غزو أوكرانيا: كيف تأثر الاقتصاد العالمي وغلاء المعيشة بالبلاد؟

رأى الخبير الاقتصادي، عمر فندي، أن غزو روسيا لأوكرانيا سيكون له تأثيرا هائلا على الاقتصاد العالمي، الذي سيتضرر إثر التضخم المالي والنمو الاقتصادي المنخفض، عدا عن تأثير ارتفاع الأسعار للأسباب المباشرة للحرب أو الأسباب

غزو أوكرانيا: كيف تأثر الاقتصاد العالمي وغلاء المعيشة بالبلاد؟

(توضيحية - أ ب)

رأى الخبير الاقتصادي، عمر فندي، أن غزو روسيا لأوكرانيا سيكون له تأثيرا هائلا على الاقتصاد العالمي، الذي سيتضرر إثر التضخم المالي والنمو الاقتصادي المنخفض، عدا عن تأثير ارتفاع الأسعار للأسباب المباشرة للحرب أو الأسباب غير المباشرة بسبب اضطراب توريدات الطاقة والنفط.

وتعتبر روسيا ثالث مصدر عالمي للنفط والغاز، علمًا أن القارة الأوروبية تعتمد بشكل كبير على الغاز والنفط الروسي.

وبهذا الصدد، حاور "عرب 48" الخبير الاقتصادي حول تأثير غزو أوكرانيا على الاقتصاد العالمي وغلاء المعيشة في البلاد.

"عرب 48": كيف ستؤثر الحرب على حياتنا، بمعنى هل سنشهد ارتفاعا في الأسعار غير الذي عهدناه في الفترة الأخيرة؟

فندي: أولا دعنا نذكر أن الاقتصادات العالمية بدأت للتو التعافي من ويلات جائحة كورونا، والعالم كله سيتأثر بشكل مباشر من هذه الحرب، أولا من خلال التضخم المالي بمعدل 3% حتى الآن على مستوى العالم، وأوكرانيا هي سلة غذاء عالمية، وهي أيضا مخزن للموارد الطبيعية لصناعات الهايتك والصفائح الالكترونية، والتي ستشهد نقصا على المستوى القريب جدا، عدا عن كون روسيا موردا رئيسا للنفط والغاز في العالم.

الخبير الاقتصادي عمر فندي

"عرب 48": هل تعني أن سلة الغذاء الأساسية مثل القمح والحليب يمكن أن تتأثر أيضا؟

فندي: تعتبر أوكرانيا مصدرا كبيرا للقمح والبيض والحليب على مستوى العالم، وهناك دولا عديدة في العالم تعتمد على الصادرات الأوكرانية لسلة الغذاء الأساسية مثل مصر وحتى إسرائيل، وقد تشهد مصر أزمة حقيقة إذا ما استمرت الحرب، وطبعا الاقتصاد العالمي كله سيتأثر من نقص التوريد من أوكرانيا، ومن المفهوم ضمنا أن الطلب على المواد في فترات الحرب يزيد حتى دون حاجة لذلك بسبب الخوف من الحرب، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

"عرب 48": شهدنا مطلع هذا الشهر غلاء كبيرا على أسعار الوقود؛ هل هو بسبب الحرب؟

فندي: الغلاء الذي حدث في إسرائيل في الوقود ليس نتيجة مباشرة للحرب، وإنما تراكم ارتفاع سعر الدولار الذي أدى إلى ارتفاع سعر الوقود في إسرائيل، وطبعا في حال استمرت الحرب يتوقع ارتفاعا إضافيا على الوقود خلال الفترة القادمة.

من المتوقع استمرار ارتفاع أسعار الوقود في الفترة القادمة طالما تواصلت الحرب، لقد شهدنا خلال يوم أمس حركة من البنك المركزي الروسي برفع الفائدة من 9% إلى 20% وهي خطوة ضخمة جدا لمنع انهيار الروبل، وهذه العملية يمكن أن تؤدي إلى تشجيع الاستثمار في العملة الروسية أو الاستثمار بالفوائد عبر الربط بالروبل الروسي.

"عرب 48": بالعودة إلى الطاقة حتى الآن كما أفهم لم تتأثر الصادرات الروسية من الطاقة (النفط والغاز)، كيف ترى تأثير الحرب على استمرار توريد الطاقة وأسعارها؟

فندي: نعم وهذه ورقة قوة لروسيا، في حين فرضت عقوبات اقتصادية على روسيا لا زالت المزود الثالث في العالم للنفط والغاز، ولا ننسى بأن نصف واردات أوروبا من الغاز مصدرها روسيا وحوالي ربع الواردات الأوروبية من النفط، ولا ننسى أن الحرب لا تعني بالضرورة تضرر شركات النفط اقتصاديا، بل إنها تؤدي إلى زيادة نسب أرباح شركات النفط، لأن عملية إنتاج البترول لا تتغير من حيث تكاليف الإنتاج والمتغير هو الزيادة فقط وكلما انتجت أكثر هبطت تكاليف الإنتاج، وكلما ارتفعت الأسعار زادت نسب أرباح شركات النفط.

"عرب 48": ماذا عن المنتجات المستوردة من أوكرانيا أو روسيا إلى إسرائيل وكيف ستتأثر؟

فندي: كل فرع صناعة التقنيات الحديثة "الهايتك" في إسرائيل في خطر كبير، لأن القوى العاملة المهنية في الهايتك تأتي من مهندسين في أوكرانيا، سيما الصفائح الالكترونية التي تصنع في أوكرانيا لاستخدامات السيارات والهواتف الذكية والحواسيب، وسيؤثر ذلك على قدرة الإنتاج في هذه المجالات وغلاء أسعارها، وقد شهدنا بعد فترة كورونا أن هناك تأخرا كبيرا في تسليم السيارات الجديدة وخصوصا الشاحنات.

"عرب 48": ماذا عن التأثير غير المباشر للحرب على أسعار مختلف المنتجات؟

فندي: طبعا السوق العالمي كله سيتأثر بشكل طبيعي من الحرب، فكما أسلفنا روسيا ثالث منتج للطاقة (النفط والغاز) عالميا، واستمرار الحرب يعني بالضرورة اضطراب التوريد من روسيا، ما يؤدي حتما إلى ارتفاع تكاليف الطاقة، وهذا يعني أن الشحن والنقل سيكون بتكلفة أعلى، ما يؤثر في حركة شحن جميع أنواع البضائع، عدا عن النقص الذي سيكون حتما نتاج لتوقف الصادرات من المواد الأساسية من أوكرانيا.

التعليقات