الفساد مستشر في "بنك إسرائيل" والعميد المستورد لا يحرك ساكنًا

الفساد مستشر في
ما الذي يجري في "بنك إسرائيل"، المؤسسة الاقتصادية الأكثر رسمية وواضعة المنظومة الاقتصادية لدولة إسرائيل؟ الإجابة هي فساد اقتصادي وأخلاقي مستشر في كل الأقسام من دون أن تقوم الجهات المختصة في لجم هذه الظاهرة. وحتى عميد بنك إسرائيل "المستورد" من الولايات المتحدة، ستنلي فيشر (أحد أبرز الاقتصاديين في العالم) فشل ولم يفلح حتى هذه الساعة بوضع حد للفساد وخضع حسب مصادر موثوقة لضغوطات البعض ولم يحدث التغييرات المتوقعة منه.

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن فضح قضية الفساد المستشرية بدأ حين توجه موظفان من "بنك إسرائيل" إلى مدير عام البنك (الرجل الثاني بعد فيشر) إفرايم جروس، في شهر مارس/ آذار الماضي وأبلغاه عما يجري في قسم "وسائل النقل" التابع للبنك.

وقال الموظفان للمدير إن رئيس قسمهم، صاحب المعلومات الأكثر دقة وحساسية في بنك إسرائيل حول ترتيب نقل النقود والعملة الصعبة لبنوك إسرائيل، عزرا موساري: "هو إنسان فاسد ومقامر ويعمل بشكل غير قانوني في تصريف النقود للموظفين ويقامر بمبالغ كبيرة جدًا. ووضع مؤخرًا خزنة في مكتبه تحوي على عشرات آلاف الدولارات، ويرتب رحلات لبعض الموظفين في البنك إلى كازينوهات في تركيا وطابا وبودابست وهنجاريا، ويستلم أفلام "جنس" على بريده الإلكتروني وينظم عروض أفلام جماعية في مكتبه داخل البنك لبعض الموظفين".
وبعد فحص هذه المعلومات، من المراقبة الداخلية للبنك تبين أنّها صحيحة ودقيقة، واعترف ماسوري بجزء منها وتبين من جواز سفره أنه سافر إلى 12 كازينو في العالم خلال عامين. وأنه يصرف الأموال بشكل غير قانوني ولا يعرف من اين مصدرها".

ورغم الإدانات الصعبة له إلا أنّ مراقبة البنك الداخلية لم توصي بإقالته من المؤسسة الإسرائيلية الاقتصادية الرسمية، وحتى عميد بنك إسرائيل الجديد الذي أراد أن يحافظ على علاقة طيبة مع "تنظيم نقابة العمال" داخل البنك لم يتخذ إجراءات في هذا الصدد وجاء في "يديعوت أحرونوت" أن العميد الجديد وضع قائمةً فيها أسماء لـ 68 موظفًا من داخل بنك إسرائيل لترقيتهم في البنك، ومن بين الأسماء كان اسم ماسوري صاحب سلسلة الفساد.

وكشف التحقيق أيضًا أن في غرفة الحواسيب التابعة لبنك إسرائيل هناك مكتبة أفلام "فيديو" تحتوي على 750 فيلمًا "فورنوغرافيًا" (أفلام جنس) التي اعتاد بعض الموظفين على مشاهدتها على حساب ساعات العمل في البنك. .
وأفادت مصادر من قلب "بنك إسرائيل" أنّ هذه الأفلام "حرقت أوقاتًا" كثيرة كان من الممكن انتاج الكثير من العمل في ذلك الوقت. وكل هذا والعميد الجديد، فيشر، لم يحرك ساكنًا لا بل قام بإحالة عشرات العمال وبضغط من لجان العمال، إلى التقاعد الممول في طريقة خارجة عن القانون.

ويكشف التقرير أيضًا عن موظف كبير آخر يدعى موشيه فين، يشغل منصب رئيس قسم العملة في بنك إسرائيل، الذي قدّم طلبًا لقرض من "بنك إسرائيل" للإسكان. وحسب قانون بنك إسرائيل فهذا مسموح ولكن على الزوجين أن يكونا في صحة جيدة مع تقرير طبي واضح في هذا الشأن. إلا أن زوجة فين وهي موظفة أيضًا في بنك إسرائيل كانت تعاني من صحة سيئة ومرض خبيث ورغم قوانين البنك التي لا تمنحها القرض لأن "أيامها معدودة" منحت الإدارة فين القرض. وتبين في النهاية أن المراقبة الداخلية للبنك والتي صادقت على القرض كانت صديقة عائلة فين.

ورغم معرفة عميد بنك إسرائيل الأمريكي بالأمر إلا أنّه لم يفعل شيئًا من أجل إعادة المبلغ الذي يقترب إلى 250 ألف دولار.
وهذا ويكشف التحقيق عن حروب بين الموظفين داخل بنك إسرائيل خاصة وأن "المدعومين" من قبل "نقابة العمال" يفعلون ما يريدون ويتولون مناصب داخل البنك من دون مناقصة ويتدخلون في مواضيع لا تمت بصلة إلى اختصاصاتهم.

هذا وكشف التقرير أيضًا عن موظف كبير اشترى ثلاجة ووضعها في مكتبه وفي داخل هذه الثلاجة كل أنواع المشروبات الروحية التي كان يشربها خلال يوم العمل. طلب منه مدير القسم ألا يشرب الكحول إثناء العمل وأن يخرج الثلاجة من المكتب إلا أنه وافق على الطلب الأول ورفض الثاني قائلاً: هذه ثلاجة لي أضع فيها طعامي ولا شأن لكم فيها.

وكشف موظف آخر الذي وصف بنك إسرائيل بأنه "سوق" عن أن موظفًا في البنك، يملك ابنه حانوت لبيع الكعك، يبيع الكعك والبيض يوميًا للموظفين داخل البنك من دون أن يوقف أحد عن حده.





التعليقات