تقرير مركز "طاوب" السنوي: نسبة الفقر في المجتمع العربي الأعلى منذ 20 عاما

إسرائيل لا تزال متخلفة بعقود في عدة مجالات مقارنة مع باقي الدول المتطورة في العالم * 25% من السكان تحت خط الفقر * 21% من الأطفال يعيشون تحت خط الفقر

تقرير مركز

كشف التقرير السنوي لـ"مركز طاوب" لدراسة السياسات الاجتماعية في إسرائيل، والذي نشر اليوم الأربعاء، عن نتائج وصفت بأنها مقلقة وخاصة فيما يتصل بارتفاع نسبة الفقر في المجتمع العربي، وبشأن الوضع الاجتماعي – الاقتصادي، وبضمن ذلك نواقص في الصحة والتربية والرفاه والأشغال.

وأشار التقرير بوجه خاص إلى نسبة الحريديين الذين لا يعملون، حيث وصلت النسبة إلى أعلى مستوى منذ 35 عاما. وبين التقرير أن هناك تراجعا كبيرا في نسبة العاملين في المرافق الاقتصادية، ما عدا التعليم، الذي لا يزال يعتبر المجال الأكبر لعمل الغالبية المطلقة من النساء في الوسط الحريدي.

وبحسب نتائج التقرير، الذي نشرته "غلوبوس"، فإن إسرائيل لا تزال تحتل مواقع متقدمة في نسبة الفقر والفجوات في الدخل الشهري مقارنة بباقي دول العالم المتطورة، وذلك بنسب أعلى بكثير من تلك النسب التي كانت قبل عقود.

وتبين أن نسبة الفقر في المجتمع العربي والحريدي تزيد عن النصف، وهي نسبة تعتبر الأعلى منذ 20 عاما. كما تبين أنه بدون العرب والحريديين فإن نسبة الفقر تظل عالية مقارنة بباقي دول العالم المتطورة، حيث أن ربع السكان في إسرائيل يعيشون تحت خط الفقر، بينهم 21% من الأطفال.

وأشار التقرير إلى أن ارتفاع نسبة الفقر تنعكس في التنازل عن الاحتياجات الأساسية، حيث أن 20% من السكان يعانون من العجز المالي عن شراء الغذاء، بينما يضطر ثلثهم إلى تقليل التدفئة أو التبريد في شققهم السكنية، وتنازل نحو السدس عن شراء الدواء أو تلقي العلاج الطبي، بينما تنازل 21% عن علاج الأسنان.

وفي مجال التعليم، يشير التقرير إلى تحسن في تحصيل الطلاب في المواضيع الأساسية، ولكنها لا تزال في أسفل التدريج مقارنة بباقي دول العالم المتطورة.

وفي مجال التعليم العالي، يشير التقرير إلى صورة وصفت بأنها "متفائلة" من جهة الارتفاع المتواصل في العقود الأخيرة في التوجه إلى التعليم العالي. وفي المقابل، تبين أن التدريج المنخفض لهذا المجال في سلم الأولويات "الوطني" أدى إلى انخفاض في عدد أفراد الطواقم الأكاديمية في الجامعة نسبة لعدد السكان وعدد الطلاب. كما يشير التقرير إلى تراجع الجامعات مقابل الكليات الأكاديمية.

أما بالنسبة لسوق العمل، فقد بين التقرير أن إسرائيل لا تزال متخلفة بعدة عقود في مجال نجاعة العمل مقارنة بباقي الدول المتطورة، حيث أن المسبب الرئيس لتأخير التطور هو البيروقراطية الحكومية التي تمس في الاستثمار بالثروة المادية والبشرية.

أما بالنسبة لظروف عمل الأجيرين في إسرائيل، فقد أشار التقرير إلى أنهم لا يزالون يعملون ساعات أكثر مقارنة مع نظرائهم العمال في دول "جي 7". كما بين التقرير أن وضع النساء في سوق العمل يتحسن مع الوقت، مع ارتفاع نسبة العاملات.

وأشار التقرير إلى ارتفاع في متوسط الأعمار للمواطنين في السنوات الأخيرة، مقابل تراجع نسبة وفيات الأطفال. ومع ذلك فإن الصورة العامة لجهاز الصحة في إسرائيل ليست جيدة، حيث سجل تراجع في عدد الأطباء والممرضين المؤهلين بشكل مناقض لاتجاه الارتفاع المتواصل في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية "OECD".
 

التعليقات