ماكرون يدعو لتعاون أوروبي صيني لبناء "نظام عالمي جديد"

تتصاعد في الآونة الأخيرة حدّة الخلاف التجاري بين الصين وبقية الأقطاب الاقتصادية في العالم بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، إلى أن رئيس فرنسا العضو في الاتحاد، إيمانويل ماكرون، صرح أنه ينسق إلى إقامة "نظام عالمي جديد" بمساعدة الصين

ماكرون يدعو لتعاون أوروبي صيني لبناء

(أ ب)

تتصاعد في الآونة الأخيرة حدّة الخلاف التجاري بين الصين وبقية الأقطاب الاقتصادية في العالم بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، إلى أن رئيس فرنسا العضو في الاتحاد، إيمانويل ماكرون، صرح أنه ينسق إلى إقامة "نظام عالمي جديد" بمساعدة الصين.

وجاء تصريح ماكرون في أعقاب زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى باريس، اليوم الإثنين، في إطار جولته في أوروبا، حيث يأمل الأول إقناعه بهذه الخطة خصوصا أنه تعرض لهجمة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في الأشهر القليلة الماضية.

وتبدو مهمة ماكرون دقيقة بالنظر إلى الطموحات الدبلوماسية والتجارية لبكين والانقسامات القائمة في أوروبا حولها.

ويقوم العملاق الصيني بتغيير وجه العالم على جميع الأصعدة، من الحوكمة العالمية إلى القواعد التجارية مرورا باحترام البيئة وعمليات الاستثمار، من خلال توظيفه استثمارات كثيفة في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في سياق مشروعه "طرق الحرير الجديدة". ويود ماكرون تأطير هذا التغيير والتوصل إلى موقف أوروبي مشترك لمواجهته.

وفي مقابلة مع صحيفة "نيس-ماتن" اعتبر ماكرون أن "العلاقة بين بلدينا هي إحدى عناصر إعادة تشكيل (نظام) جديد متعدد الطرف".

وتمثل زيارة شي مناسبة لتوقيع عقود تجارية أو اتفاقات تعاون أخرى. ومن المقرر أن يعقد الرئيسان مؤتمر صحافيا عصر اليوم قبل مأدبة عشاء رسمية وذلك بعد عشاء خاص في نيس مساء الأحد الذي كان بحسب ماكرون "فرصة" لإجراء "مباحثات أولى غير رسمية".

لكن الشق الأهم من زيارة الدولة هذه يبدأ صباح يوم غد الثلاثاء حين تنضم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، إلى الرئيسين في قصر الإليزيه. ويرغب ماكرون في "صحوة أوروبية" بمواجهة بكين.

ويطمح الرئيس الفرنسي في أن يتيح هذا اللقاء الآول العمل على "تحديد مشترك (لملامح) نظام عالمي جديد"، بحسب ما صرح لصحيفة "نيس-ماتن".

لكن الاتحاد الأوروبي المترامي الأطراف والسوق الجذابة، لا يملك موقفا واضحا تجاه الصين بل أن بعض دوله بدأ يتجاوب مع الإغراءات الصينية.

ومنذ سنوات كانت الصين تعمل مع دول وسط أوروبا في إطار مجموعة 16 زائد واحد. كما استثمرت في العديد من المنشآت الاستراتيجية في أوروبا على غرار ميناء بيرايوس اليوناني أو أكبر شركات تزويد الكهرباء في البرتغال.

وتواصل الصين بسط نفوذها الاقتصادي وتمكنت من ضم إيطاليا، إحدى الدول المؤسسة للاتحاد الأوروبي، إلى "طرق الحرير الجديدة"، خطتها الضخمة لإقامة بنى تحتية بحرية وبرية تربط بين آسيا وأوروبا وإفريقيا.

ووقعت إيطاليا الجمعة اتفاقات تتضمن استثمارات صينية في مرفأي جنوى وترييستي، في انفتاح على الصين أثار قلق بعض القادة الأوروبيين الذين انتقدوا الحكومة الإيطالية.

وعبر المفوض الأوروبي غونتر أوتينغر، عن قلقه إزاء "بنى تحتية استراتيجية هامة مثل شبكات الكهرباء أو خطوط القطارات فائقة السرعة أو المرافئ، لم تعد بأيد أوروبية بل صينية".

وأضاف "أوروبا بحاجة ماسة إلى استراتيجية حيال الصين".

وكان ماكرون دعا الخميس الماضي، إلى "استفاقة والى الدفاع عن سيادة أوروبية" بوجه بكين التي وصفتها المفوضية الأوروبية بأنها "غريم على جميع الأصعدة".

التعليقات