كيف تؤثّر الحرب التّجارية الأميركية - الصّينيّة على أسعار النّفط؟

انخفضت أسعار النّفط الخام مجدّدًا أمس، الثلاثاء، بتأثير التّوتّرات التّجاريّة بن الصّين والولايات المتّحدة، لتصل إلى ما دون 60 دولار لبرمل "برنت"، وفي تعاملات صباح الأربعاء، بلغ سعر العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم تشرين الأول/ نوفمبر، 58.4 دولارا للبرميل.

كيف تؤثّر الحرب التّجارية الأميركية - الصّينيّة على أسعار النّفط؟

(أرشيفية- أ ب)

انخفضت أسعار النّفط الخام مجدّدًا أمس، الثلاثاء، بتأثير التّوتّرات التّجاريّة بن الصّين والولايات المتّحدة، لتصل إلى ما دون 60 دولار لبرمل "برنت"، وفي تعاملات صباح الأربعاء، بلغ سعر العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم تشرين الأول/ نوفمبر، 58.4 دولارا للبرميل.

فقد دخلت حيّز التّنفيذ يوم الأحد الماضي حزمة جديدة من الرسوم الجمركية الأميركية بنسبة 15 بالمئة على واردات صينية بقيمة 115 مليار دولار، فيما ستدخل حزمة ثانية من الرسوم بنفس النسبة على واردات بقيمة 160 مليار، في شهر كانون الأول/ ديسمبر المقبل.

كذلك فقد دخل الأحد الماضي قرار صيني حيز التنفيذ، لفرض رسوم وجمارك بنسبة 5 و10 بالمئة إضافية، على سلع أميركية المنشأ بقيمة 75 مليار دولار؛ ومن ضمن الرسوم، نسبة 5 بالمئة على واردات الخام الأميركي القادم إلى الصين، الأمر الذي سيدفع نحو تراجع حدة منافسته للخام القادم من أسواق أخرى.

وتتراجع أسعار النفط الخام حول العالم، مع عودة التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، بينما تستعيد جزءا من الاستقرار والصعود، مع ظهور محفزات تبشّر بقرب اتفاق بين البلدين.

وتعد الولايات المتحدة حاليا، أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم بمتوسط يومي 17.5 مليون برميل، تتبعها الصين ثانيا بمتوسط يومي 12.5 مليون برميل؛ فيما تعد الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، بمتوسط يومي يبلغ بين 9.5 - 10 ملايين برميل يوميا، بينما الولايات المتحدة ثاني أكبر مستورد بمتوسط 9 ملايين برميل يوميا.

ومن شأن حدوث أي توتر تجاري كما هو قائم حاليا، إثارة مخاوف المصانع ومراكز الإنتاج في كلا البلدين، بسبب احتمالية ضعف تنافسية السلع مع نظيرتها الأجنبية، هذا التخوف، يقود إلى اتّباع خيار تقليص الإنتاج وبالتالي ضعف الطلب على النفط الخام من جانب مصانع أول وثاني أكبر مستهلكين ومستوردين للنفط الخام.

كذلك، يشكّل الناتج المحلي الإجمالي لكل من الولايات المتحدة (21 تريليون دولار)، والصين (14 تريليون دولار)، قرابة 33 بالمئة من الاقتصاد العالمي. ويعني ذلك، أن ظهور مخاوف اقتصادية في كلا البلدين، من شأنه التأثير على الاقتصاد العالمي ككل، وإبطاء مؤشرات الاقتصاد العالمي، ورفع احتمالية تراجع الطلب على الخام.

بحسب بيانات منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، فإن حجم الطلب العالمي على النفط الخام يوميًّا، يبلغ 99.7 مليون برميل، تستحوذ الولايات المتحدة والصين معا، على متوسط 30 مليون برميل يوميا؛ وفي حال استمرار التوترات التجارية القائمة، فإن أسواقا عالمية رئيسة كمنطقة اليورو، واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة والهند، ستتضرر، كونها دول مصدرة للمواد الخام لأسواق أبرزها الصين.

ووفق مسح أجرته وكالة أنباء "الأناضول"، تراجعت أسعار خام "برنت" بنسبة 23 بالمئة من أعلى سعر مسجل في 2019، البالغ 76 دولارا للبرميل والمسجل بتاريخ 23 نيسان/ أبريل الماضي، إلى متوسط 58 دولارا حاليا.

ومع تصاعد الحرب التجارية، لم يعد لاتفاق خفض الإنتاج حاليا، تأثير جو،هري في الإبقاء على الأسعار عند مستويات معقولة للمنتجين والمستهلكين معا، إذ كان تحالف "أوبك +" المؤلف من أعضاء المنظمة ومنتجين مستقلين، قد بدأ تنفيذ اتفاق لخفض الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يوميا، بدأ مطلع 2019 حتى آذار/ مارس 2020.

التعليقات