سنونو لـ"عرب 48": انخفاض مؤشّر غلاء المعيشة لا يؤثّر على المواطن العربي

​عقّب الخبير الاقتصادي والمحاضر إياد سنونو، على الانخفاض الحاد الذي تبيّن أمس الأحد في مؤشر الأسعار وغلاء المعيشة للشهر الماضي الذي نشرته الدائرة المركزية للإحصاء، وقال إن “هذا الانخفاض الحاد في المؤشر ليس مفاجئاً".

سنونو لـ

نشرت دائرة الإحصاء المركزية أمس الأحد جدول غلاء المعيشة والأسعار للشهر الماضي في إسرائيل، ليظهر أن المؤشّر انخفض بنسبة 0.9 في المئة، في أعقاب انخفاض سعر النفط العالمي وهو السبب الرئيسي لهذا الانخفاض الأكثر حدّة منذ العام 2006.

وعقّب الخبير الاقتصادي والمحاضر إياد سنونو، على الانخفاض الحاد على مؤشر الأسعار وغلاء المعيشة للشهر الماضي بالقول إن 'هذا الانخفاض الحاد في المؤشر ليس مفاجئاً، فمن تابع المؤشر الذي ختمت فيه إسرائيل العام الماضي يرى أن المؤشر العام لسنة 2014 كان سالباً، وتحديداً كان (0.2) سالب، والانخفاض الذي حصل بالأمس كان مجرّد استمرارية لهذا الانخفاض في المؤشر الذي أتوقّع أن يستمر حتى منتصف العام الحالي'.

سنونو: السبب الرئيسي هو الانخفاض الحاد في سعر المحروقات

ومن المعروف أن دائرة الإحصاء المركزية تقوم بقياس المؤشر بحسب سلّة مشتريات المستهلك، وهي مركّبة من أسعار السلع المركزية للمستهلك، من محروقات وملبوسات وخضار وخدمات طبيّة ولحوم ودجاج وكل ما يستهلكه الاقتصاد المنزلي للفرد. أمّا البند الذي يتطرّق إلى المسكن فهو لا يتطرّق إلى أسعار البيوت بل إلى الإيجار الشهري للشقق السكنية. 

وكان مؤشر غلاء المعيشة قد انخفض انخفاضاً حاداً بعد بنسبة 0.9 في المئة، ويعد الانخفاض الأكثر حدة منذ العام 2006 حتى يومنا هذا. وتطرّق سنونو لأسباب هذا الانخفاض وقال إن 'السبب الرئيسي والأساسي لهذا الانخفاض هو الانخفاض الذي حصل في سعر المحروقات، فسعر برميل النفط العالمي انخفض بنسبة 50٪ تقريباً ممّا أدى إلى انخفاض سعر المحروقات في سلة مشتريات المستهلك التي تتبّعها اللجنة المركزية بنسبة 8.9٪، وهو الانخفاض الأكبر وصاحب التأثير الأكبر على انخفاض المؤشر بالإضافة إلى انخفاض في سعر الماء والصرف الحيّ، وانخفاض أسعار الملبوسات بنسبة 4٪ والأحذية بنسبة 6.7٪، بالإضافة إلى دخول بعض الشركات الجديدة للسوق وانخفاض الاسعار بسبب المنافسة”.

انخفاض المؤشر لا يؤثّر على المواطن العربي

هذا الانخفاض في أسعار السلع المركزية أدّى بنهاية المطاف للانخفاض الحاد في المؤشر، وأشار سنونو إلى هذا الانخفاض في الأسعار المركزية، وقال إنه 'كان يتوجّب على المؤشر أن ينخفض أكثر ممّا هو لولا أن سلع أخرى ارتفعت في المقابل ممّا أدى على الرغم من الانخفاض لحالة توازن منعت انخفاضاً أكثر حدة. وهنا أود أن أتطرّق لما يهمنا أكثر وهو تأثير هذا الانخفاض على المواطن العربي. إذ أن المركّبات التي ارتفعت بالأساس وقامت بحماية المؤشر هي المواد التي يستهلكها المواطن العربي بشكل يوميّ كالخضار والدجاج الذي تستهلكه العائلة العربية بشكل يومي تقريباً ارتفع سعره بنسبة 4.2٪، وهو ارتفاع بالإضافة إلى السجائر الذي ارتفع بنسبة 1.3٪'. 

وأضاف أن 'علاج الانخفاض بالأسعار وغلاء المعيشة يدل على عدم تفاعل جيّد في السوق، وبشكل عام تعالج الحكومات هذا الانخفاض من خلال خفض الفائدة. وفي إسرائيل الفائدة أصبحت تقريباً صفر، وتحديداً 0.25٪ أي أنها منخفضة في كل الأحوال'. 

وتابع: 'هذا الانخفاض أيضاً في نسبة الفائدة الذي من شأنه أن يكون مفيداً للمستهلك لن يفيد المستهلك العربي لسبب أن البنوك تموضع المواطن العربي في سلم خطر مرتفع، على الرغم من أن الأبحاث العلمية أثبتت أن المواطن العربي ليس أكثر خطراً وضماناً على البنوك من أي زبون آخر غير عربي. وبالتالي لن يستفيد المواطن العربي أيضاً من الفائدة المنخفضة بسبب عدم منحه القروض اللازمة من قبل البنوك'. 

وبالتالي، حسب سنونو، لا يؤثّر انخفاض مؤشر غلاء المعيشة على المواطن العربي ولا يشعر فيه حتى، وقال سنونو، إن 'في إسرائيل وخلافا لكافة الدول الأخرى، هناك اقتصادين؛ الأول لليهود والثاني للعرب، العرب لا يتأثرون من أي تغيير إيجابي في السوق الاقتصادية، وفي المقابل يتأثرون سلباً أكثر من أي فئة أخرى في المجتمع جراء أي تأثير سلبي ولو بسيط جداً'. 

التعليقات