العلاقات التجارية مع إسرائيل عادية وأردوغان يهدد بقطعها تماما

تركيا تتحول إلى شريك تجاري مهم مع العالم العربي وصادراتها إلى العالم العربي تتضاعف * قطاع السياحة التركي محصن من مقاطعة الإسرائيليين * المخاوف الإسرائيلية تتصاعد مع تدهور العلاقات مع تركيا

العلاقات التجارية مع إسرائيل عادية وأردوغان يهدد بقطعها تماما
في حديثه مع صحيفة "حريت" التركية، قال السفير التركي الذي كان إسرائيل إن "الخطة ج" التي تحدث عنها رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان قد تعني قطع كافة العلاقات التجارية بين إسرائيل وتركيا، وليس فقط العسكرية - الحكومية.
 
وأضاف أنه يجري اتخاذ خطوات حادة ضد إسرائيل، وكل ما تبقى هو العلاقات التجارية. وبحسبه فسوف تكون العقوبة الأهم.
 
كما نقلت الصحيفة عن البروفيسور في العلاقات الدولية في إحدى جامعات إستنبول، علي فريق دمير، قوله إن "الخط ج" قد تشمل محاولة إيقاع ضرر لإسرائيل في الساحة الدولية بسبب سياستها في المنطقة.
 
وكان أردوغان قد صرح يوم أمس، الأربعاء، للصحافيين بأن تكلفة قطع العلاقات مع إسرائيل قد تكون 15 مليون دولار، وقد تكون 150 مليون دولار، وأن ذلك لن يؤثر على تركيا. وبحسبه فإن "المهم بالنسبة لنا هو عدم السماح لأحد بالمس بالكبرياء القومي".
 
وأضاف أن إسرائيل لا تلتزم بالاتفاقيات التجارية الأمنية التي تم التوقيع عليها. كما قال إن تركيا قد أعادت لإسرائيل طائرات بدون طيار لإجراء عمليات صيانة، ولكن لم تستعيدها تركيا بعد.
 
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن تركيا سبق وأن أطلقت تصريحات مماثلة في السابق بهذا الشأن، مفادها أن إسرائيل تؤخر تزويدها بطائرات بدون طيار من طراز "هارون"، وفي حينه لم تنف إسرائيل ذلك.
 
إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن أنقرة كانت قد صرحت خلال الأسبوع الجاري بأنه سيتم اتخاذ إجراءات لضمان الملاحة في شرق البحر المتوسط.
 
ونقلت صحيفة "حريت" عن الناطق بلسان الخارجية التركية قوله "كم عدد السفن؟ وبأي وتيرة؟ وأين ستبحر السفن؟ لا يمكن الرد على سيناريوهات افتراضية. تركيا ليست دولة عدو، وتستطيع الإبحار بمشيئتها في المياه الدولية. لا يوجد أي نية للتسبب بحادثة".
 
في المقابل، قالت "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة أن المخاوف تبدو على التجار الإسرائيليين.
 
ونقلت عن مدير عام شركة "موراز" في العفولة، التي تنتج مواد تجميل إن الشركة وقعت قبل سنة على صفقة بقيمة 750 ألف دولار. أضاف أن شركته التزمت بتزويج المنتجات لمدة 3 سنوات، إلا أن هناك تذمرا في الجانب التركي في العمل مع الإسرائيليين. وأضاف أن شركته لم تتلق أية تعليمات بشأن وقف التصدير.
 
في المقابل، نقلت عن أحد أصحاب شركة "أرستون"، وهي شركة استيراد تستود الشايش من تركيا، قوله إنه لا يشعر بأي تغيير، وأن الأعمال تجري كالعادة، وأنه أجرى اتصالات في الأيام الأخيرة مع 3 مصدرين أتراك.
 
كما أشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أن تصدير البضائع من قبل مصانع "اتحاد الصناعة الكيبوتسية" في العام الماضي قد وصل إلى 70 مليون دولار، وأن شركات مثل "عميعاد" و"برماد" و"نطيفيم" لا تزال تتلقى عروضا لشراء أجهزة ري متطورة.
 
ونقلت عن مدير التصدير في "الصناعة الكيبوتسية" قوله إن الأتراك يفصلون بين المشكلة السياية وبين العلاقات التجارية والشخصية التي تم بناؤها خلال سنوات.
 
تركيا تتحول إلى شريك تجاري مهم مع العالم العربي
 
في المقابل، قالت تقارير اقتصادية إسرائيلية إنه في حين تتصاعد المخاوف الإسرائيلية من تدهور العلاقات مع تركيا، فإن الوضع مختلف هناك وخاصة من الناحية الاقتصادية. وأشارت في هذا السياق إلى أن تركيا جعلت من نفسها في السنوات الأخيرة شريكة تجارية مهمة مع العالم العربي، بما في ذلك مصر وسورية والعراق.
 
وأشارت إلى أن حجم الصادرات التركية للدول العربية بلغ 27 مليار دولار في العام الماضي، وهو ضعفي ما كان عليه في العام 2009.
 
كما أشارت إلى أن "الربيع العربي" قد مس بمصالح الشركات التركية في مصر وليبيا وسوريا، ولكن يبدو أن ذلك على المدى القصير فقط، حيث من المتوقع أن تفوز تركيا في السنوات القريبة بعقود تصل قيمتها مليارات الدولارات في ليبيا ومصر. وأنه ليس من باب الصدفة أن الحكومة المصرية قد أعلنت الاسبوع الماضي عن اختيار شركة تركية لتنفيذ مشروع توسيع مطار القاهرة، والذي تصل قيمته إلى 400 مليون دولار.
 
كما كتبت أن الإعلان عن المشروع جاء قبل أيام معدودة من وصول أردوغان في زيارة رسمية إلى القاهرة.
 
وعلى مستوى ليبيا، فقبل سقوط القذافي وقعت شركات تركيا على عقود بقيمة 18 مليار دولار، ومع اندلاع الثورة في ليبيا غادر 25 ألف عامل تركي، وتم إخلاء مكاتب 140 شركة تركية. واليوم من المتوقع أن تفوز شركات تركية بعقود جديدة، وربما تزيد عما كانت عليه في ظل الحاجة إلى إعادة بناء ما تهدم خلال المواجهات.
 
كما جاء أن أردوغان قد زار في السنتين الأخيرتين، بمعية وفود من رجال الأعمال الأتراك، عددا من دول الخليج، وخاصة قطر والكويت والإمارات والسعودية، والتي تنوي استثمار المليارات في البنى التحتية فيها في السنوات العشر القادمة.
 
قطاع السياحة محصن من مقاطعة الإسرائيليين
 
ولفتت "يديعوت أحرونوت" أيضا إلى أن قطاع السياحة في تركيا محصن من المقاطعة الإسرائيلية، وأنه في السنوات الأخيرة ارتفع عدد السائحين العرب الذين يزورون تركيا. وخلال الشهور السبعة الأولى من العام الحالي فقد دخل تركيا نحو 17.6 مليون سائح، ما يشكل ارتفاعا بنسبة 10% بالمقارنة مع الفترة الموازية من العام الماضي، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 30 مليون سائح حتى نهاية العام الحالي، بدون الإسرائيليين في أنطاليا.  

التعليقات