ضربة لبن سلمان: تراجع ضخم في القيمة السوقية لـ"أرامكو"

بعد الهجمات النوعية على منشأتي "أرامكو" واستمرار التورط العسكري في اليمن، الضربة الكبرى المقبلة هي في القيمة السوقيّة للشركة، المتوقّع الكشف عنها قريبا

ضربة لبن سلمان: تراجع ضخم في القيمة السوقية لـ

بن سلمان (أ ب)

لا زال عملاق النفط السعودي "أرامكو" يواجه أزماته المتعدّدة، بدءًا من الهجمات النوعيّة التي تعرّض لها في أيلول/ سبتمبر الماضي، إلى تراجع قيمته السوقيّة بنصف تريليون دولار، وعدم الوضوح تجاه موعد طرح أسهم الشركة الضخمة للاكتتاب.

وتعرضت منشأتان لـ"أرامكو" لهجوم في الرابع عشر من أيلول/ سبتمبر الماضي، تبنّاه الحوثيّون، لكنّ مسؤولين أميركيين قالوا إن إيران نفّذته باستخدام صواريخ كروز وطائرات مسيّرة.

وأدّت هذه الهجمات إلى تعطّل نصف إنتاج السعودية من النفط يوميًا، ما يقدّر بخمسة ملايين برميل.

إلا أنّ وزير الطاقة السعودي، عبد العزيز بن سلمان، قال اليوم، الإثنين، إن إنتاج السعودية من النفط ارتفع إلى 6.9 مليون برميل يوميًا، ومن المتوقّع أن يرتفع هذا الإنتاج إلى 12 مليون برميل يوميًا.

ضربة اقتصادية كبيرة

غير أنّ تراجع إنتاج النفط من جرّاء هجمات "أرامكو"، والذي هوّنت منه السلطات في البداية عبر توقع حلّه خلال 48 ساعة، يبقى مشكلة آنيّة، مقارنة بالتراجع الكبير في القيمة السوقيّة للشركة، بحسب تقديرات شركات مختصّة.

ويصل هذا التراجع في قيمة الشركة إلى نصف تريليون دولار، من المبلغ الذي يطمح إليه وليّ العهد السعوديّ، محمد بن سلمان، وهي 2 تريليون دولار.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركيّة، الأسبوع الماضي، عن تقييم لمجموعة من المصارف الاستثماريّة الضخمة مبلغ 2 تريليون دولار، الذي يطمح إليه محمد بن سلمان يواجه "بعض المقاومة من قبل المديرين التنفيذيين للشركة"، ولا تقتصر هذه التقديرات على البنوك، إنما توافق عليه مؤسسات استثماريّة وبنوك أخرى مكلّفة بجذب اهتمام المستثمرين بعرض الاكتتاب الأولي للشركة النفطية الأكبر في العالم.

مقر "أرامكو" (أ ب)
مقر "أرامكو" (أ ب)

ويعد الفارق بين طموحات بن سلمان وتقديرات الشركات الاستثماريّة، الذي يصل إلى ربع قيمة الشركة ككلّ، وانعكاس ذلك على قيمة الطرح الأولّي الذي سيهبط إلى 75 مليار دولار بدلا من الـ100 مليار التي طمح إليها، ضربة قويّة لخطط ولي العهد، الذي يبني على هذا المبلغ لتخفيف الأزمة الاقتصاديّة التي تمرّ بها السعوديّة.

ومن بين العوامل التي تساهم في الأزمة الاقتصاديّة السعوديّة، التراجع الكبير في عائدات النفط (من جراء هجمات "أرامكو"، ومن جراء تراجع قيمته دوليًا)، وتكلفة الحرب الباهظة في اليمن المستمرّة منذ العام 2015.

وتعتبر هذه الأرقام عن قيمة "أرامكو"، وبالتالي عن قيمة الطرح الأوّلي "متفائلة"، إذا ما قورنت بتقديرات مؤسسة "وود ماكينزي المحدودة"، وهي 400 مليار دولار فقط، بحسب "وول ستريت جورنال".

الطرح الأولي "قريبا جدا جدا"

وبخلاف توقعات الصحف الاقتصادية حول العالم، أعلن رئيس مجلس إدارة عملاق النفط السعودي "أرامكو"، اليوم، الإثنين، أن طرح الشركة للاكتتاب العام أصبح "قريبا جدا جدا".

وقال رئيس مجلس إدارة الشركة، ياسر بن عثمان الرميَّان، خلال مشاركته في المنتدى السعودي الروسي المنعقد في الرياض، إنّ "الإعلان عن نية الإطلاق قريب جدا جدا".

وأكد الرميَّان، الذي يشغل أيضا منصب محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، أن الطرح "سيكون أقرب مما تتخيلون"، واصفا عملاق النفط السعودي بأنها "أفضل شركة موجودة في العالم".

وكانت وكالة "بلومبيرغ" الأميركيّة، أوردت أنه من المتوقع أن يمنح مجلس إدارة الشركة السعودية موافقته النهائية على المضي قدما في الخطة هذا الأسبوع.

وذكرت الوكالة أن أرامكو "تقوم بتسريع التحضير" للاكتتاب العام، مشيرة إلى أنها تسعى لإدراج أسهمها في البورصة السعودية بحلول "تشرين الثاني/نوفمبر المقبل".

وأضافت "بلومبيرغ" نقلا عن مصادر أنه قد يتم بيع "نحو 2% من أرامكو، ما قد يجمع 40 مليار دولار".

وتعمل السعوديّة، أكبر مصدر للنفط في العالم، على رفع أسعار الخام المتقلبة قبل طرح 5 بالمئة من أسهم أرامكو للاكتتاب العام الأولي، في عملية يتوقع أن تكون أكبر طرح للأسهم في العالم.

طرح "أرامكو" اختبار أولّي لخطة بن سلمان

ويعتبر كثيرون أن الفشل في الوصول إلى 2 تريليون دولار في تقدير قيمة "أرامكو"، كان السبب الرئيسي في تأجيل عملية طرح الأسهم التي كانت مقررة في 2018.

ويشكل طرح أسهم الشركة للاكتتاب العام حجر أساس برنامج الإصلاحات الذي وضعه ولي العهد، محمد بن سلمان، لتنويع اقتصاد البلاد والتخفيف من اعتماده على النفط.

خسائر هجمات "أرامكو": 2 مليار دولار

والأسبوع الماضي، قدّر موقع "ميدل إيست آي" خسائر السعوديّة من هجمات "أرامكو" بملياري دولار، وامتدّت هذه الخسائر لتطال التصنيف الائتماني للشرطة من A+ إلى A، وفق وكالة "فيتش".

ورغم التراجع في التصنيف الائتماني، إلا أن النظرة المستقبليّة، وفقًا لـ"فيتش"، "مستقرّة".

 

التعليقات