تلوث مصادر المياه وانخفاض كمية الرواسب يمنعان استغلال مصادر المياه الطبيعية..

أحد الأسباب المركزية لارتفاع ملوحة مياه حوض الساحل هو الضخ الزائد، والذي يعني انخفاض مستوى مياه الحوض بحيث يسمح بتغلغل مياه البحر المالحة إلى الحوض..

تلوث مصادر المياه وانخفاض كمية الرواسب يمنعان استغلال مصادر المياه الطبيعية..
حذرت "الخدمات اليهدرولوجية" في سلطة المياه في تقرير تناول وضع المياه في البلاد، من أن إسرائيل سوف تجد نفسها في المستقبل القريب غير قادرة على استغلال نسبة ملموسة من مصادر المياه الطبيعية في البلاد.

وأشار التقرير إلى أن السبب يعود إلى التدهور المتواصل في نوعية المياه بالإضافة إلى تغير المناخ، والذي يؤدي إلى انخفاض كمية الرواسب، استنادا إلى معطيات العام 2006.

وبحسب التقرير المذكور، ومع الأخذ بعين الاعتبار التوصيات الأخيرة بشأن نوعية مياه الشرب، والتي تم تحديدها من قبل لجنة مختصين برئاسة البروفيسور أفنير عدين، فإن غالبية مياه حوض الساحل ليست بالجودة المطلوبة. حيث أن نصف كمية المياه ليست بالنوعية المسموح بها.

وبحسب الخدمات الهيدرولوجية فإنها تنصح بخفض عملية ضخ المياه بنسبة 10% من حوض الجبل (وهو الحوض الثاني من حيث الأهمية بعد حوض الساحل، والذي يقع في منطقة طولكرم وقلقيلية)، والاستعداد لإمكانية ضخ المياه من جانب الفلسطينيين بنسبة أعلى.

كما أوصت بوقف الضخ الزائد من حوض الساحل (المقصود ضخ كمية مياه من الحوض أكثر مما يدخل الحوض من مياه الأمطار)، والذي يوفر ما يقارب 33% من احتياجات البلاد للمياه، والبحث عن مصادر مياه بديلة، بضمنها تحلية المياه.

وتشير معطيات فحص نوعية المياه التي تم ضخها من حوض الساحل، إلى أن 16% بنوعية سيئة، وليست بحسب المواصفات المطلوبة من جهة نسبة أملاح الكلورات والنيترات التي تلوث المياه والتي مصدرها المياه العادمة والأسمدة الزراعية. وتحصل ظاهرة التلوث وزيادة الملوحة في المناطق التي يتم فيها ضخ 95% من مياه الحوض، مما يعني أن مشكلة التلوث ستتفاقم.

وبحسب التقرير فإن أحد الأسباب المركزية لارتفاع ملوحة مياه حوض الساحل هو الضخ الزائد، والذي يعني انخفاض مستوى مياه الحوض بحيث يسمح بتغلغل مياه البحر المالحة إلى الحوض. وبحسب تقرير الخدمات الهيدرولوجية فإن مياه البحر قد تغلغلت في عدد من المواقع بكيلومتر أو إثنين، في الأماكن التي يتم فيها ضخ غالبية مياه الحوض.

في المقابل، فإن مياه حوض الجبل، وبالمقارنة مع مياه حوض الساحل، لا تزال بنوعية جيدة، بيد أن تقرير الخدمات الهيدرولوجية يشير إلى حصول تلوث في منطقة طولكرم وقلقيلية، والتي كانت قد أشارت تقارير سابقة إلى أن مصدرها هو المياه العادمة للمستوطنات المقامة في تلك المناطق.

التعليقات