تجار سلاح إسرائيليون يعملون على عقد صفقة مع النيجر تصل إلى 250 مليون دولار..

الشركة لها علاقات مع الأجهزة الأمنية في إسرائيل، وضم مجلس إدارتها الجنرال المتقاعد أفيغدور بن غال، ويعكوف بيري رئيس الشاباك سابقاً، وأمنون ليبكين شاحاك رئيس هيئة الأركان سابقاً..

تجار سلاح إسرائيليون يعملون على عقد صفقة مع النيجر تصل إلى 250 مليون دولار..
قالت صحيفة "هآرتس" أن عدداً من الإسرائيليين وصلوا في الأيام الأخيرة إلى أبوجا وذلك من أجل توسيع نشاط شركة "إيروناوتيكس فنشرز"، المسجلة خارج البلاد، ويترأسها معوز شطاينهاور. وهذه الشركة هي الذراع الذي تقوم بتنفيذ صفقة السلاح الأكبر من بين الصفقات التي قامت بها شركة "إيروناوتيكس ديفنس سيستيم" في يفني.

ويصل حجم الصفقة إلى 260 مليون دولار، وتتمثل في بيع طائرات بدون طيار، برية وبحرية، وذلك بذريعة توفير الحماية لمنطقة الدلتا في نهر النيجر، وهي المنطقة التي تنتج فيها نيجيريا، أكبر مصدرة للنفط في أفريقيا، ذهبها الأسود، وتشكل مصدر الدخل الأساسي لنيجيريا، والتي يبلغ إنتاجها النفطي 2.4 مليون برميل يومياً.

وتجدر الإشارة إلى أنه ينشط في الإقليم متمردو "حركة تحرير دلتا النيجر" الذين يطالبون بمزيد من الحكم الذاتي للإقليم الغني بالنفط.

وأشارت "هآرتس" إلى أنه في حال تنفيذ هذه الصفقة فسوف تكون الصفقة الأكبر لإسرائيل في تاريخ علاقاتها مع أفريقيا، باستثناء الدعم العسكري الهائل الذي قدمته إسرائيل لنظام الابرتهايد في جنوب أفريقيا.

كما جاء أنه فور النشر عن الصفقة، فقد سارع عدد ممن ذكروا بأن لهم علاقة بالصفقة بالتعبير عن تحفظاتهم والتنصل منها، وكان من بينهم الجنرال محمد جاسمو، مستشار الأمن القومي للرئيس، الذي سارع إلى الإتصال بصحيفة "هآرتس" ونفي دروه في المفاوضات من أجل عقد الصفقة، كما نفى أن يكون شريكاً فيها.

وبحسب "هآرتس" فإن جاسمو عرف نفسه كـ"صديق لإسرائيل"، وقال إنه زارها عدة مرات في الماضي، كما أشار إلى دور لعبه في تقديم المساعدة لمعرفة مصير الطيار الإسرائيلي المفقود رون أراد.

إلا أنه من اللافت دور عدد من الشخصيات الإسرائيلية التي نشطت، وبعضها لا يزال، في تجارة السلاح من خلال هذه الشركة.

وبحسب الصحيفة فإن الشركة الجديدة نسبياً، تأسست منذ 10 سنوات، ومديرها العام هو آفي لئومي، ولها علاقات مع الأجهزة الأمنية في إسرائيل، خاصة وأن مجلس إدارتها كان يضم أعضاءً مثل الجنرال المتقاعد أفيغدور بن غال، ويعكوف بيري رئيس الشاباك سابقاً يعكوف بيري، وأمنون ليبكين شاحاك رئيس هيئة الأركان سابقاً!

كما جاء أن يعكوف بيري قدم استقالته من الشركة قبل سنة ونصف، وترك ليبكين شاحاك منصبه فيها الآن، في حين يواصل بن غال نشاطه فيها.

وأضافت الصحيفة أن الشركة لم تعمل في السابق في نيجيريا التي ينشط فيها عدد كبير من الشركات الإسرائيلية، إلا أن الجنرال المتقاعد شلومو إلياهو وشريكه بن غال ومئير دغان (قبل أن يترأس الموساد) كانوا قد نشطوا في مجال تصدير السلاح إلى نيجيريا في السابق.


وفي سياق ذي صلة، تجدر الإشارة إلى التقرير الذي صدر قبل أسابيع معدودة عن "أمنستي" والذي يتحدث عن دور إسرائيل الكبير في تجارة الأسلحة في العالم وتغذية الحروب في العالم والتي يسقط نتيجتها أكثر من نصف مليون إنسان يومياً. كما يشير التقرير إلى أن الحكومة العراقية والشرطة العراقية تحصل على السلاح عن طريق تجار أسلحة إسرائيليين.

فقد أشار تقرير لمنظمة "أمنستي إنترناشنال"، إلى دور إسرائيل في تجارة السلاح. ويصف التقرير العلاقة بين تجارة السلاح والمس المتزايد بحقوق الإنسان، حيث يقتل أكثر من نصف مليون إنسان في أنحاء العالم يومياً كنتيجة لاستخدام السلاح، أي بمعدل إنسان واحد في كل دقيقة!

كما يشير التقرير إلى عدد من الشركات ورجال الأعمال من عدة دول في العالم والتي تقوم ببيع الأسلحة، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطالية والبرازيل وروسيا وأوكراينا وبلغاريا.

كما يلفت التقرير الإنتباه إلى أن السلاح يصل إلى الدول النامية في العالم الثالث، والتي تخوض حروباً أهلية أو صراعات عرقية، بحيث يساهم السلاح في تغذية الحروب الدموية وزيادة في المس بحقوق الإنسان.

ويحذر التقرير من ظاهرة تتيح الزيادة الهائلة في تجارة السلاح وبالتالي عمليات القتل. حيث يزداد عدد الحكومات التي تخصخص تجارة السلاح، علاوة على منح صلاحيات أكثر لشركات الطيران وتجار السلاح، وفي الوقت نفسه تقليص المراقبة على التصدير.

وجاء في التقرير أيضاً أنه في إسرائيل يكفي أن يقوم وكلاء الأسلحة التسجيل في وزارة الأمن بدون أن يتم إخضاعهم للمراقبة وفحص تراخيص التجارة التي منحت لهم.

ويقول المدير العام لـ"أمنستي" في إسرائيل، إن السلاح الإسرائيلي يصل إلى أيدي أنظمة قمعية ومجموعات مسلحة تقوم بالمس بالمواطنين، وتتحمل إسرائيل وتجار السلاح المسؤولية عن استخدام الأسلحة التي تقوم بتصديرها.

كما أشار تقرير أمنستي إلى أنه في أعقاب المجزرة المروعة التي وقعت في رواندا في العام 1994، والتي راح ضحيتها أكثر من 800 ألف إنسان، تبين أن إسرائيل من بين الدول التي باعت الأسحلة لرواندا!


التعليقات