في حساب الميزانيات: المستوطن يساوي أضعاف المواطن داخل اسرائيل

السلطات المحلية داخل الخط الاخضر تنهار، وفي المستوطنات تزداد ازدهارا بفضل الهبات المالية المضاعفة التي تحصل عليها..

في حساب الميزانيات: المستوطن يساوي أضعاف المواطن داخل اسرائيل
في الوقت الذي تحتدم فيه ازمة السلطات المحلية داخل الخط الأخضر، ويتهدد خطر الانهيار غالبية السلطات المحلية العربية في الداخل، بفعل سياسة التمييز في الميزانيات والغاء وتقليص هبات الموازنة، يزداد ازدهار السلطات المحلية في المستوطنات الاسرائيلية خارج الخط الاخضر، بفضل الهبات المالية الضخمة التي تحصل عليها من الحكومة الاسرائيلية تحت تسميات مختلفة.

ويستدل من تحقيق اجرته "هآرتس" ان المستوطنات تحصل من وزارة الداخلية على 75 مليون شيكل تحت تسميات "هبات امنية" و"هبات اوسلو"، ما يجعل هذه المستوطنات تحظى بتمييز ايجابي لا تعرف مثله البلدات الاسرائيلية الواقعة داخل الخط الاخضر، حتى تلك المشابهة لبعض المستوطنات من حيث تدريجها في السلم الاقتصادي - الاجتماعي الاسرائيلي.

وعلى سبيل المثال، تشير "هآرتس" الى مدينة بني براك، داخل الخط الأخضر، المدرجة في المرتبة الثانية من سلم التدريج الاقتصادي الاجتماعي في إسرائيل، بسبب كونها مدينة ذات غالبية من المتدينين الذين لا يعملون ويعتاشون على المخصصات الحكومية. وتقارن هآرتس بين هذه المدينة وبين مستوطنة "بيتار عيليت" الواقعة خارج الخط الاخضر، والتي تم تدريجها هي، ايضا، في المرتبة الثانية من السلم الاقتصادي الاجتماعي للاسباب ذاتها. الا ان الفارق في هبات الموازنة التي يحصل عليها المواطن في بني براك تقل بكثير عن تلك التي يحصل عليها المستوطن في بيتار عيليت. ففي بني براك تدفع الحكومة مبلغ 140 شيكل لكل مواطن، فيما يصل حجم الهبات التي يحصل عليها المستوطن في بيتار عيليت ثمانية أضعاف هذا المبلغ. وهذا يعود، في الأساس، إلى كون المستوطنين يحصلون على الهبات الخاصة المشار اليها انفا، والتي تعمق الفارق في الميزانية بنسبة 25%.

وتورد الصحيفة أمثلة اخرى على التمييز الايجابي الضخم الذي يحظى به المستوطنون مقارنة مع المواطنين داخل الخط الاخضر. بل ان التمييز يتعمق بين ما يحصل عليه المستوطنون وما يحصل عليه سكان ما يسمى بلدات التطوير ، وهي بلدات تبعد عن وسط اسرائيل وتحظى بميزانيات خاصة لا تحصل عليها اي من البلدات العربية البعيدة عن وسط البلاد، مثلا، رغم انها تجاور بلدات التطوير الاسرائيلية.

وكمثال على هذا التمييز تشير الصحيفة الى ان المواطن في اوفكيم (بلدة تطوير في جنوب إسرائيل) كان يحصل على هبة موازنة بلغت 1500 شيكل، تقرر تقليصها إلى 1300 شيكل، بعد تقليص الميزانية. وتوضح المقارنة بين ما يحصل عليه المواطن في هذه البلدة، وما يحصل عليه المستوطن في جبل الخليل او عمانوئيل، مثلا، وهي مستوطنات تم تدريجها في المرتبتين الثانية والثالثة من السلم الاقتصادي - الاجتماعي، تماما مثل اوفكيم. وحسب الصحيفة يحصل المستوطن في هاتين المستوطنتين على هبات تضاعف ما يحصل عليه المواطن في اوفكيم بثلاث مرات.

وحسب الصحيفة، ساهمت الهبات الخاصة الممنوحة للمستوطنين برفع الهبات التي يحصل عليها المستوطن في بيت إيل بنسبة 106%. وهكذا يحصل كل مستوطن في بيت ايل على هبة سنوية يصل حجمها الى 2442 شيكلا فيما يحصل المواطن في بلدة تطوير على اقل من نصف هذا المبلغ.

وفي المقارنة بين سكان مدينة ديمونة في الجنوب، والمستوطنين في التكتل الاستيطاني "حوف عزة" ، في قطاع غزة، نجد أن هبة الموازنة التي يحصل عليها المواطن في ديمونة تصل الى 919 شيكل سنويا، فيما تتضاعف في "حوف عزة" إلى 3542 شيكل لكل مستوطن.

وفي بيت شيمش، داخل الخط الاخضر، يحصل المواطن على هبة موازنة تصل الى 276 شيكل سنويا، فيما يحصل المستوطن في كريات أربع في الخليل على مبلغ يضاعف 12 مرة ما يحصل عليه المواطن في بيت شيمش.

وحسب "هآرتس" يحصل كل مستوطن في كريات أربع، على هية تزيد بنسبة 79% عما يحصل عليه المواطن في بيت شيمش.

التعليقات