عمال التعدين الكنديين يتهمون ترودو بـ"التضحية" بهم

"على ما يبدو، فقد تمّت التضحية بعمّال قطاعي الصلب والألومنيوم عبر التنازلات التي قدّمتها الحكومة الفدرالية للتوصّل إلى هذا الاتفاق"

عمال التعدين الكنديين يتهمون ترودو بـ

(أ ب)

أدى خضوع كندا للشروط الأميركية في اتفاقية التجارة لأميركا الشمالية "نافتا"، أمس الإثنين، وتوقيع اتفاق "أولي" مع الولايات المتحدة، إلى استياء كبير في أوساط عمّال قطاع التعدين الذي كان أحد النقاط الخلافية بالاتفاقية.

وأعلنت نقابة عمال التعدين الكنديين في بيان، اليوم الثلاثاء، أن رئيس الوزراء، جاستن ترودو، "باع" عمال القطاع بتوقيعه على الاتفاقية مع الولايات المتحدة والمكسيك، دون أن يُحصل إلغاء الضرائب العقابية الأميركية التي فرضتها إدارة الرئيس، دونالد ترامب، على وارداتها من الصلب والألومنيوم.

ومنذ فرضت واشنطن في الربيع رسوما جمركية على واردات البلاد من الصلب والألومنيوم لم تفوّت أوتاوا فرصة للتنديد بهذه الضرائب العقابية لا سيّما وأن كندا هي أوّل مصدّر للصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة.

وقالت النقابة إن "غالبية المراقبين كانوا ينتظرون إلغاء العقوبات في خضمّ التوصّل لاتفاقية جديدة للتجارة الحرّة".

ونقل البيان عن مدير النقابة كين ميومان، قوله إنّه "على ما يبدو، فقد تمّت التضحية بعمّال قطاعي الصلب والألومنيوم عبر التنازلات التي قدّمتها الحكومة الفدرالية للتوصّل إلى هذا الاتفاق".

وأضاف أن المفاوضين الكنديين الذين أبرموا هذه الاتفاقية مع واشنطن "باعوا العمال الكنديين في قطاعي الألومنيوم والفولاذ".

وتوصلت الولايات المتحدة وكندا، أمس الإثنين، في اللحظات الأخيرة إلى اتفاقية جديدة تحل محل اتفاقية نافتا التي تضمّ إلى هاتين الدولتين المكسيك. ولا تزال الاتفاقية الجديدة بحاجة إلى موافقه برلمانات الدول الثلاث الموقّعة عليها كي تدخل حيّز التنفيذ.

ووافقت كندا في الاتفاق الجديد على فتح أسواقها بشكل أكبر أمام منتجات الحليب الأميركية في حين وافقت واشنطن على تلبية مطلب الكنديين بالإبقاء على آلية التحكيم في النزاعات.

ولكن رئيس الوزراء الكندي أعلن الإثنين أنّ بلاده لم تكن تتوقّع أن تحصل من واشنطن، خلال عملية التفاوض على الاتفاقية الجديدة، على إلغاء الرسوم الجمركية الإضافية، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ حكومته تعبتر هذا الموضوع "أولوية".

وقال ترودو خلال مؤتمر صحافي إن "إلغاء هذه الضرائب على الصلب والألومنيوم يظلّ أولوية بالنسبة إلينا، كما هو كذلك بالنسبة إلى المكسيكيين، وهذا أمر قال الأميركيون بشأنه إنّهم مستعدون للعمل عليه وبالتالي نحن سنواصل مناقشة هذه المسألة".

وفي آذار/ مارس أعلن ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على واردات البلاد من الصلب و10 في المائة على وارداتها من الألمنيوم، مبرّرا هذه الضرائب بحماية "الأمن القومي" الأميركي.

 

التعليقات