ركود سوق السياحة العالمي ينذر بخسائر تريليونية

انخفضت صناعة السياحة والضيافة، مؤخرًا، حول العالم، إلى أدنى مستوياتها التاريخية، تبعا لموجة تفشي فيروس كورونا حول العالم مما دفع فرض القيود العالمية على الرحلات عبر الحدود.

ركود سوق السياحة العالمي ينذر بخسائر تريليونية

إحدى المطارات الخالية في نيويورك (أ ب)

انخفضت صناعة السياحة والضيافة، مؤخرًا، حول العالم، إلى أدنى مستوياتها التاريخية، تبعا لموجة تفشي فيروس كورونا حول العالم مما دفع فرض القيود العالمية على الرحلات عبر الحدود.

وقال رئيس معهد منتدى السياحة العالمي في تركيا، بولوت باغجي، إن خسائر سوق السياحة العالمية قد تبلغ تريليون دولار هذا العام، بسبب الإجراءات المتخذة للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، مضيفًا في تصريح له للأناضول إن" الحجم السنوي الراهن لسوق السياحة العالمية يبلغ 1.7 تريليون دولار".

ولا تتوقف خسائر السياحة عند قيمة تريليون دولار فحسب، وفق باغجي، بل إن خسائر قد تطال العمالة في القطاع، من خلال فقدان 50 مليون وظيفة، ترتبط بالقطاع.

وأوضح باغجي ذلك بنتائج، توصل إليها استنادا إلى أحدث البيانات التي تلقاها من المنظمات الدولية، والبحوث التي أجراها معهد منتدى السياحة العالمي.

وذكر باغجي أن فيروس كورونا المستجد ينتشر بسرعة كبيرة، بسبب حالة العولمة التي يشهدها العالم وحركة السفر المستمرة، بقوله إن "70 بالمئة من قطاع السياحة قد توقف بالفعل...ومع ذلك، تقاعست بعض البلدان عن اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل الحد من انتشار الفيروس، وخاصة بلدان الاتحاد الأوروبي، ما أدى إلى خروج الأمور عن السيطرة، بسبب اتخاذ الإجراءات اللازمة لكن بعد فوات الأوان".

ونوه باغجي، أن قطاع السياحة يعتبر من القطاعات التي تأثرت بشكل مباشر بانتشار فيروس كورونا المستجد، الذي شوهد لأول مرة في الصين وانتشر منها إلى جميع أنحاء القارات وكافة البلدان تقريبا 188 بلدا.

وأضاف باغجي أن "الحجم السنوي لسوق السياحة العالمي يبلغ 1.7 تريليون دولار.. ونحن نجتمع باستمرار مع المستثمرين السياحيين الدوليين والمجموعات الفندقية وشركات الطيران.. وبحسب الأبحاث التي أجريناها، فإن الخسائر الاقتصادية التي مني بها قطاع السياحة العالمي لغاية الآن تبلغ 600 مليار دولار".

وبدورها، كشفت شركات دولية تعمل بنظام الدفع عن طريق بطاقات الائتمان، مثل أ"ميركان إكسبريس" و"فيزا" و"ماستركارد"، أن الأضرار التي سببها فيروس كورونا المستجد على الاقتصاد العالمي، بلغ ما بين 28-29 تريليون دولار.

وباتت شركات الطيران حول العالم، قاب قوسين أو أدنى من أزمات خطيرة، حيث تسعى بعض الشركات إلى القضاء على النقص النقدي، بينما علقت شركات أخرى الاتفاقات التي أعلنت عنها في وقت سابق.

وتوقعت الرابطة الدولية للنقل الجوي "إياتا"، في بيان، أن تصل خسائر شركات الطيران حول العالم إلى تريليونات، كإحدى تبعات تفشي كورونا.

واعتبرت الرابطة، أن بقاء الفيروس دون توسع عن مستواه الحالي جغرافيا، يشير إلى خسائر حتى 63 مليارا، ويصعد الرقم ليبلغ أقصاه 113 مليارا في حال أخذ نطاقا أوسع نحو بلدان إضافية في أوروبا والأمريكيتين، موضحةً أن "تراجع أنشطة شركات الطيران حول العالم سينعكس بصورة سلبية على قطاع الفنادق أيضا، حيث ستنخفض نسب الإشغال الفندقي إلى أدنى المعدلات".

وذكر باغجي أنه تم إغلاق العديد من الصالات الرياضية واللياقة البدنية والمطاعم، وغيرها من مراكز الأنشطة الاجتماعية، بما في ذلك بعض الفنادق، وأن الفنادق التي تواصل العمل تقدم حاليا خدمات الإقامة فقط.

وذكر أن السياحة تؤثر على 60 قطاعا على الأقل، وقال إن "هذه المسألة تجعل الأمر أصعب. أملنا هو العثور على اللقاح في أقرب وقت ممكن والسيطرة على الوباء".

وختم بقوله إن "حتى لو كان الوباء تحت السيطرة، فإن انتعاش السياحة لن يكون أمرًا سهلاً.. إن العاملين في مجال السياحة والمستثمرين في القطاع يجب أن يركزوا على بذل جهود مضاعفة خلال الربع الأخير من 2020".

التعليقات