روسيا وأميركا صراع على صادرات الغاز والجزائر تدفع الثمن

في ظل منافسة شديدة على تصدير الغاز، اشتدت بين روسيا وأميركا مؤخرًا، ستضطر الشركة العموميّة الجزائريّة (سوناطراك)، إلى خفض أحجام تصدير الغاز الطبيعي المسال نحو الخارج.

روسيا وأميركا صراع على صادرات الغاز والجزائر تدفع الثمن

توضيحية (Pixabay)

في ظل منافسة شديدة على تصدير الغاز، اشتدت بين روسيا وأميركا مؤخرًا، ستضطر الشركة العموميّة الجزائريّة (سوناطراك)، إلى خفض أحجام تصدير الغاز الطبيعي المسال نحو الخارج.

ذكر الكاتب أنطوان غاليندو، في تقرير نشرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية، أنه من المتوقع أن تنخفض مبيعات الغاز الجزائرية الموجهة إلى أوروبا بنسبة 25% خلال هذا العام، وذلك وفقًا لما نقلته وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، عن نائب رئيس نشاطات التسويق في سوناطراك، أحمد الهاشمي مزيغي، الذي صرّح بأن عملاء سوناطراك الأوروبيين قللوا بشكل كبير من الطلب على الغاز التقليدي.

وأورد الكاتب، أن الجزائر توفر حوالي 11% من الاحتياجات الأوروبية من الغاز، وهي ثالث أكبر مصدر للغاز نحو القارة العجوز بعد روسيا والنرويج، ولفت الكاتب إلى أن منافسة روسيا التي تُعدّ أسعار الغاز فيها أكثر جاذبية، قد تفسر جزئيًا انخفاض المبيعات الجزائرية.

وتوفر موسكو حاليًا حوالي 30% من الغاز لأوروبا، ومن المنتظر أن يساهم السماح باستكمال خط أنابيب "نورد ستريم 2" في تعزيز قدرة روسيا على التصدير، وهذا من شأنه أن يزيد من تعقيد عملية تصدير الغاز الجزائري.

وشكل تدفق الغاز الصخري الأميركي في السوق ضربة قوية للقدرة التنافسية لعقود تصدير الغاز الجزائرية التي تعتمد بشكل أساسي على أسعار النفط، ومع ذلك لم تختر الجزائر استغلال المواد الهيدروكربونية غير التقليدية، مما أثار احتجاجًا قويًا جنوبي البلاد عام 2015.

وذكر الهاشمي مزيغي، أنه في سنة 2019، انعكس الاتجاه تمامًا بسبب الشتاء الدافئ في أوروبا، ويتوقع أن تكون سنة 2020 صعبة أيضا، فإذا كان الشتاء دافئًا مثل السنة الماضية، فسيتعين على الجزائر التوجه إلى السوق الفورية.

وبيّن الكاتب، أنه لموازنة الانخفاض في المبيعات، أنتجت سوناطراك المزيد من الغاز الطبيعي المسال، وهو الغاز الذي باعته الشركة الجزائرية نقدًا عن طريق التسليم والدفع الفوري.

وبحسب الهاشمي مزيغي، فهذه المرة هي الأولى التي يتم فيها تنفيذ 30% من مبيعات الغاز الطبيعي المسال نقدًا، ومن المتوقع أن تصل مبيعات الغاز المسال إلى حدود خمسة مليارات متر مكعب هذا العام، وهو رقم قياسي تاريخي، وأفاد الكاتب بأن هذه المبيعات جاءت في فترة معقدة بالنسبة لسوناطراك، ففي 14 تشرين الثاني/ نوفمبر، أقيل رئيس مجلس إدارة الشركة رشيد حشيشي، بعد سبعة أشهر فقط من ترأسه المؤسسة خلفًا لعبد المؤمن ولد قدور.

وأبرز الكاتب، أن من المهم الإشارة إلى أن الجزائر تعتمد اعتمادًا كبيرًا على شركة سوناطراك، التي تستمد منها حوالي 60% من ميزانيتها، و95% من إيراداتها من صادرات الهيدروكربونات.

 

التعليقات