اقتصاد منهك في إيران ما بين الجائحة والعقوبات الأميركية

تعاني إيران من تدهورٍ اقتصاديّ إثر تفشي الموجة الثانية من فيروس كورونا في البلاد مؤخرًا، وعقوباتٍ أميركية جديدة على مسؤولين وشركات إيرانية إثر برنامجها النووي ودعمها لفنزويلا الأخير. 

اقتصاد منهك في إيران ما بين الجائحة والعقوبات الأميركية

طهران (أ. ب.)

تعاني إيران من تدهورٍ اقتصاديّ إثر تفشي فيروس كورونا في البلاد، ومن جراء عقوبات أميركية جديدة على مسؤولين وشركات إيرانية إثر برنامجها النووي ودعمها الأخير لفنزويلا.

وصرّح المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، اليوم السبت، أن "الوضع الاقتصادي المنهك في البلاد يمكن أن يزداد سوءًا في حال تفشي فيروس كورونا بشكل واسع".

وهوى الريال إلى أدنى مستوى على الإطلاق، الثلاثاء الماضي، قبل أن يتعافى قليلًا وذلك بعد أيام من ازدياد الضغوط الدبلوماسية للوكالة الدولية للطاقة الذرية على طهران والعقوبات الأميركية المتتالية.

وبذلت الجمهورية الإسلامية جهودًا لاحتواء جائحة كوفيد-19 منذ الإعلان عن أولى الإصابات في مدينة قم، في شباط/ فبراير الماضي.

وأغلقت أنشطة تجارية غير أساسية ومدارس وألغت فعاليات عامة في آذار/ مارس الماضي، لكن الحكومة رفعت تدريجيًا القيود اعتبارًا من نيسان/ أبريل سعيًا لإعادة فتح الاقتصاد الذي يرزح تحت عقوبات.

وقال خامنئي إنه "من الصائب القول إنه يجب القيام بشيء لمنع مشاكل اقتصادية ناجمة عن فيروس كورونا". مضيفًا أنه "لكن في حالة الإهمال والانتشار الكبير للمرض، فإن المشاكل الاقتصاد تتفاقم أيضًا". وكان يتحدث خلال لقاء مع مسؤولين في القضاء، بحسب ما أعلن موقعه الرسمي على الإنترنت.

المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي (أ. ب.)

وسجّل الريال الإيراني مزيدًا من التراجع أمام الدولار الأميركي في الأيام الماضية بسبب الإغلاق المؤقت للاقتصاد وغلق الحدود ووقف الصادرات غير النفطية، وفق محللين.

وتفاقمت مشكلات إيران الاقتصادية منذ 2018 عندما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من اتفاقية نووية تاريخية وأعاد فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية مستهدفًا مبيعات نفط حيوية والأنشطة المصرفية. واستمرّت الولايات المتحدّة بفرضِ عقوباتٍ جديدة على إيران، مما يزيد الوضع سوءًا.

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الصحة الإيرانية عن تسجيل ما يزيد عن ألفين حالة إصابة جديدة بالفيروس في الساعات الـ24 الماضية ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 220 ألفًا و180 حالة.

وأضافت المتحدثة، سيما سادات لاري، في تصريحات متلفزة أن "125 من المصابين توفوا في نفس الفترة ما يرفع حصيلة الوفيات إلى 10 آلاف و364".

وأظهرت أرقام رسمية مسارًا تصاعديًا في عدد الحالات الجديدة المؤكدة منذ مطلع أيار/ مايو عندما سجلت إيران أدنى نسبة في الإصابات اليومية في شهرين. ولم تفرض السلطات تدابير عزل على الأشخاص لوقف انتشار الفيروس لكنها دعت لجعل الكمامات والأقنعة الواقية إلزامية.

ومن ناحية أخرى، قال محافظ البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي إنه "سيدافع عن الريال الإيراني المتعثر في وجه المضاربات وبدون ضخ عملة صعبة في السوق وذلك ردًا على تراجع العملة إلى مستويات منخفضة تاريخية هذا الأسبوع".

طهران، عملة إيران (أ. ب.)

وأورد مسؤولون إيرانيون أن الحكومة تخلت إلى حد كبير عن سياسة ضخ كميات كبيرة من العملة الصعبة بهدف دعم الريال منذ عام 2018 عندما خسر الريال زهاء 75% من قيمته عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الدولي وقرارها التالي بإعادة فرض عقوبات على طهران.

وأضاف همتي أن "البنك المركزي سيتعامل بالتأكيد مع التقلبات القائمة على المضاربات وأظهر الاتجاه خلال الأيام الثلاثة الماضية أن الإدارة القوية للسوق ستحول دون حدوث اضطرابات".

التعليقات