"تويتر" و"سبيس إكس" و"دوج كوين"... ألعاب طفل نزق اسمه إيلون

ما شهده العالم خلال السنوات الماضية، كان كارثيًّا إلى الحدّ الذي طالب فيه آلاف المستثمرين بمحاكمة ماسك

(Getty)

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركيّة، تقريرًا حول "إصلاحات" إيلون ماسك في موقع تويتر، منذ الاستحواذ عليه في نهاية تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، بصفقة وصلت إلى 44 مليار دولار، والتي تمخّضت عن إنهاء عمل أكثر من ثلاثة أرباع موظّفي تويتر، بالإضافة إلى إنهاء أعمال آلاف المراقبين في موقع التواصل الاجتماعيّ.

وقالت الصحيفة في تقريرها، إنّه ترافق مع هذه "الإصلاحات"، زيادة في المضايقات بالنسبة للأقليّات الدينيّة والعرقيّة، والتي تُشير إلى أنّ الموقع في بداية فوضى عارمة ستعيث فيه خرابًا.

ويرى مراقبون أنّ المحتوى على تويتر أصبح يتّجه أكثر لما يمكن تسميته بـ"العنيف" كما أنّ المنشورات فيه أصبحت أكثر قسوة، بعد أن رحّب إيلون ماسك بعودة آلاف من الحسابات المحظورة والمعلّقة، بسبب الترويج للكراهية والعنف، خاصّة بعد إنهاء عمل المراقبين وتفكيكه لفريق "أمان تويتر"، حيث أصبحت المنصّة تُشبّه بـ"المجاري"، كما أطلق عليها عدد من الشخصيّات العامّة، قبل مغادرتهم للمنصّة وحذف حساباتهم،

ووفقًا لخبير الوسائط الرقميّة في جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا، تيموثي جراهام، في الوقت الذي يستعدّ الموقع لتسريح عدد من العاملين فيه، خاصّة في أستراليا، فإنّه يرى "إنّ تفكيك إيلون ماسك لفريق أمان تويتر، يشير إلى أنّ ادّعاءاته في الحدّ من خطاب الكراهية، مبالغ فيها".

وبالنسبة لقارّة آسيا، فإنّ فرق كاملة من مراقبة المحتوى اختفت، ولم تعد موجودة.

يقول أحد الموظّفين السابقين في تويتر، والذي اشترط عدم الكشف عن اسمه، إنّ ثمّة إهمال كامن في الشركة، حتّى قبل ماسك، لكنّ هذا الإهمال بدأ يتفاقم بشكل كبير مع قدومه.

وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أنّ تويتر فصلت أكثر من 95٪ من موظّفيها في الهند فقط، وذلك ضمن إطار خفض العمالة الذي تتبعه الشركة، لتبقى المنصّة مع 12 موظّفًا هناك فقط، في الوقت الذي تشهد فيه نقاشات وتجاذبات سياسيّة متشدّدة ومتحيّزة وفيضانات من المعلومات المضلّلة، والتي تؤدّي إلى الزيادة في معدّلات المشاحنات المبنيّة على الكراهية والعنصريّة.

وكان خبراء في الأمم المتّحدة، قد أعربوا عن قلقهم بشأن هذا الارتفاع الحادّ في الكراهية والعنصريّة على مواقع التواصل الاجتماعيّ، وخاصّة موقع تويتر، ضدّ المنحدرين من أصول أفريقيّة، مطالبين بفرض مساءلة قانونية لمواقع التواصل الاجتماعيّ، في الوقت الذي أكّدت فيه تويتر، على أنّ هذا الأمر هو "حملة تحريض مدبّرة" ضدّ الموقع.

وقال فولكر تورك، مفوّض الأمم المتّحدة السامي لحقوق الإنسان، في خطاب مفتوح وجّهه للرئيس التنفيذيّ لموقع تويتر، إيلون ماسك، إنّ حريّة التعبير ليست مبرّرًا لنشر المعلومات المضلّلة الضارّة، والتي يمكن أن تنتج عنه أضرار حقيقيّة، وأنّ حريّة التعبير تتوقّف، عندما يصل الأمر على التحريض على التمييز والعنف والعداء.

إيلون ماسك… الطفل المتلاعب

(Getty)

من المعروف عن الرئيس التنفيذيّ لمنصّة تويتر وشركة تسلا، إيلون ماسك، التلاعب بأسواق العملات الرقميّة، اعتمادًا على منصّة التواصل الاجتماعيّ، بالإضافة إلى اعتماده على منصبه في شركة تسلا. وما شهده العالم خلال السنوات الماضية، كان كارثيًّا إلى الحدّ الذي طالب فيه آلاف المستثمرين بمحاكمة ماسك، بعد أن هوى سوق العملات المشفّرة من قمّة قياسيّة في منتصف آذار/ مارس 2021، والتي وصلت قيمته السوقيّة إلى نحو 3 تريليون دولار، بعد هجوم شنّه ماسك، على العملات المشفّرة، حيث انخفضت قيمة البتكوين إلى نحو 29 ألف دولار بعد أن وصلت إلى نحو 70 ألف دولار، وهوت القيمة السوقيّة لسوق العملات المشفّرة إلى 1.2 ترليون دولار.

ويشير خبراء إلى تلاعبات ماسك الخطرة، والتي تمثّلت في إعلانه عن قبول للعملات الرقميّة كوسيلة دفع في شركة تسلا، ثمّ إعلانه أنّ سوق العملات الرقميّة هو بديل للاستثمار، إلى درجة أنّ أسعار الذهب تذبذبت مع تصريحاته، وإعلانه بعد ذلك أنّ شركة "تسلا" استثمرت في عملة بتكوين أكثر من 1.5 مليار دولار، على سعر 33 ألف دولار لوحدة البتكوين الواحدة.

ثمّ بعد ذلك ما لبثت أن أعلنت الشركة عن إيقاف البيع والشراء عبر بتكوين، بالإضافة إلى إعلانها بيع ما يقارب من 250 مليون وحدة من البتكوين، لإضافة هذا الكاش إلى رصيد الشركة، ممّا أدّى إلى حالة من الهلع لدى المستثمرين، وهو ما دفع إلى عمليّات بيع كبيرة أدّت إلى خسائر عنيفة وحادّة في السوق.

واتّهم كثيرون إيلون ماسك بالتلاعب بالأسواق، واستغلاله إلى مناصبه المختلفة لزيادة ثرواته، كما أشار كثير من الخبراء إلى أنّ كلمة من ماسك يمكنها أن ترفع السوق، وكلمة أخرى يمكنها أن تتسبّب بانهياره.

ويعتقد بعض الخبراء، إلى أنّ ماسك يمكن أن يكون مصيره مثل مصير جون مكافي، الذي اتّهم بالتلاعب بأسواق المال عام 2017.

وعلى الرغم من هجوم ماسك على عملة بتكوين، فإنّه أكّد لأكثر من مرّة أنّه لا يزال مؤمنًا بالعملات المشفّرة، خاصّة عملة "دوج كوين"، وعمله مع مطوّريها من أجل تحسين كفاءة معاملات النظام، وهو ما أدّى أيضًا إلى قفزة هائلة في العملة، وصلت لأكثر من 1000٪، ثمّ انهيار كبير وصف بالكارثيّ، وما زال مستثمرو العملات الرقميّة، يعيشون تداعيات هذا التلاعب حتّى اللحظة، وهو ما أدّى إلى وصفه على مواقع التواصل الاجتماعيّ، بأنّه أشبه بـ"طفل نزق في محلّ خزف صينيّ"، وهو التشبيه نفسه الذي كانت قد أطلقته الصحافة الأميركيّة على الرئيس الأميركيّ السابق دونالد ترامب، أثناء رفضه لنتائج الانتخابات بفوز الرئيس جو بايدن.

التعليقات