار والقبول والتقبل والمرافقة السليمة والأمل والإحباط ودفع الثمن وغيرها الكثير من المصطلحات التي تفتح أبوابها يوميا إلى ما هو جديد، فالتغييرات سريعة في العالمين الوالدي والمراهق وتزداد الهوة يوميا وتسلق الجدار للوصول لمرحلة الأمان للولد وتهيئته للحياة. ما نحتاج إليه جميعا، الكثير الكثير من الصبر والحب والمرافقة السليمة.

  عن هذا الموضوع التقينا بالدكتورة كاميليا ابراهيم- دويري محاضرة في الاستشارة التربوية والدراسات الجندرية.   

د. كاميليا ابراهيم - دويري

 

حدثتنا عن الموضوع في لقاء معها فقالت:

- "الاولاد بشكل عام يبحثون عن الانتماء كما الأهل وكافة البشر مهما كان الجيل، الطفل والبالغ على حد السواء، الانتماء في دوائر مختلفة أصدقاء، عائلة، محيط وغيره، هذه بديهة،

- الانتماء وفي نفس الوقت عدم إلغاء الذات والانصهار بالآخر، انتماء وتقدير بشكل أن يكون لكل واحد مكانته، ويكون غياب الفرد ملحوظا عند الآخر إذا غاب عنهم.

- انتماء وتقدير المحيط ومحبة الآخرين بشكل لا يلغي الذات ولا يلغي الاختلاف، تلك حاجات أساسية لكل إنسان بغض النظر عن الجيل.

- كيف يراني الآخرون، الأولاد والأهل على حد السواء هم يحتاجون إلى هذا الشيء، فللأولاد كيف يراني أصدقائي؟ والأهل كيف يراني المجتمع؟ هذه نقطة مهمة جدا وأساسية، والكل مشغول بها، وهذه النقطة هي سبب خلاف الأهل والأولاد، يريد الأهل ان يكونوا أهلا جيدين، والأولاد يريدون أن يكونوا مقبولين في دوائرهم، والتعاطف والتفهم كل لحاجات الآخر مفروض أن يكون للطرفين ومن الطرفين، الأهل يجب ان يفهموا الأولاد، والأولاد يجب أيضا ان يفهموا الأهل في حاجتهم لتقدير المحيط .

مهم التنويه:

كأهل لا نستطيع ان نرضِ جميع الناس وجميع الأفراد، من يجب مرعاتهم هم الأناس المهمين لنا، العائلة، الأصدقاء المقربين. فإذا الولد أو البنت اختاروا طريقا لهم مصيريا وغير مقبول في المجتمع، مثلا الإعلان عن ميول مثليه، أو الزواج في غير الإطار الديني المقبول أو القومي أو أي خلاف كان سياسيا عقائديا، فالموضوع فيه تحدٍ للطرفين، فإذا كان الأهل منفتحين وداعمين، ولدى الأهل موقف واضح في مواجهة الاختلاف الذي جاء به ابنهم أو ابنتهم، فهنالك أشياء تخرج عن سياق "ألأنا"، فكيف يتعامل الأهل مع القضايا الكبيرة؟ واختلاف الأولاد يعطي الأهل شعور بفقدان السيطرة، ولكن في نفس الوقت من حق الأولاد أن يقرروا ويخطؤوا أيضا، لا نستطيع كأهل ان نمنع عنهم الخطأ فيجب أن يمروا بالتجربة.

- لا يوجد اليوم حدود للاختلاف يصعب حمايتهم، يمكن للأهل مرافقة أبنائهم وقت الصعاب ولكن لا نستطيع ان نمنعهم من دفع الثمن والمشاعر الصعبة.

المراهقة اليوم وفي السابق

- تختلف المراهقة اليوم عن السابق، ابتداء من القيم المدرسية والاجتماعية وكل شيء، حيث كانت الحدود واضحة معالمها للمراهق ومكانتها وخطوطها، واليوم يوجد عدم وضوح ويوجد أكثر من حل لكل مشكلة واستشارة لكل مجال، هذا يخيف الأهل ويبلبلهم، وهذا يدفعهم إما إلى التزمت في الدين والمسلمات للحاجة لمكان آمن، أو اختيار الطريق المفتوح والمتاح لكل شيء.

- التكنولوجيا أثرت علينا كثيرا كل شيء محوسب وكل شيء في داخل البيت والغرفة، المكان الآمن سابقا أما اليوم فالبيت مع الشاشات المفتوحة والتغييرات السريعة والمتنوعة حيث لايستطيع الأهل ان يراقبوا الإلكترونيات، فنرى القلق يزداد لديهم بسبب الشعور بعدم السيطرة حتى من داخل البيت، فعالم الأولاد الخفي اليوم أكثر من الظاهر.

-الشاشات أصبحت تقلل من التواصل مع الآخرين، فالعالم محوسب والشياب اليوم يسيطرون على المعلومات، وهذا يشكل خطرا عليهم.

- قدرتنا على تحمل الإحباطات قلت، لدى الأولاد والأهل، لانها تزايدت، وهذا يجعلنا غير قادرين على التحمل، والأهم أننا غير مسيطرين، الأهل يريدون السلطة، لكن مفهوم السيطرة تغير. فالأدوار غير واضحة، الأولاد باتوا يعرفون أكثر من الأهل.  

- المراهقة من ناحية جسدية والتغييرات التي تطرأ على المراهق هي ذاتها، ما تغير اليوم في مفهوم المراهقة هو التمرد بدون حساب للآخر مثل السابق، اليوم لا يوجد عقاب وخوف من الأهل مثل السابق لأن المفاهيم تغيرت، وأنا شخصيا أومن أن العقاب والخوف من الأهل غير مطلوب لأن قرارات الأولاد قد لا تعجب الأهل ولا تناسبهم، هذا جيد انه لا يوجد عقاب، كنا في الماضي مثل "الروبوت" تماما، العقاب والخوف من الأهل هو ليس صحيا على الإطلاق.

ما يلزمنا اليوم:

- نحن كأهل يجب ان نربي أولادنا كيف يأخذون مسؤولية على أنفسهم وعلى تحمل مسؤولية قراراتهم، والأهل اليوم يجب ان يعرفوا بأن خطأ الأولاد هو آلة للتعلم عن الحياة، الخطأ والمرافقة في الخطأ، المواجهة والخوف من عالم الجريمة والمخدرات أو أصدقاء السوء أو في البارات، هم يخرجون بشكل حر ويوجد خطر عليهم كيفما تحركوا، وليس كل الأولاد يستطيعون الوقوف  أمام المغرَيات وضغط الأصدقاء لإثبات الذات، فكل شيء متاح ومتوفر، يجب على الأهل مساعدة الأولاد الوقوف أمام المخاطر عن قناعة شخصية من منطلق المسؤولية الذاتية، نعزز بهم عدم الخضوع للضغط الجماعي، هو يرضخ او هي، لحب الاستطلاع مع الأصدقاء فيوجد حرج، ولكن حين نعودهم كأهل ان يقفوا أمام الخطأ ويكونوا مسؤولين عن أنفسهم لموجهة الخطر.

كيف نرافقهم؟

المرافقة للمراهق احيانا يجب تحتم على الأهل قبول رأي الأولاد كي نحضرهم للحياة بكل المجالات، فبالسلطة المطلقة للأهل والطاعة العمياء نحن لا نحضرهم للحياة، يجب ان نعودهم على الثقة. 

- النقاش والحوار الأهل ممكن ان يأخذوا برأي أولادهم لكي نعلمهم ان يقفوا على رأيه أمام ألآخرين.

- علاقة محتَرِمَة وداعمه واستقلالية مسؤولة مهم استقلالية ليست هوجاء فنربي الأولاد على الهوج، الإصغاء والتوجيه والجو المريح والإيجابي والثقة والتسامح والحدود هذا المفتاح.

- هنالك مصطلح أشباح الأهل، أن الأهل متخلفين كما يصفهم أولاد هم، فيريدون منعهم من القيام بأشياء قد تشكل خطرا عليهم، يجب على الأهل عدم الخوف من منع الولد أو البنت المراهقين من خطر يتهدد حياتهم والأهل يرونه بوضوح، يجب ألا نخاف وهذه مسؤولية الأهل وواجبهم تجاه الولد، مثل منع الولد من الخروج مع صديق له بالسيارة لان صديقه يسرع وسياقته غير مسؤولة في الصف العاشر مثلا، أو نمنع بنت من الخروج مع صديقتها لأننا نعرف أنهم يتناولون المشروب وأشياء أخرى واجبنا منعهم. يجب أن نقف كأهل أمام رغبة المراهق من أجل حمايته.

- يجب أن تكون خطوط حمراء وقاطعة لدى الأهل. وبالمقابل هنالك الخطوط الوردية أو البرتقالية وهي الخطوط التي يرى الأهل أن هنالك خطرا ما ويجب أن يضعوا حدا، ولكن ممكن التنازل عن هذه الخطوط بشروط،، موافقون ولكن موافقة مشروطة، يوجد درجات للحماية، كأن نقول: حسنا إذهب أريد أن أوصلك للمكان وأعيدك وما إلى ذلك.

- لا أمنع تماما ولا أرخي الحبل تماما. مرافقة المراهق بشكل أنها تتيح استقلالية مسؤولة ومنع مشروط هذا يفتح لهم مجال تعلم الحياة

ا ألوالديه                      

أأصبحت صعبة تحتاج لتعلم ومرافقة

  نحن تربينا على تربية معينة لا تناسب العصر   الحالي وتدخل الأهل بتخبطات والأولاد.

 

كيف يمكنا ان ندير محادثة مع المراهق بشأن مشكلة معينة نريد معالجتها؟

الأهل: سمعت ووصلني  من مصدر بشأن معين اريد ان اسمع منك ماذا تقول انت؟

من المهم أن نسمعه ونصغي له ونساله عن رأيه وماذا يشعر بالذي سمعه، ونسأل هل تريد التغيير؟

ماذا تريد ان تفعل؟

يجب مرافقته بالتفكير لكل خطوة يريد الولد ان يعمل بها، ونشدد له أن يفكر بنتيجة قراراته على المدى البعيد، وهذا الحوار يكون معه بشكل تسلسي ومنطقي وهادف.

العناد بالنسبة للمراهق لنحوله لحزم:

هو الطريق لبناء الشخصية يريد أن يثبت شخصيته ووجوده يجب ألّا نحبطه لأننا نريد أن ندربه كيف يكون حازما ويقف على أشيائه في المستقبل ونحول مفهوم العناد لحزم للولد والبنت على حد السواء. 

أجرت اللقاء سوسن غطاس موقع والدية برعاية عرب 48

 

التعليقات