بعد فوز حزب اليسار الراديكالي 'سيريزا' بالانتخابات البرلمانية، أصبح أليكسيس تسيبراس البالغ من العمر 40 عاما، أصغر رئيس حكومة يوناني منذ 150 سنة، وأصبحت اليونان اليوم على عتبة عهد جديد تعهد به تسيبراس في حملاته الانتخابية واعدًا بإنهاء سياسة التقشف ورفع الحد الأدنى من الأجور وبداية حل الأزمة الاقتصادية.
وقد أثار انتخاب تسيبراس حفيظة القادة الأوروبيين وقلقهم، خاصة أولئك الذين يتزعمون الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، حيث تعهد تسيبراس وحزبه اليساري في الحملة الانتخابية بإنهاء عهد إملاء الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوامر والسايسات على اليونان، والحد من سياسة التقشف التي تتبعها اليونان منذ أربع سنوات.
الولادة والنشأة
ولد تسيبراس في أثينا لعائلة من الطبقة الوسطى في عام 1974، بعد أربعة أيام من سقوط الدكتاتورية العسكرية اليونانية التي حكمت البلاد لسبع سنوات. وكان والده يدير شركة بناء صغيرة، وكان قد أعطى صوته لصالح حزب باسوك الديمقراطي الاجتماعي، الذي انتصر عليه ابنه مؤخرًا. وعلى الرغم من أنه نشأ في فترة مسيّسة إلى حد كبير، كان تسيبراس أكثر اهتمامًا بمجال الرياضة من السياسة، حيث عاش بالقرب من استاد باناثينايكوس لكرة القدم ولا يزال يحضر كل المباريات المقامة فيه.
وحينما كان في المدرسة الثانوية في الثمانينيات، انضم تسيبراس إلى جمعية الشبيبة الشيوعية. وعندما اقترحت الحكومة خصخصة التعليم في عام 1990، قاد تسيبراس البالغ من العمر 16 عامًا الاحتجاج في مدرسته الثانوية لمعارضة تلك الإجراءات.
حياته السياسية بعد الثانوية
وظل تسيبراس نشطًا في مجال السياسة الطلابية فيما كان يتدرب كمهندس مدني في أثينا. وكان دوره لشغل منصب رئيس بلدية أثينا في عام 2006 هو ما أدى لانتشار صيته في البلاد. وبرغم أن تسيبراس كان يخوض أول انتخابات رئاسية له ممثلًا حزبًا جديدًا -كان سيريزا قد شكل ائتلافًا قبل عامين من تحالف من جماعات يسارية مثل حزب الخضر والماويين- لكنه تمكن من إحراز المركز الثالث.
وبعد عامين، انتخب تسيبراس كزعيم لحزب سيريزا، ليصبح أصغر زعيم سياسي في اليونان في سن الـ34. وصعد نجم تسيبراس في أعقاب الأزمة الاقتصادية في اليونان. وقال تسيبراس لمجلة التايم في مقابلة عام 2012: “لقد كان اليونان حقل تجارب لأوروبا والعالم، وكان الشعب اليوناني حيوانات تجارب“، وكانت تلك التصريحات قبيل الانتخابات التي أصبح بعدها سيريزا ثاني أكبر حزب في البرلمان، حيث فاز الحزب بنسبة 3.3٪ من الأصوات في انتخابات 2004، وبنسبة حوالي 27٪ في عام 2012.
وبعد عامين ونصف العام، تحمس أكثر من 50٪ من الشباب الأقل من 25 عامًا في اليونان الذين كان أكثرهم عاطلين عن العمل، لشعار حملة تسيبراس “الأمل قادم”.
وقد ظهرت بصمة تسيبراس بالفعل في أول يوم له كرئيس للوزراء؛ فهو أول رئيس وزراء غير متزوج باليونان، وأول من أخرج اليمين العلماني من المنصب. إلا أنه لديه عائلة، تتكون من رفيقته التي يعرفها منذ المدرسة الثانوية، وله ابنان منها، سُمّي أصغرهم سنًا على اسم ارنستو “تشي” غيفارا.
إلا أن من الواضح أن تسيبراس قد خفف من سياسته منذ شبابه، وأنه عمل هو وحزبه بجد للاستعداد من أجل تولي السلطة، حيث اجتمع مع شخصيات رفيعة المستوى مثل ماريو دراجي رئيس البنك المركزي الأوروبي، وتحدث مع قادة الكنيسة (بما في ذلك اجتماعه مع البابا فرانسيس) لتهدئة المخاوف بشأن كونه بلا دين.
وقف تسيبراس وزملاؤه من سيريزا مرتدين الحلة الرسمية والقمصان المفتوحة العنق في القصر الرئاسي يوم الاثنين الماضي. وبعد تنصيبه، غادر رئيس الوزراء الجديد القصر لزيارة متحف المقاومة الوطنية لتكريم اليونانيين الذين قتلوا على يد ألمانيا وحلفائها في الحرب العالمية الثانية.
التعليقات