رؤوفين ريفلين: يمين متطرف بغطاء ليبرالي

"آراؤه السياسية ودعمه للاستيطان سيحولان ديوان الرئيس إلى مقر لــ غوش إيمونيم" * يتمسك بشعار "أرض إسرائيل الكبرى" ويعارض أي انسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة وداعم للاستيطان..

رؤوفين ريفلين: يمين متطرف بغطاء ليبرالي

ينطبق على رؤوفين ريفلين الوصف الذي أطلقه الكاتب الإسرائيلي أري شافيط، حيث كتب أن "آراءه السياسية ودعمه للاستيطان سيحولان ديوان الرئيس إلى مقر لــ غوش إيمونيم".

ويعتبر ريفلين أحد المعارضين البارزين لتقسيم البلاد ضمن أي حل سياسي، حيث أنه لا يزال يتمسك بشعار "أرض إسرائيل الكاملة". وفي المقابل، فهو لا يؤيد الاحتلال العسكري لملايين الفلسطينيين، ولكنه يعارض إقامة دولة فلسطينية وأي انسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويميل إلى تسوية تمنح الفلسطينيين حقوقا مدنية.

وأحد قادة فريق "بيتار القدس"، ونائب رئيس بلدية القدس، وعضو كنيست لمدة 20 عاما، وأشغل عدة مناصب أبرزها وزير الاتصالات ورئيس الكنيست، توجت بانتخابه اليوم الرئيس العاشر لإسرائيل.

ولد ريفلين في العام 1939 في القدس، وهو نجل البروفيسور يوئيل ريفلين، والأخير -الأب- كان مرشحا للرئاسة قبل نحو 50 عاما كما قام بترجمة القرآن إلى اللغة العبرية.

ودرس الرئيس العاشر لدولة إسرائيل في "الكلية العبرية"، وفي خدمته العسكرية كان ضابط استخبارات عسكرية. وخلال الحرب عام 1967 كان في غرفة القيادة التابعة لمردخاي غور في مدرسة الشرطة في القدس، هي الوحدة التي احتلت حائط البراق، أو ما يطلق عليه "حائط المبكى".

بعد تسريحه من الجيش درس الحقوق في الجامعة العبرية في القدس. وفي أواسط الستينيات أصبح شخصية مركزية في "بيتار القدس" مع شقيقه إليعيزر. وأشغل عدة مناصب في الفريق الذي اعتبر في حينه رمزا لحركة "حيروت"، بينها رئيس الفريق.

في العام 1978 انتخب ريفلين للمرة الأولى لعضوية بلدية الاحتلال في القدس، وأشغل ذلك المنصب لمدة 10 سنوات، أشغل خلالها أيضا منصب عضو مجلس الإدراة في "إلعال"، ورئيس "المؤسسة للأمان والنظافة الصحية". وفي العام 1984 ترشح للكنيست في الموقع 51 في قائمة "الليكود"، وبين السنوات 1986 وحتى 1993 كان رئيسا لحركة "حيروت" في القدس.

في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 1988 انتخب للمرة الأولى للكنيست ضمن قائمة الليكود. وأشغل منصب رئيس اللجنة لمكافحة المخدرات والكحول، وعضوية لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست. وفي انتخابات السلطات المحلية في العام 1989 تنافس على رئاسة قائمة الليكود لرئاسة بلدية القدس، مقابل شموئيل برسبورغر، إلا أنه خسر لصالح الأخير، والأخير خسر رئاسة البلدية لصالح تيدي كوليك.

وتمهيدا لانتخابات الكنيست في العام 1992 استبعد ريفلين من قائمة الليكود، بسبب تماثله مع معسكر دافيد ليفي، كما استبعد من رئاسة فرع الليكود في القدس. وفي العام 1993 حاول التنافس في الانتخابات التمهيدية في داخل الليكود لانتخاب مرشح الحزب لرئاسة البلدية، إلا أنه خسر لصالح إيهود أولمرت الذي انتخب رئيسا للبلدية.

في العام 1995 استقال دافيد ليفي من الليكود، وشكل حركة "غيشر/ جسر"، بيد أن ريفلين بقي في الليكود، رغم أنه لم يكن في حينه عضو كنيست. وفي الانتخابات التمهيدية انتخب في الموقع 33 في قائمة الليكود، ولكن القائمة لم تحصل في حينه إلا على 32 مقعدا. وفي نهاية المطاف أشغل عضوية الكنيست في العام 1996 لدى تعيين عضو الكنيست إلياهو بن إليشر سفيرا لإسرائيل في واشنطن.

في العام 1999 احتل الموقع العاشر في قائمة الليكود، بيد أن القائمة ظلت في المعارضة في أعقاب خسارة بنيامين نتانياهو لصالح إيهود باراك.

وفي العام 2001، عندما تغلب أرئيل شارون على إيهود باراك في رئاسة الحكومة المباشرة، عين ريفلين وزيرا للاتصالات لمدة سنتين.

في شباط/ فبراير من العام 2003، وبعد انتخاب شارون مرة أخرى لرئاسة الحكومة، عين ريفلين رئيسا للكنيست السادسة عشرة، بدعم من 104 أعضاء كنيست.

بعد تشكيل شارون لحزب "كاديما"، ظل ريفلين في الليكود، علما أنه تقرب من شارون بعد استقالة دافيد ليفي من الحزب. وحاول إسقاط حكومة شارون بأغلبية 61 عضو كنيست إلا أنه فشل.

في العام 2006 انتخب للموقع السابع في قائمة الليكود، إلا أنه ظل في المعارضة، حيث تراجع الليكود برئاسة نتانياهو في حينه إلى 12 عضوا فقط.

في العام 2007 تنافس ريفلين للمرة الأولى على رئاسة إسرائيل، إلا أنه حصل على دعم 37 عضو كنيست فقط، وانسحب من التنافس قبيل الجولة الثانية حيث تبين وجود أغلبية واضحة لانتخاب شمعون بيرس رئيسا تاسعا لإسرائيل.

في العام 2009 عاد نتانياهو إلى مقعد رئيس الحكومة، في حين عاد ريفلين إلى مقعد رئيس الكنيست الثامنة عشرة بعد حصوله على دعم 90 عضو كنيست.

في الكنيست الحالية أشغل ريفلين منصب عضو لجنة الخارجية والأمن، وعضو اللجنة المالية، وظل ضمن أعضاء الكنيست القلائل من الليكود الذين لم يحصلوا على منصب وزير أو نائب وزير أو رئيس لجنة، وذلك بسبب التوترات المتكررة بينه وبين نتانياهو، ولم يكن الأخير يرغب بدعم ترشيحه لمنصب رئاسة الدولة، حيث سعى إلى إقناع دافيد ليفي أو الحاصل على جائزة نوبل البروفيسور إيلي فيزل، ولكنه اضطر لدعم ريفلين بعد رفضهما الترشح.

ونظرا لمواقف ريفلين السياسية، وتمسكه بـ"أرض إسرائيل الكبرى" فقد صوت غالبية النواب العرب في الكنيست لمنافسه مئير شطريت، باستثناء عضو الكنيست أحمد الطيبي الذي صوت لصالح ريفلين في الجولة الأولى، وذلك وفقما أكده النائب مسعود غنايم.
 

التعليقات