30/07/2015 - 17:39

الملا عُمر ... رجل طالبان الغامض

لا يُعرف سوى القليل جداً عن شخصية الملا عمر، زعيم حركة طالبان، الذي أكدّت الرئاسة الأفغانية، أمس الأربعاء، أن وفاته حصلت قبل عامين، في باكستان المجاورة، حيث عاش أكثر من 10 سنوات مطاردًا، دون العثور عليه، أو أن يتمكن أحد من الحصول على صو

الملا عُمر ... رجل طالبان الغامض

لا يُعرف سوى القليل جداً عن شخصية "الملا عمر"، زعيم حركة طالبان، الذي أكدّت الرئاسة الأفغانية، أمس الأربعاء، أن وفاته حصلت قبل عامين، في باكستان المجاورة، حيث عاش أكثر من 10 سنوات مطاردًا، دون العثور عليه، أو أن يتمكن أحد من الحصول على صورة واضحة له.

الملا عمر، زعيم حركة طالبان الأفغانية، واحد من أكثر الرجال المطلوبين في العالم، على مدى أكثر من عقد، وكان أيضًا من بين أكثرهم قدرة على الإفلات من الاعتقال.

ولا توجد صور واضحة للرجل طويل القامة ذي العين الواحدة ولم يقابله من الأجانب سوى نفر قليل.

وحتى حين حكمت جماعته المتشددة أفغانستان لم يعرف عنه أحد سوى القليل.

وأكدت رئاسة أفغانستان واستخباراتها، أمس الأربعاء، وفاة الملا عمر، عام 2013، واعتبر مسؤولون أمريكيون أن الأنباء حول وفاته موثوق بها.

وولد الملا عمر عام 1960، في قرية "شاه الهمات" التابعة لولاية قندهار الأفغانية، وبدأ دراسته في المداس الدينية، إلا أن الاحتلال السوفيتي لأفغانستان منعه من إكمالها، وانضم في ثمانينات القرن العشرين للقتال ضد الروس.

فقد الملا عمر عينه اليمنى بعد إصابته بشظية خلال قتاله ضد السوفييت، وعاد للدراسة الدينية بعد خروج السوفييت من أفغانستان.

وفي عام 1994، أنشأ الملا عمر، برفقة 60 رجل دين، حركة طالبان، لمواجهة انتهاكات القانون في أفغانستان، وأصبح الملا عمر، زعيم الحركة عام 1996، وتمكنت طالبان من السيطرة على مناطق واسعة من أفغانستان، وأعلن الملا عمر نفسه أميرًا للمؤمنين.

وخلال السنوات الخمس التي حكمت فيها طالبان أفغانستان، حاولت فرض رؤيتها للإسلام في البلاد، حيث منعت الفتيات والسيدات من الذهاب للمدارس ومن العمل، وقامت برجم المتهمين بالزنا.

وفي عام 2001، دمرت طالبان بأمر من الملا عمر، تمثالين أثريين لبوذا عمرهما 1500 عام، كانا منحوتين في الجبال بالقرب من مدينة باميان.

وكان الملا عمر على علاقة وثيقة بأسامة بن لادن، المتهم الأول في الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة، وكان يوفر له المخبأ.

ويدعي البعض أن الملا عمر كان متزوجا من الابنة الكبرى لبن لادن.
وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2011 التي استهدفت مبنيين للتجارة في أمريكا، دخلت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قندهار، التي كانت تعد معقل حركة طالبان، وتمكن الملا عمر من الهرب من المدينة على دراجة بخارية، ولم يره أحد بعد ذلك.

وأعلنت الولايات المتحدة جائزة قدرها 10 ملايين دولار لمن يقبض على الملا عمر، الذي أفادت الأنباء عن هروبه إلى باكستان.

ورغم نجاح الولايات المتحدة في قتل بن لادن عام 2011، فإنها لم تعثر على أثر للملا عمر.

وأعلن المتحدث باسم الاستخبارات الأفغانية، حسيب صديقي، أمس الأربعاء، وفاة الملا عمر في إبريل/ نيسان 2013، في مستشفى بمدينة كراتشي بباكستان، قائلا إن الملا عمر، الذي كان مريضا للغاية، توفي بطريقة مريبة.

> المحادثات أم القتال؟

مني الملا عمر بانتكاسة مؤثرة، عندما ألقي القبض على الملا عبد الغني برادار، الرجل الثاني بحركة طالبان، في مدينة كراتشي الباكستانية، في أوائل عام 2010 في عملية مشتركة بين وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والمخابرات الباكستانية.

وقال مسؤولون أمريكيون إن برادار أدلى بمعلومات مفيدة حول عمليات الحركة في أفغانستان.

وكان برادار، وهو أحد المقربين من عمر، القائد الميداني الرئيسي المسؤول عن قيادة الحملة ضد الولايات المتحدة وقوات حلف شمال الأطلسي، والذي يخطط لتنفيذ تفجيرات انتحارية وهجمات رئيسية أخرى.

وفي سلسلة من التصريحات التي كان يطلقها عمر منذ عام 2008، سعى الرّجل للتحدث بلهجة غلبت عليها لغة التصالح، وطلب من المقاتلين الكفَّ عن قطع رؤوس المتهمين بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وكان يصرّ على أن حكومة طالبان لا يمكن أن تكون تهديدًا عالميًا.

وكانت إستراتيجية طالبان تستهدف إضعاف رغبة القادة والمواطنين في الغرب في الإبقاء على قواتهم في أفغانستان فضلا عن معاناتهم من استمرار سقوط الضحايا.

ودعا الرئيس الأفغاني السابق، حامد كرزاي، للسلام مع طالبان حين كان يتولى السلطة وجعل خليفته الرئيس الحالي أشرف عبد الغني المفاوضات معها أولوية.

وأجريت الجولة الأولى الافتتاحية من المحادثات في باكستان، في وقت سابق هذا الشهر، لكن لم يعرف موقف عمر من المحادثات.

وقد يشكل الإعلان عن وفاته، انتكاسة للعملية الهشّة، إذ يرجح أن تتفاقم الانقسامات داخل حركة طالبان حول المشاركة في المفاوضات من عدمه بسبب الصراع على خلافة الزعيم الراحل.

التعليقات