الشعوب "أضاحي" الغلاء في الدول العربية هذا العيد

ربّما تكون الأضاحي وغلاء أسعارها أكثر ما يشغل بال وأحاديث الليبييّن والليبيّات مؤخّرًا، مع اقتراب عيد الأضحى ارتفاع أسعار الأضاحي بشكل وُصِفَ بـ"الجنوني"، في ظلّ شحّ السيولة في البنوك.

الشعوب

توضحية (أ ب)

ربّما تكون الأضاحي وغلاء أسعارها أكثر ما يشغل بال وأحاديث الليبييّن والليبيّات مؤخّرًا، مع اقتراب عيد الأضحى وارتفاع أسعار الأضاحي بشكل وُصِفَ بـ"الجنوني"، في ظلّ شحّ السيولة في البنوك.

ففي المناطق الجنوبية بشكل خاص، وفي مدينة أوباري على صعيد المثال، نجد أنّ سعر الخروف المحليّ يبلغ نحو 1500 دينار ليبي، أي ما يوازي 1077 دولارًا أميركيًّا في حال كان الدفع نقدًا، فيما تبلغ الأضحية بالدّفع بالصّكوك المصدّقة (شيكّات) مبلغ 1800 دينارًا حتّى 2000 دينارٍ ليبي، أي ما يعادل ما بين 1292 حتّى 1436 دولارًا أميركيًّا.

وكان العديد من التجار قد اعتمدوا في الأعوام الماضية بيع الأضاحي بالصّكوك المصدّقة سبيلًا لمواجهة أزمة السيولة النقدية التي تعاني منها ليبيا، التي وصلت حدّ مبيت البعض أمام المصارف ليكونوا أول من يدخلون إلى البنوك عساهم يحصلون على مبلغ مالي قليل يسدّ حاجاتهم اليومية.

داخل السوق المعروف باسم "المشروع" لبيع الأضاحي في أوباري، يجلجل صوت خداش الفقي صائحًا بلغة الطوارق: "يقدانغ أوغ هرت" وتعني "أحرقتنا هذه الأسعار". لم يشترِ الفقي أضحية، "فالأسعار خيالية جدًّا هذا الموسم، ولكن في النهاية ننتظر ما سيكتبه الله لنا، اشترينا أم لم نشترِ"، كما قال لوكالة "الأناضول".

ويوضح الفقي أن الأسعار هذه السنة أغلى كثيرًا من السنة الماضية، مؤكّدًا أن غلاء الأسعار يثقل كاهل الليبيّين، خاصة مع استمرار قلة السيولة النقدية، مشيرًا إلى أنه في النهاية سيبحث عن طريقة مناسبة لشراء الأضحية.

ووصل متوسط سعر الأضاحي في الأسواق الليبية العام الماضي للخروف المحلي إلى 1300 دينار (933 دولارًا)، أما سعر الأغنام المستوردة فتراوح ما بين 700 إلى 850 دينارًا (502- 574 دولارًا). 

ولم يقتصر الغلاء على الأضاحي الليبية، ففي تونس كذلك فإنّ سعر الخروف من نوع "البركوس" وهو الذي يتجاوز وزنه 40 كيلوغرامًا، يبلغ 11 دينارًا تونسيًّا للكيلوغرام (نحو 4 دولارات)، فيما يبلغ 11 دينارًا ونص للـ"علّوش"، وهو الخروف الذي يزن أقل من 40 كيلوغرامًا، بحسب اتّحاد الفلاحة.

ويقول أحد مشتري الأضاحي في سوق الخرفان بمدينة "الجديدة" غربي تونس، نور الدين العياري، لوكالة "الأناضول": إنّ "المواطن والفلاح يتكبدان نتائج الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد" معتبرًا أنّ غلاء الأسعار ليس إلّا "سلسة مترابطة تمر من الفلاح، الذي يواجه غلاء تربية المواشي، والمواطن الذي تصله الأضاحي إلى الأسواق بأسعار يجدها باهظة".

فيما قال الفلاح عبد الستار العيفاوي، إنّ "تكلفة تربية الأضاحي مرتفعة، وغالبًا، فالزبون لا يَتفهم ذك، ويرغب في اقتنائها بسعر زهيد، غير مدركٍ للمراحل التي يمرّ بها الخروف حتى الوصول إليه.

أمّا في مصر، فيتحدّث أحد تجّار المواشي للـ"أناضول"، ويدعى رامي إبراهيم، عن أسعار العجول المتراوحة بين 20 ألفًا حتّى 45 ألف جنيه مصري، أي ما بين 1100 و2500 دولارًا، مؤكّدًا أن العجول تلاقي إقبالًا أكبر عليها من المشترين المصريين، مقارنةً بإقبالهم على شراء الخراف والماعز نظرًا لارتفاع أسعارها وزيادة نسبة الدهون فيها مقارنة بالعجول. 

ويقول محمد محمود، إنّ "لا مذاق للعيد دون ذبح أضحية، لكنّ أسعار الخراف المرتفعة -رغم نحول أجسامها التي لن تدرّ لحمًا-  خيّبت آماله في شراء أضحية هذا العام". مضيفًا: "قررت التخلي عن فكرة شراء الأضحية هذا العام، مقابل شراء اللحم من الجزار لأسرتي، وتوفير الميزانية لشراء ملابس ومستلزمات المدارس لأبنائي"، وفق ما نقلته وكالة "الأناضول".

فيما يشهد سوق الأضاحي في الأردن ركودًا غير مسبوق، فيقول تاجر المواشي الأردني، محمود الحلبي، إنّ "الطلب على تسمية وحجز الأضاحي ما يزال حتى الآن -على الرغم من اقتراب العيد- أقل بنحو 50% عن مستوياته في مثل هذا الوقت من كل عام". مشيرًا إلى أنّ سعر الكيلوغرام من اللحوم البلدية يتراوح بين 3.75 و4.25 دينارًا أردنيًّا (أي ما بين 5.28 و5.99 دولار أميركيّ).

التعليقات