حصاد عام 2020... كورونا يعيد للذهب لمعانه

استفاد الذهب خلال عام 2020 من حالة عدم اليقين العالمي بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وما صاحبها من تداعيات كبيرة، والتي انعكست مباشرة على ارتفاع المعدن النفيس لمستويات قياسية، ولا سيما أن الذهب يُعدّ الملاذ الآمن وقت الأزمات.

حصاد عام 2020... كورونا يعيد للذهب لمعانه

توضيحية (Pixabay)

استفاد الذهب خلال عام 2020 من حالة عدم اليقين العالمي بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وما صاحبها من تداعيات كبيرة، والتي انعكست مباشرة على ارتفاع المعدن النفيس لمستويات قياسية، ولا سيما أن الذهب يُعدّ الملاذ الآمن بالنسبة للمستثمرين، وقت الأزمات.

وكان للجائحة تأثيرات واضحة على جميع فئات الأصول خلال ذروة تفشي الجائحة خلال الربعين الثاني والثالث من العام الحالي، ما ألقى بضغوط على الاقتصاد العالمي.

عام غير عادي شهد تعزز الإقبال على الذهب من عدة عوامل مباشرة وغير مباشرة، شملت ضعف الدولار الأميركي والحزم التحفيزية الضخمة التي أقرتها الولايات المتحدة وبلدان أخرى، وكذلك انخفاض أسعار الفائدة.

واختبرت أسعار الذهب مستويات قياسية وسط طلب قوي من صناديق الاستثمار المتداولة بالذهب ومشتريات البنوك المركزية خلال العام، للتحوط ضد المخاطر المحتملة والحالية مع تفشي فيروس كورونا.

وأشارت وكالة "الأناضول" للأنباء، إلى أن أسعار الذهب ارتفعت بأكثر من 330 دولارا للأوقية منذ بداية العام حتى جلسة 18 كانون أول/ ديسمبر الحالي، ما يعادل نسبة 22 بالمئة، وكانت الارتفاعات وصلت لأكثر من 35 بالمئة خلال بعض الجلسات خلال آب/ أغسطس.

وشهد عام 2020 عوامل متضادة بعضها شجع على الاستثمار بالذهب والتحوط ضد الأزمة وعدم المخاطرة، أبرزها تفشي الجائحة وبقوة منذ شباط/ فبراير 2020، والبعض الآخر كان الأخبار الإيجابية بقرب إنتاج لقاحات فعالة للسيطرة على الجائحة.

في كانون أول/ يناير 2020، ارتفعت أوقية الذهب على أساس شهري بنسبة 4.80 بالمئة لترتفع من 1517.24 دولارا إلى 1590 دولارا بنهاية الشهر.

ودعم تحسن أسعار المعدن الأصفر التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، ومخاوف اشتعال حرب بين الولايات المتحدة وإيران عقب مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.

وقادت هذه التوترات لارتفاع الذهب خلال كانون أول/ يناير لأعلى مستوياته خلال 6 سنوات.

حتى هذا الشهر، لم تكن جائحة كورونا أخذت منحنى الخطورة على الأسواق العالمية، إذ اقتصرت الإصابات في البداية بإقليم ووهان الصيني وتم الإبلاغ رسميا في 31 كانون أول/ ديسمبر 2019، قبل أن ينتشر في جميع الدول في الأشهر اللاحقة.

وخلال شباط/ فبراير الماضي انخفض سعر الأوقية بنسبة هامشية 0.32 بالمئة إلى 1585.13 دولارا، ثم وصلت الأسعار الانخفاض خلال آذار/ مارس، بنسبة 0.87 بالمئة إلى 1571.31 دولارا.

وعلى مدار الأربعة أشهر اللاحقة سجل الذهب أداء قياسيا، إذ ارتفع بنسبة 7.24 بالمئة خلال نيسان/ أبريل (ثاني أعلى ارتفاع خلال العام) ليصل سعر الأوقية لـ1685 دولارا.

جاء الارتفاع مدعوما بإقرار الولايات المتحدة أكبر حزمة تحفيز في التاريخ بقيمة تريليوني دولار.

واستمر الأداء الإيجابي لأسعار الذهب خلال أيار/ مايو، مع تزايد المضاعفات الاقتصادية لجائحة كورونا وارتفاع أعداد الإصابات لتسجل الأوقية ارتفاعا بنسبة 2.57 بالمئة إلى مستوى 1728.3 دولارا.

وخلال حزيران/ يونيو ارتفعت الأسعار بنسبة 3.03 بالمئة ليصل سعر الأوقية لمستوى 1780.67 دولار.

وفي تموز/ يوليو، سجلت الأسعار نموا هو الأعلى خلال العام بنسبة 10.9 بالمئة لتصل الأوقية لمستوى 1974.69 دولارا.

في المقابل خلال الأشهر الأربعة التي انتهت في تشرين ثاني/ نوفمبر سجلت الأسعار تراجعا شهريا، إذ انخفضت الأسعار بنسبة هامشية بلغت 0.25 بالمئة خلال آب/ أغسطس لتسجل 1969.75 دولارا، إلا أنه هذا الشهر وصلت الأسعار لأعلى مستوياتها التاريخية عند مستوى 2073.4 دولارا.

وفي أيلول/ سبتمبر، انخفضت الأسعار بنسبة 4.28 بالمئة إلى مستوى 1885.44 دولارا للأوقية، ثم بنسبة 0.4 بالمئة في تشرين الأول/ أكتوبر، عند 1877.95 دولارا للأوقية.

أما خلال تشرين ثاني/ أكتوبر، سجلت الأسعار أعلى تراجع خلال العام بنسبة 5.37 بالمئة، لتسجل الأوقية 1777 دولارا، بفعل بدء استخدام لقاح كوفيد-19، مما ألقى بظلاله على الآمال حيال مزيد من التحفيز المالي والنقدي بالولايات المتحدة.

وفي جلسة 9 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، بدأت الضغوط القوية على أسعار الذهب ترتفع على المدى القريب مع إعلان "فايزر" الأميركية عن لقاح بفاعلية تصل لنحو 90 بالمئة، لتنخفض الأسعار الأوقية بنحو 5 بالمئة بنفس الجلسة.

ومن المتوقع خلال الأشهر المقبلة، أن يطغى حماس لقاح كوفيد-19 على حزمة التحفيز الجديد من مجلس الاحتياطي وحزمة إنقاذ مالي في المدى القريب.

وخلال العام الماضي، استفاد الذهب بشكل أساسي من ضعف الدولار الأميركي، وانخفاض أسعار الفائدة التي اقتربت للصفر.

والذهب كان الملاذ الآمن وما يزال على مر عقود، يتجه إليه المتعاملون رغم عدم تحقيقه فوائد مالية، لأن هامش الخسارة يبقى أكثر انخفاضا من معظم الأصول الأخرى، على عكس الاستثمار بالدولار الأميركي.

التعليقات