التوترات الجيوسياسية سبب التقلبات في سعر الذهب

أظهرت التقلبات الأخيرة في سعر أوقية الذهب تأثره الكبير بالمتغيرات السياسية والاقتصادية العالمية، فبعدما ارتفع فقو 1430 دولار للأوقية في الأيام العشرة الأخيرة من حزيران/ يونيو الماضي، هبط في مطلع تموز/ يوليو الجاري

التوترات الجيوسياسية سبب التقلبات في سعر الذهب

(pixabay)

أظهرت التقلبات الأخيرة في سعر أوقية الذهب تأثره الكبير بالمتغيرات السياسية والاقتصادية العالمية، فبعدما ارتفع فقو 1430 دولار للأوقية في الأيام العشرة الأخيرة من حزيران/ يونيو الماضي، هبط في مطلع تموز/ يوليو الجاري.

وساهمت عدة عوامل ما بين اقتصادية وسياسية إلى صعود سعر أوقية الذهب الشهر الماضي، من 1396 دولار في 20 حزيران/ يونيو، إلى 1433 دولار منتصف الأسبوع الماضي، مقابل 1271 دولار بنهاية كانون الأول/ ديسمبر  2018.

وتتضمن الأسباب التي دفعت الذهب للصعود إلى أعلى مستوى خلال 6 سنوات، التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتلميح الفيدرالي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة على الدولار.

لكن سرعات ما عاودت عقود الذهب الآجلة للتراجع في بداية تعاملات تموز/ يلويو الجاري، ليتراجع سعر الأوقية دون 1400 دولار في تعاملات الإثنين، بعد تطمينات من الفيدرالي الأميركي، وانحسار التوترات التجارية.

وقال رئيس الشعبة العامة للمصوغات الذهبية في الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية (غير حكومي)، وصفي أمين، إن المعدن الأصفر قد يستأنف صعوده.

وقال أمين إن عودة الصعود،  قد تحدث في حال عودة التوترات السياسية في منطقة الخليج، وعودة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتزايد التصريحات بشأن قرب خفض الفائدة الأمريكية.

وفي 19 حزيران/ يونيو الجاري، أشار الفيدرالي الأميركي إلى احتمالية خفض أسعار الفائدة بواقع نصف نقطة مئوية خلال 2019، وسط تخوفات من حالة الشك وعدم اليقين إزاء الاقتصاد العالمي.

وأبقى الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة على الأموال الاتحادية، مستقرة دون تغيير، ضمن نطاق 2025 - 2.5 بالمئة.

وأوضح أمين أن بقاء العوامل السياسية والاقتصادية، المسببة للصعود الكبير لأسعار الذهب مؤخرا، قد يدفع المعدن الأصفر إلى الصعود، "ربما إلى نقطة مقاومة جديدة عند 1450 دولار في المستقبل المتوسط".

وهدأت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعد تعليق الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، فرض رسوم جديدة ووقف الرسوم الحالية في الوقت الحاضر، وهدوء التوترات الجيوسياسية في المنطقة.

وفي 20 حزيران/ يونيو الماضي، تفاقم التوتر بمنطقة الخليج عقب إسقاط طهران طائرة أميركية مسيرة، قالت إنها اخترقت الأجواء الإيرانية، فيما زعم الجيش الأميركي أن الطائرة كانت تحلق في المجال الجوي الدولي.

وقال أستاذ الاقتصاد بالجامعة اللبنانية جاسم عجاقة، إن "الذهب أصبح الملاذ الأمن" حاليا للمستثمرين، في ظل تزايد وتيرة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، وتراجع الدولار أمام العملات الرئيسة في العالم، وتراجع أسواق الولايات المتحدة وأوروبا.

وبشأن مستقبل أسعار الذهب، أوضح عجاقة أن الأمر، يرتبط بتطورات الأحداث في العالم، ففي حال تراجعت التوترات في منطقة الخليج، ستتراجع أسعار أوقية الذهب.

وتابع عجاقة: "تزايد وتيرة التوترات، سيدفع أسعار المعدن النفيس إلى الارتفاع إلى ما بين 1450 و1500 دولار للأوقية، في القريب".

وأكد أن مؤشر الذهب يدل بالدرجة الأولى على درجة المخاوف، إزاء معدلات نمو الاقتصاد الأميركي والأوروبي وتطورات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وارتفع الطلب العالمي على الذهب 7 بالمئة على أساس سنوي إلى نحو 1053 طنا في الربع الأول 2019، بفضل النمو المستمر في الشراء من جانب البنوك المركزية، وصناديق الاستثمار المدعومة بالذهب، وفق بيانات المجلس العالمي للذهب.

وحسب المجلس، اشترت البنوك المركزية 145.5 طنا من الذهب في الربع الأول من 2019، بزيادة 68 بالمئة على أساس سنوي، وتمثل أقوى بداية لعام منذ 2013.

وفي 2018، وصل الطلب العالمي على الذهب إلى نحو 4345 طنا بزيادة 4 بالمئة على أساس سنوي، تمشيا مع متوسط الطلب على مدى خمس سنوات البالغ 4347 طنا، وفقا لمجلس الذهب العالمي.

وأضافت البنوك المركزية عالميا 651.5 طنا إلى احتياطي الذهب الرسمي لديها في 2018، بزيادة 74 بالمئة على أساس سنوي، ثاني أعلى إجمالي سنوي على الإطلاق.

 

التعليقات