07/10/2021 - 11:44

رياض الأطفال معيقات التعلم والتطور ودور الأهل

يستند نجاح العملية التربوية التعليمية في رياض الأطفال ومدى نجاعتها وتأثيرها في تطوير وبناء شخصية الطفل على عدة عوامل أساسية، واهمها علاقة الطاقم التربوي مع الأهل والبيئة التي تحيط بالطفل خارج مساحات الروضة.

رياض الأطفال معيقات التعلم والتطور ودور الأهل

رياض الأطفال مؤسسة تربوية لأطفال من جيل 3 – 6 سنوات، وهي مرحلة انتقال الطفل من البيت وما قبل الدخول إلى المدرسة، وتهدف:

- لتعزيز التواصل الاجتماعي لدى الأطفال من نفس الجيل

- تسهيل عملية انفصالهم عن الوادين بشكل سليم

- تحسين وتذويت مهارات أساسية في تطور شخصية الطفل.

- جاهزيته للانتقال لمراحل دراسية متقدمة.

 في هذا المقال سأتطرق لهذه المهارات وكيفية اكتسابها.

فاتن خطيب

 

لقب ثاني علاج عن طريق الفنون 

بداية المسيرة المهنية كانت في مدارس للتربية الخاصة وروضة للأطفال التوحديين،  بالإضافة للعمل في مؤسسة داخلية، واليوم معالِجة عاطفية في مدارس ورياض أطفال في التربية العادية مع طلاب ذوي احتياجات مختلفة

 

 

بحسب قانون التعليم الالزامي يحق لكل طالب من سن 3 سنوات وحتى 6 سنوات التسجيل والقبول لرياض الأطفال العمومية، ولكل والد\ة الحق في اختيار الإطار التربوي الذي سيتعلم فيه ابنهما، واختيار بين روضة أطفال عامة رسمية، عامة دينية أو روضة أطفال خاصة  حصلت على ترخيص من وزارة التربية والتعليم على أنها تستوفي شروط الأمان، الصحة وجو تعليمي إيجابي.

مساحات التعلم في رياض الأطفال

بناء على ما ذكرناه سابقا عن هدف رياض الأطفال، فيجب على الروضة أن تلبي احتياجات الطفل ومشاعره، حيث يعيش الطفل في هذه المرحلة تجارب ممتعة في جو يسوده الأمان والدفء والشعور في الانتماء لكي يستمر في البحث عن ذاته واستكشاف نفسه وميوله التربوية، الاجتماعية والترفيهية، وذلك لترافقه هذه التجارب الإيجابية فيما بعد في مراحل تعليمية متقدمة.

استراتيجيات التعلم

إن عملية توليد مهارات الطفل ونموها السليم يكون من خلال استراتيجيات وطرق في مجالات وأصعدة متعددة مختلفة ومرتبطة بعضها ببعض:

المجال الحسي الفكري والذهني:

تعد الأنشطة الحركية في مرحلة الطفولة المبكرة فرصة ثمينة للطفل ليتمكن من خلالها من تعزيز الإدراك الحسي (البصري والسمعي) وإثراء قدرته للتعبير عن نفسه، أفكاره ومشاعره.
بالإضافة إلى أن الأنشطة الرياضية الحركية تعزز التواصل الاجتماعي بين أفراد المجموعة وتساهم في استمتاعهم وعيش تجارب النجاح وتعزيز الثقة في النفس. لذلك من الضروري أن نلائم اللباس والجو التشجيعي الترفيهي داخل الروضة وأن نعمل على تجهيز البيئة لمثل هذه الأنشطة.

المجال التربوي التعليمي:

إن عملية التعلم والتعليم في رياض الأطفال تكون من خلال وسائل وأساليب سهلة وواضحة تشبع احتياجات الطفل وتهيئه ليبحث عن ذاته وليكون عنصر فعال داخل المجموعة كاللعب واستخدام المواد الفنية الملائمة للسيرورة التطورية للأطفال.

المجال الاجتماعي العاطفي:

في إطار رياض الأطفال يبدي الفرد جاهزيته لاكتساب مهارات وأنماط سلوكية صحيحة وذلك من خلال التواصل مع أبناء من نفس الجيل ويزداد وعيهم الحسي والذكاء العاطفي ويبلورون قدرتهم التعبيرية عند اتساع الحيز الاجتماعي.

ينشأ الطفل في هذه المرحلة إلى بناء علاقات مع الأقران والعائلة الموسعة خارج إطار الروضة التي تساعدهم في فهم وتعلم مهارات أساسية كاللعب الإيجابي، الفشل والنجاح ومفاهيم الوقت والنظام وتقبل الآخر ويتمكنون من ضبط مشاعرهم والتعامل مع المواقف بشكل صحي.
يصطدم أطفالنا بمفاهيم خاطئة وحواجز تحد من امكانيته باختيار مساحاته الآمنة التي تحاكي مهاراته وميوله والتي تعيق تطوره في المجال الاجتماعي العاطفي،                   

فما هي هذه المعيقات؟

  اللعب والمساحات العلاجية في رياض الأطفال

العلاج عن طريق فنون هو وسيلة علاجية تعبيرية التي تعتمد على أدوات ومواد فنون كأداة للتعبيرعن مشاعره أفكاره وللتواصل مع تجارب حياتية سابقة بهدف تحسين وتحصين جودة الحياة والتخفيف من حدة تأثيرها على الفرد أو الجماعة وذلك عن طريق فهم عميق لمكامنهم الداخلية.

المعيقات في سيرورة اللعب

من خلال عملي كمعالجة عن طريق الفنون في رياض الأطفال الخاصة والعادية، انكشفت على عدة مفاهيم اجتماعية تربوية خاطئة التي يتبعها الأهل غير مدركين لأهميتها في تطور شخصية الطفل ومهاراته الحياتية ومنها:

1- عدم استعمال المواد الفنية الموسخة في الجلسة العلاجية أو خارجه:

 رفض الطفل استعمال مواد موسخة (كالدهان والألوان المائية) أو اللعب في حوض الرمل بالرغم من رغبته في استخدامه، مبررا ذلك بأن أمه أوصته بأن يحافظ على نظافة جسمه وملابسه، وعدم التصاق الرمل بشعره. تهدف المساحة العلاجية إلى خلق بيئة آمنة توفر للطفل مواد فنون ليستطيع من خلالها خوض تجربة الملامس التي يمكن أن تأخذه إلى أعماقه والتعامل مع لحظات موجعة عالقة في داخله، وعدم التواصل مع هذه اللحظات يؤدي الى تراكمات تعيق نموه الاجتماعي العاطفي.

2- النظافة واللباس:

إن الألبسة الرسمية وغير المريحة يمكن أن تحد من حركة الطفل خلال دوامه في الروضة وخلال الأنشطة الحركية، مما يؤدي إلى عدم تواصله مع المجموعة وعدم الراحة، وذلك بدوره يمنع الطفل من الاستمتاع باللحظات وعدم المشاركة في نشاطات معينة، حيث لتسيطر عليه مشاعر الحزن والخوف من العقاب واتساخ الملابس.

3- حدود الممنوع والمسموح:

يجب على الأهل والطاقم التربوي الذي يعمل مع الطفل المشاركة والتشارك فيما يخص القوانين وكيفية شرحها وتبريرها للطفل، ومفاهيم الممنوع والمسموح داخل الروضة، وليتم اتباع نفس المفاهيم واستكمال ذات السيرورة من قبل الأهل في البيئة البيتية للطفل، لمصلحة الطفل ولنتجنب توتر الطفل وعدم قدرته على الاختيار والقرار.

كيفية التعامل مع الحواجز

يستند نجاح العملية التربوية التعليمية في رياض الأطفال ومدى نجاعتها وتأثيرها في تطوير وبناء شخصية الطفل على عدة عوامل أساسية، واهمها علاقة الطاقم التربوي مع الأهل والبيئة التي تحيط بالطفل خارج مساحات الروضة.

ومن متطلبات المساحة التعليمية الإيجابية في بداية السيرورة هي شراكة الأهل وبناء حلقات تواصل مستمرة بين الأهل وطاقم الروضة، مساحات كهذه تهدف الى التعاون وخلق بيئة تعليمية متناغمة لمصلحة الطفل.

عند مواجهة اختلافات بالرأي بمواضيع تتعلق بالطفل، يجب على طاقم الروضة التواصل ووضع هذه المواضيع على سلم الأولويات وخلق نقاش وحوار صحي توعوي آمن لتقليص الفجوات بين الطرفين، وذلك من خلال:

- اجتماعات دورية لتوضيح نقاط مهمة كاللباس واستخدام الألعاب والمواد الفنية والفائدة منها، والاحتياجات الأساسية وملائمة التوقعات ومتطلبات المؤسسة التربوية والوالدين بما يخص مصلحة الطفل.

- ورشات عمل اجتماعية تهدف الى استقطاب الأهل وتقارب وجهات النظر، وتتضمن مفاهيم الوقت والنظام، الحدود وأسس المسموح والممنوع.

- المشاركة والتواصل مع الأهل بما يخص المناخ التربوي وخطة العمل والبرامج اليومية وبناء علاقة متينة أساساتها الثقة المتبادلة بين الطرفين والوعي المهني والشخصي.

 

نهايةَ:

ان هذه القوالب الفكرية الخاطئة والتي يعتبرها البعض صحيحة تعيق سير العملية التعليمية التربوية لدى الطفل والتي ممكن أن تحد من تطوره الذهني والعاطفي، بسبب عدم الإدراك المهني لدى الأهل. ورسالتنا نحن كمهنيين إيضاح الصورة وتعزيز الوعي عند شريحة الأهل، مراعين الفروقات الاجتماعية الثقافية، والتعاون من أجل مصلحة الطفل واتمام سيرورته التعليمية في مرحلة الطفولة والانتقال للخطوات التالية في رسم مستقبله بأمان وثقة.

عدم اتساخ أطفالنا يصعب علينا تعليمهم أسس النظافة الشخصية، وتحديد إمكانيات لعبهم وحرياتهم أو استخدامهم لمواد توسخ ملابسهم، يؤدي إلى عرقلة سيرورة اكتساب مهاراتهم الحياتية في المجال الفكري والعاطفي، وعدم تواصلهم مع المواد واستكشافهم لها وملامسها يؤدي للحد من تواصلهم الصحي مع البيئة المحيطة.

تحرير : سوسن غطاس موقع والدية برعاية موقع عرب 48

التعليقات