قيمة الليرة السورية تسجل انخفاضا حادا

سجلت قيمة الليرة السورية، اليوم الثلاثاء، انخفاضًا حادًا لتبلغ ألف ليرة مقابل الدولار، في السوق السوداء، تزامنًا مع ارتفاع في الأسعار.

قيمة الليرة السورية تسجل انخفاضا حادا

المسجد الأموي في دمشق (pixabay)

سجلت قيمة الليرة السورية، اليوم الثلاثاء، انخفاضًا حادًا لتبلغ ألف ليرة مقابل الدولار، في السوق السوداء، تزامنًا مع ارتفاع في أسعار المنتجات الغذائية.

وفقدت الليرة السورية قيمتها تدريجيًا، بدءًا من الأشهر الماضية، في السوق السوداء، وذلك تزامنًا مع أزمة سيولة كبيرة في لبنان المجاور، والذي شكل خلال السنوات الماضية ممرًا لدخول العملة الأجنبية إلى سورية الخاضعة لعقوبات اقتصادية مشددة.

وقال أحد الصرافين اليوم في دمشق لوكالة "فرانس برس"، إنه وللمرة الأولى سيبيع الدولار في السوق السوداء مقابل ألف ليرة سورية.

وحددّ موقع إلكتروني متخصص بسعر الصرف في السوق السوداء، صباح اليوم الثلاثاء، سعر بيع الدولار بـ975 ليرة، أي أكثر من ضعف سعر الصرف الرسمي الذي لا يزال ثابتًا على 434 ليرة سورية، وفق موقع المصرف المركزي.

وتجدر الإشارة إلى أن قبل اندلاع الأزمة في سورية في آذار/ مارس العام 2011، كان الدولار يساوي 48 ليرة سورية.

وشكل انخفاض قيمة العملة السورية دليلاً ملموسًا على الاقتصاد المنهك في ظل تقلص المداخيل والإيرادات، وانخفاض احتياطي القطع الأجنبي. وتخضع سورية أيضاً لعقوبات اقتصادية أميركية وأوروبية تسببت بالمزيد من الخسائر الاقتصادية.

وفي البلدة القديمة في دمشق، يقول أحد التجار إن "الأسعار تضاعفت مرتين خلال الشهرين الماضيين... من المواد الغذائية والتموينية إلى المواصلات، الجميع يُعيد تسعير بضاعته وفق سعر صرف الدولار الجديد".

ويقول رئيس تحرير النشرة الاقتصادية الإلكترونية، جهاد يازجي، لوكالة "فرانس برس"، إن أسباب انخفاض قيمة الليرة السورية متعددة، وأحدها مرتبط بالأزمة في لبنان.

ويوضح أن "سورية تقليديًا تشتري جزءًا مهمًا من الدولار من السوق اللبنانية وقد زاد استخدامها أكثر مع بدء الاحتجاجات في العام 2011 والعقوبات"، وذلك أدى إلى تأثر الليرة السورية جراء صعوبة شراء الدولار من لبنان.

ومع تشديد العقوبات الاقتصادية على سورية، لجأ الكثير من رجال الأعمال السوريين إلى لبنان لفتح أعمال جديدة لهم، ووضعوا الأموال في مصارفه واستخدموه طريقًا لمرور الواردات إلى سورية.

إلا أن لبنان يشهد منذ أشهر أزمة سيولة، مع تحديد المصارف، سقفًا لسحب الدولار وخفضه تدريجيًا، ما تسبب بارتفاع سعر صرف الليرة اللبنانية الذي كان مثبتًا على 1507 ليرات مقابل الدولار منذ سنوات، إلى أكثر من ألفين في السوق الموازية.

ويقول المحلل في الشأن السوري، سامويل راماني، إن الليرة السورية خسرت 30 في المئة من قيمتها منذ بدء الحراك الشعبي في لبنان ضد الطبقة السياسية، مضيفًا أنه "يبدو أن الأزمة الاقتصادية في سورية باتت أسوأ من تلك في لبنان" .

ويشهد لبنان منذ 17 تشرين الأول/ أكتوبر تظاهرات غير مسبوقة بدأت على خلفية مطالب معيشية، والتي بها  يطالب المتظاهرون برحيل الطبقة السياسية الفاسدة والتي يتهمونها بنهب الأموال العامة وبتدهور الوضع الاقتصادي.

ويأتي تراجع قيمة الليرة السورية بعد أزمة وقود حادة شهدتها مناطق سيطرة القوات الحكومية خلال الصيف، وقد فاقمتها العقوبات الأميركية على إيران، بعدما توقف لأشهر عدة خط ائتماني يربطها بإيران لتأمين النفط بشكل رئيسي.

ويكرر مسؤولون سوريون أن بلادهم تواجه حربًا جديدة تتمثل بالحصار الاقتصادي والعقوبات.

التعليقات